لم تكن التظاهرات والندوات والمسيرات بل الصدام المسلح ضد الحكومة (جديدا) على (شباب القطاع الغربى )، فقد دخلت المنطقة فى (أزمة)، منذ أن تم تذويب (ولاية غرب كردفان) مهرا للسلام الذى فشل فشلا ذريعا وأدى لإنفصال الجنوب، فبرزت حركات مسلحة للشباب بمسميات مختلفة (شمم ،شهامة ،كاد وغيرها ) محدثة ربكة وصداعا للدولة كما أحدثت خلخلة فى داخل النسيج الإجتماعى لسكان القطاع ، إلا أن الجديد هذه المرة ظاهرة (الإعتصمام والعصيان المدنى ) تأسيا ب(المناصير) كأحد التعابير السلمية الحضارية للمطالبة بالحقوق ، إلا أن لشباب بابنوسة تجارب تظاهرية سابقة كما لشباب (الفولة ،المجلد ،كيلك ،الميرم ،الدبب ومناطق أخرى) تجارب في التظاهر طالبت فيها الحكومة لأن تتحمل مسؤوليتها كاملة لتوفير الخدمات الضرورية لإنسان القطاع واعادة بناء مادمرته السيول والفيضانات وإنتهاج الشفافية والعدالة في تقسيم عائدات النفط المستخرج من المنطقة، وتوظيف الشباب في شركات النفط العاملة، كما قدحت المظاهرات فى عمل (هيئة تنمية القطاع الغربى) وكذلك (صندوق تنمية القطاع الغربى). اتهامات ودفاع ويدافع عبد الرحمن جبارة أحد قيادات الشباب بالقطاع الغربى (شمم) الذين حملوا السلاح فى وجه الحكومة فى وقت سابق، يدافع عن مطالب الشباب قائلا إنها (تنموية مشروعة) وشن جبارة هجوما عنيفا على أحزاب المعارضة بالمركز وشخصيات سياسية بالقطاع الغربى بالمركز والمنطقة قائلا إنها أشعلت الفتنة لأجندة لا علاقة لها بقضايا وهموم المنطقة، ورمى كذلك باللوم على المسؤولين بالمحليات والقطاع قائلا إنهم فشلوا فى إدارة حوارات مثمرة وبناءة مع الشباب، مطالبا الحكومة بمحاسبتهم، كما حمل جبارة قيادات المؤتمر الوطنى عواقب غيابها عن الساحة والإنزواء بعيدا عن قضايا وهموم الشباب، إلا أن فضل عبيد الله نائب رئيس المؤتمر الوطنى بالمحلية إتهم أحزاباً معارضة وقوىً سياسية بالمركز بأنها (حاولت أن تلعب بالنار وتزيدها إشتعالا) قائلا إنها أطلقت تصريحاتها بأن مايجرى فى بابنوسة (إنتفاضة لتغيير النظام)، إلا أنه عاد وقال (مصائب قوم عند قوم فوائد) اذ لم يعجب كلام الاحزاب الشباب فى بابنوسة فأكدوا أن مذكرتهم تنموية ولا علاقة لها بالأحزاب أوالقوى السياسية . مذكرة الشباب ولكن ما هو مضمون المذكرة التي قدمها شباب بابنوسة بتاريخ 19 فبراير 2012 إلى والي ولاية جنوب كردفان بواسطة معتمد المحلية ،وهل هي سياسية أم مطلبية تنموية ، دافع الشباب عن مسيرتهم وقالوا إنها إنطلقت منذ مارس 2010 فى وجه الحكومة ضد التسويف والمماطلة التى حالت دون إكمال تنفيذ مشروعات تنموية وخدمات ضرورية إنطلقت بالمنطقة فى تواريخها المحددة إعتبرها الشباب بمثابة (دعاية إنتخابية)، المذكرة تطالب الحكومة فى المجال الصحى بتأهيل المستشفى وتوفير اختصاصيين فى مجال الأطفال ،النساء والتوليد، الباطنية ، الجراحة وتزويد المستشفى بالكوادر الطبية المدربة، كما طالبوا إدارة التأمين الصحى بتوفير الدواء والعمل يومى الجمعة والسبت ،وتوفير أجهزة رسم القلب وطبيب أسنان وفتح مركز الوحدة ،كما طالبت فى محور الكهرباء بتوسيع الشبكة لتشمل كافة أحياء المدينة وأن يعمل التيار الكهربائى (24) ساعة ، وفى محور المياه قالت إن المياه قطعت شوطا كبيرا وطالبت بأن تشمل كافة أطراف بابنوسة ،مع إرجاع تعريفة سعر برميل الماء (50) قرشاً ،وفى محور التعليم طالبت المذكرة بإجلاس الطلاب وتوفير الكتاب المدرسى مجانا ،وإعداد المعلمين وتدريبهم ،صيانة المدارس وبناء دورات مياه تفعيل المناشط وترحيل طلاب المدارس الثانوية وتوفير المعلم الفنى والمعامل والورش لمدرسة بابنوسة الفنية والإهتمام بالتعليم قبل المدرسى ودعم جامعة السلام ،وفى محور الطرق طالبت المذكرة بربط طريق (الفولة - المجلد) من قرية (بقرة) وصفه الشباب ب(مطلب لم ولن يتنازلوا عنه مهما كانت الظروف) مع إكمال طريق بابنوسة المجلد كاملا وإنشاء طرق داخلية بالمدينة ،وفى محور الرياضة طالبت المذكرة بتكملة ما تبقى من إستاد بابنوسة مقصورة ومصاطب جانبية وإنارة وتنجيل قال الشباب (حسب وعد رئيس الجمهورية إبان زيارته الأخيرة للمنطقة) ،وفى محور السلامة العامة طالبت المذكرة بإنشاء وحدة للدفاع المدنى وكل سبل السلامة ،وفى محور البطالة وأخرى طالبت المذكرة بحل مشكلة البطالة وتوفير فرص عمل للشباب ،وحل مشكلة المواد التموينية (الدقيق) وعدم تأثرها بالإجراءات الأمنية والإحتكار ،وترحيل مكاتب صندوق رعاية الطلاب من الأحياء السكنية لتجنب الصدامات التى قد تحدث بين الطلاب والأجهزة الأمنية وتوجيه الأجهزة الأمنية بعدم إستخدام الأسلحة الثقيلة (مدفع الدوشكا) لتفريق التظاهرات ،وختمت المذكرة بإمهال الحكومة مدة(إسبوع واحد) إبتداء من تاريخ تسليمها لوضع حد لتنفيذ المطالب . من أجل التنمية ولكن مارأى قيادات الشباب والحكومة والسياسيين والمراقبين حول مذكرة شباب بابنوسة ومن قبلها مذكرة شباب المجلد ومذكرات أخرى وعلاقتها بالشباب ، دافع حسن حامد حسن أحد قيادات شباب بابنوسة بشدة عن المذكرة وقال إنها (مطلبية تنموية) تؤكد منفستو إنطلاقة الشباب منذ مارس 2010 بشعار (لا حزبية ولا جهوية ،من أجل التنمية 100%) مؤكدا أن المذكرة جاءت تطالب ب(حق مشروع ولن يقبل الشباب تدخل أى جهة فيه) ، ونفى حسن حامد نفيا قاطعا أن تكون للمذكرة أى أبعاد سياسية أو أى صلة أو علاقة بالمعارضة أو بما تدعيه الأحزاب والقوى السياسية ، وشدد على ان ليس للمذكرة أى علاقة ب(المطالبة بإقالة هارون) أو (إقالة معتمد الفولة السابق ) أو مذكرة المركز المنسوبة للقطاع الغربى أو(عودة ولاية غرب كردفان)، بل ذهب حسن حامد أبعد من ذلك قائلا إن كانت للشباب مطالبة ب (الولاية) فإن مطالبتهم ب(عودة ولاية كردفان الكبرى ) ،إلا أن حسن حامد كشف ل(الصحافة) أن إتفاقا تم مع اللجنة الحكومية برئاسة معتمد بابنوسة خالد كرشوم على إمهال الحكومة (4) أيام (تنتهى غد الإثنين ) للرد على المذكرة ، وقد تم إختيارلجنة أهلية خاصة من المنطقة برئاسة نافع إسماعيل نافع نائب الدائرة عضو المجلس التشريعى وإدارات أهلية وأعيان رفض الشباب تمثيله فيها ،إلا أن حسن أكد أن الشباب نفذ إعتصامه الأول (ثلاث ساعات) والثانى (4) ساعات شارك فيه الشباب بفعالية ،وأوضح حسن أن للشباب ثلاثة لجان (خماسية) تفاوض لتنفيذ المشروعات و(ثلاثة عشرية) وهى تخطط لعمل الشباب و(أربعينية) كجمعية عمومية مختصرة ومكونة من كل شباب بابنوسة ،وحذر حسن حامد الحكومة من المماطلة والتأخير عن المدة المتفق عليها ، بينما إعتبر ياسر كباشى مستشار الوالى مطالب شباب بابنوسة بانها مشروعة وجاءت فى ظروف غير مناسبة ،إلا أن حسن حامد دافع عن خطوة الشباب قائلا إن الحكومة لا تستجيب إلا لمن يحمل السلاح فى وجهها (مثلها مثل أم التيمان ، ترضع من يبكى وتهمل من يسكت) . إلا أن شيبون الضوى موسى مستشار الوالى للقطاع الغربى دافع عن إنجازات الحكومة التنموية فى القطاع قائلا أنها ليست ل(الدعاية الإنتخابية) بل أن التنمية حق مشروع لإنسان الولاية وتقدمها الحكومة له من منطلق واجب ومسؤولية وليست بالتهديد والوعيد والتظاهرات وأعمال الشغب والتخريب ،وإعترف موسى بتوقف بعض المشروعات التنموية بالقطاع الغربى لظروف إستثنائية إلا أنه عاد وقال إن ترتيبات تمت مع الشركات لمباشرة مشروعاتها، وإعترف الضوى بمشكلة فى كهرباء بابنوسة جارى العمل فيها لرفع الطاقة التشغيلية لها ،وعن أستاد بابنوسة قال الضوى إن الترتيبات قد إكتملت مع الشركة لمواصلة المشروع، فيما تجرى معالجات لترقية خدمات التعليم والصحة والسلامة العامة والبيئة وقضايا التوظيف وكل ما يهم الإنسان من تنمية وخدمات فى القطاع الغربى كما فى بقية أجزاء الولاية . إلا أن مراقبين ارجعوا أزمة جنوب كردفان لظروفها الإستثنائية وقالوا إنها فوق طاقة الولاية وتحتاج لتدخل المركز سيما رئاسة الجمهورية لتكملة المشروعات التنموية التى إنطلقت بها ونزع فتيل الأزمة خاصة القطاع الغربى ، فيما وصلت كادقلى لجنتان من محلية بابنوسة والأخرى من محلية أبيى فى إنتظار رد مقنع من قبل الحكومة على مذكرة شباب بابنوسة التى تنتهى مهلتها المحددة فى الخامس من مارس الجارى فيما تنتهى مهلة شباب المجلد فى الثالث عشر من الشهر الجارى .