وجه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود حامد بإنشاء «شرطة خاصة لتأمين مرافق النفط»، على أن يتم تدريبها تدريبا عاليا وخاصا لتقوم بدورها في حماية المنشآت النفطية والحيوية بالبلاد، وقال وزير الداخلية في تصريحات صحفية أمس بالقصر الجمهوري إن اللقاء أقر إنشاء شرطة خاصة لحماية البترول يتم رفع تصورها للرئيس، منوها إلى أنها شرطة ذات «تدريب خاص» ، ونوه إلى أنها ستكون شرطة متخصصة أسوة بشرطة تأمين المرافق الأخرى مثل السكة الحديد والموانئ البحرية وكنانة، وقال إنه سيتم الترتيب لتدريبه? بصورة أفضل لحماية المرفق الحيوية. لتأمين صناعة النفط لم يكن توجيه رئيس الجمهورية ردة فعل عابرة بل هو جزء من اهتمام باكر أبدته الحكومة السودانية لتأمين صناعة النفط، فكشف الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية لدى تدشينه خلال فبراير 2010 دخول «30» ألف برميل من حقل بليلة دائرة الانتاج، كشف طه عن اتخاذ حزمة من الترتيبات والإجراءات لتأمين صناعة النفط بالتعاون مع الولايات المنتجة والقوات المسلحة وأجهزة الأمن من أجل إستدامة استمرارية تدفق النفط، وطمأن كل العاملين في حقول النفط وأُسرهم والشركات وكل الشعب السوداني باستمرارية الإنتاج وتوفير الأمن في ال?قول وتدفق النفط دون توقف، قائلا سنعمل كل ما في وسعنا من أجل استتباب الأمن والاستقرار، ووجّه طه الشركات العاملة في مجال النفط بزيادة حصتها ونصيبها من الخدمات والمساعدات بالمنطقة والعمل على توفير وسائل كسب العيش وترقية نمط المعيشة وإقامة مشروعات تنموية مع الولاية والوزارة بإدخال أنماط جديدة تواكب تغيّرات المجتمع، ولم يتجاوز طه الموقف دون التأكيد على حسن العلاقات بين السودان والصين، حيث وصفها ب«الشراكة الحقيقية» وقال انها مبنية على صداقة حقيقية وإيجابية قائمة على تبادل المنافع والمصالح المشتركة. توقيف قتلة مهندس البترول الصينى: أثارت حادثة اغتيال مهندس البترول الصينى بحقل بليلة جملة من التساؤلات وقد راجت حول الحادثة العديد من التصريحات والشبهات والتكهنات قبل أن تفك السلطات الأمنية شفرة وطلاسم الجريمة، فكشف ل«الصحافة» رئيس لجنة الأمن بالقطاع الغربي بولاية جنوب كردفان شيبون الضوي، مستشار الوالي عن توقيف «ثلاثة» اشخاص متهمين بقتل المهندس الصيني بشركة «بتروإنرجى» فى منطقة «الرق 54»، 60 كلم جنوبي الفولة ضمن حقل بليلة للبترول في جنوب كردفان، وقال الضوي إن الحادث أدى لقتل المهندس الصيني، واصابة اثنين اخرين أحدهما شرطي ، واوضح الضوي، أن?الحادث جنائي بدافع السرقة وليس له علاقة بالسياسة، وأضاف أن الجناة الثلاثة من أبناء المسيرية، وقد اعترفوا بالجريمة وأحدهم مصاب، وأكد أن السلطات الأمنية مازالت تواصل تحرياتها للتوصل الى متهمين آخرين يعتقد أن لهم صلة بالحادثة وأحداث أخرى مشابهة بالمنطقة، وأردف رئيس لجنة الأمن قائلا إن البترول ثروة قومية وأن السلطات الأمنية لن تتهاون ولن تفرط فى تأمين حقول البترول، كما أنها لن تقف مكتوفة الأيدي حيال كل من يحاول أن ينال من منشآت البلاد النفطية أو يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة . نقوك تتهم الحركة الشعبية بالحادث وما جعل أن يكون للحادث بوادر تخريبية وذات أبعاد سياسية، فقد اتهمت نظارة دينكا نقوك «الحركة الشعبية» بالتورط فى مقتل مهندس «بترو إنرجى» الصينى بحقل بليلة للبترول، وقال أمينها العام رمضان مليك شول فى تصريح للمركز السودانى للخدمات الصحفية إن افرادا من منسوبى الحركة الشعبية قاموا بمداهمة مقر المهندس الصينى بحقل بليلة وأردوه قتيلا فى الحال، مبينا أن الدوافع وراء عملية الاغتيال هدفت لزعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة، وطالب شول حكومة الجنوب بالإعتذار لدولة الصين الشقيقة حسب قوله، نافيا أن يكون لدينكا نقوك أى ضلوع ?ى الحادث. غزال الزمن يصيبها كلب الزمن استهل أمير دار المسيرية مختار بابو نمر حديثه ل«الصحافة» بشجب وإستنكار وإدانة الحادث، وقال أنه لا يشبه أخلاق المسيرية واعتبره عملا دخيلا على مجتمع أهل المنطقة، قائلا إن البترول فى دار المسيرية ولكن «الحاقدين عليه كثر» ، أيد بشدة الأمير توجيه رئيس الجمهورية بإنشاء «شرطة خاصة لتأمين مرافق النفط» مناشدا الجهات التنفيذية اختيار القوة المطلوبة من أبناء المنطقة بتزكية من أمراء المسيرية مستندا على مثل من أمثال المسيرية المعروفة «غزال الزمن يصيبها كلب الزمن»، مؤكدا توقيف «4» أشخاص من أبناء المسيرية لهم علاقة بالح?دث، مبينا أن السلطات الأمنية لا زالت تواصل البحث عن آخرين، وتساءل الأمير لماذا قتل هؤلاء المهندس الصينى؟ولم يأخذوا أى مبالغ مالية من المرتبات التى توجد فى ذات المكان!، موضحا أن كاميرا خاصة بالغرفة رصدت أحد الجناة أثناء دخوله وخروجه منها مرتين ! وأكد الأمير تكرار أحداث مشابهة من حرق سيارات ومعدات للطرق بسبب تعويضات فى الأراضى وغيرها، كاشفا أن منطقة الرق «54» مسرح الحادث خالية من أى نزاع، واعتبر نمر الحادث فيه نوع من الغموض يتطلب البحث !،ولم يستبعد الأمير أن تكون هنالك جهة ما قامت باستئجار أبناء المسيرية لتن?يذ الحادث، وكشف الأمير وجود حالة من العطش تمر بها المنطقة عقب الحادث، ملجئا الأسباب لتوقف العاملين بالشركة عن مزاولة عملهم خوفا من أحداث مماثلة، مؤكدا أن كثيرا من مناطق دار المسيرية تتلقى حاجتها من المياه من الشركات العاملة فى الطرق والبترول، فيما أقر الأمير بجملة من المشروعات التنموية من طرق وخدمات تعليم وصحة ومياه وكهرباء تنتظم محليات الولاية المختلفة أسهمت فيها الحكومة المركزية والولائية وصناديق التنمية الخاصة بتنمية القطاع الغربى وشركات البترول المختلفة. شجرة المرفعين إلا أن للهيئة الشبابية لتصحيح المسار بالقطاع الغربي رأي آخر، قال عمار آدم رئيس الهيئة إن الحادث عمل فردي وليس منظما، عزاه عمار لانتشار السلاح وتعدد الحركات المسلحة وتدني نسبة التعليم، والشعور بالظلم والنقص في الخدمات التنموية وإنعدام مشروعات الدخل الإجتماعى، وتفشي ظاهرة البطالة وعدم الاهتمام بقضايا الشباب والطلاب الخريجين، قائلا إن الشباب فقد الثقة فى كل قيادات المنطقة وصناديق تنمية القطاع الغربي مشبها إياها ب«شجرة المرفعين» وقال إنها جزء من الأزمة ولم تستطع تحسين الدخل المعيشى لأهل المنطقة مطالبا الحكومة?بمراجعة عمل هذه الصناديق، كما اتهم عمار الحكومة نفسها بتأجيج قضايا المنطقة، وقال إن الحكومة لم تحسم قضايا الحركات المسلحة التى وقعت معها اتفاقا، كما لم تستجب لمطالب وطموحات الشباب المتمثلة فى التوظيف والتمييز الإيجابى للخريجين فى حقول البترول. التنمية والخدمات فيما لم يذهب اتحاد عام المسيرية بعيدا عن المنحى ذاته حيث أوضح رئيسه محمد خاطر جمعة أن الاتحاد يشجب ويدين ويستنكر الحادث ويعتبره فرديا ولا يمثل سلوك ومنهج المسيرية كقبيلة، قال خاطر إنه ذهب على رأس وفد رفيع يمثل الاتحاد، قدمنا التعازي واعتذرنا للسفار ة الصينية بالخرطوم عما بدر بدار المسيرية، وعزا خاطر الأحداث المتلاحقة بالمنطقة لقضايا التوظيف والتهميش والظلم وتدني التنمية والخدمات، وأشار رئيس الاتحاد إلى مشكلة المراحيل والمراعي المتأزمة مذكرا أن المراحيل سوف تنتقل خلال الشهر الجاري إلى منطقة بحر العرب وتشك? هماً مشتركا لدى عموم المسيرية، منبها الحكومة رعاية ومتابعة حركة النزوح، حتى لا تحدث إحتكاكات بين الرعاة و قوات الجيش الشعبي . مؤتمر جامع لحلحلة المشكلات عزا عبد الرسول النور «القيادى بالأمة » - الحاكم الأسبق لكردفان بصفته الشخصية كابن من أبناء منطقة دار المسيرية، عزا الأحداث المتلاحقة بالمنطقة لتظلمات محلية من تدن في التنمية والخدمات وعدم معالجة قضايا الشباب والطلاب والخريجين والمسرحين عسكريا، فى ظل للانتشار الفقر وانخفاض نسبة التعليم، معتبرا الحادث الأخير فرديا ومحليا لتوفر السلاح وغياب السلطة والدولة، واصفا التعبير عنها بانتهاج العنف ب«الإسلوب الخاطئ» وغير الصحيح، واتهم النور الحكومة نفسها فى تأجيج الأزمة وزيادة حدة التوتر لإنتهاجها الحلول الجزئية والفر?ية لمعالجة مشكلة المنتمين للدفاع الشعبى، بالإضافة لآخرين ضمن الاتفاقيات المتعددة التى وقعتها مع بعض حاملى السلاح من الحركات المختلفة، عدم نجاحها فى الحل الشامل بصورة منهجية، طالب النور صناديق تنمية القطاع الغربى بزيادة الفاعلية التى ترقى لمستوى تطلعات المواطنين، واقترح عقد مؤتمرا جامعا لكل أهل القطاع الغربى للتفاكر ووضع الحلول الكاملة لمطالبات الجميع مع التفريق الكامل بين من المطالب والتفلت. لم يستبعد مراقبون أن يكون لحادث مقتل المهندس الصينى علاقة بالحركات المسلحة، سيما أن المنطقة مازالت تتمدد فيها قوات من الحركة الشعبية تتبع للواء حسن حامد أحد أبناء المسيرية، وكذلك قوات العدل والمساواة ومليشيات أخرى وعصابات نهب مسلح وغيرها قالوا إنها تتطلب مزيدا من الحسم المركزي، كما ألجأ المراقبون تصاعد حدة التوتر والتناحر والتلاوم بين أبناء المسيرية «لذوبان ولاية غرب كردفان» والإنزواء الكامل لقيادات المنطقة بالمؤتمر الوطني بالمركز، دون التصدي لقضايا أهلهم وحلحلة مشكلاتهم، واعتبرتهم جهات سياسية جزءا من الأز?ة، مطالبين رئاسة الجمهورية التدخل وتوسيع دائرة الشورى لوضع الحلول المناسبة لكيفية عودة ولاية غرب كردفان فى ظل مطالبة قبائل حمر بولاية مستقلة بهم لتكون النهود عاصمة لها وليست الفولة.