إن ما قام به حزب المؤتمر الوطني من تغيير كامل في امانات الحزب لهو دليل واضح على ان ذلك الحزب هو حزب اسلامي شوري من ناحية وحزب عصري حداثي يأخذ بكل ما يفيد من التطورات التي يدخلها العقل البشري انى وجد كما انه يستجيب لرغبات الشعب . على ان ما قام به المؤتمر الوطني لا يجب ان يحسب وكانه اتى بما لم يأت به احد ولا هو قمة الكمال المنشود ، انما هو من وجهة نظرناعوده الى الحق وتصحيح لاخطاء كانت قد ارتكبت. تلك الاخطاء وان كان هناك من يبررها بأنها كانت لازمه في وقتها للظروف التي كان يعاني منها السودان من اختراق واضح للاجهزه من قبل الجنوبيين واشياعهم من العلمانيين ، فالآن وبعد انفصال الجنوب وبعد ان اصبح السودان امه متجانسه عرقيا وعقائديا فالواجب يحتم اعادة صياغه المؤسسات الحكميه والخدميه والتنفيذيه بما يضمن وضع السودان على المسار الصحيح . فنحن نحمد لقادة الوطني استجابتهم لآراء الجماهير التي سكتت عن النقد ومطالب التصحيح قبل الانفصال بحسبان ان السودان كان مجهول المصير بين الوحده و الانفصال وانه كان في الحكومه نائب اول للرئيس وتحته وزراء زرعتهم الصهيونيه العالميه من اجل تحطيم كل السودان او على الاقل فصل الجنوب عنه وربما هذا ما دفع ساستنا الى الرضاء باقل الضررين وهو فصل الجنوب ولكننا كما نلاحظ الآن وبعد فصل الجنوب وعدم رضوخ شمال السودان للاملاءات الصهيونية فان المعركه قد فتحت في حدود دولة السودان الجنوبيه ( جنوب كردفان والنيل الأزرق) وهذا ما يتطلب تدابير جديده سنذكرها في مقال قادم. ما يهمنا الآن من التغيرات التي احدثها الوطني في اماناته شيئين :الاول ان يواصل الوطني تحديث اعماله وفقا لوجهات النظر الشابهالجديده مع الاستفاده من خبرات الكبار الذين اقترح ان يشكلوا مرجعيات استشاريه متخصصه . اما الشئ الآخر فهو ان تحذو كل الاحزاب الاخرى حذو الوطني ،ذلك لانني اعتقد ان اكبر الاسباب التي دفعت الوطني الى اللجؤ الى سياسات التمكين والصرف على الامن اكثر من الخدمات واستبعاد المشكوك في ولائهم عن الوظائف كان بسبب ما قامت به الاحزاب الاخرى من تأليب القوى الخارجيه على الوطني مما نتج عنه الحصار الاقتصادي وفتح بؤر الصراعات وتدخل محكمة الجنايات في شأن السودان وفصل الجنوب وغير ذلك من المؤامرات التي حققت مكاسب كبيره للصهيونيه العالميه التي تخطط لاقامة دوله صهيون على منابع النيل وعاصمتها جوبا ، والتي قد تحقق مكاسب صغيره لاولئك الطامعين في السلطه والثروه او المخدوعين بما تمليه وسائل الاعلام الغربيه من دعاوي الرق والارهاب الاسلامي وحقوق المرأه وحقوق غير المسلمين التي ستضيع في خضم دولة تطبق الشريعة. انه من غير المقبول ان تقوم احزاب قديمة يعتبر الوطني من احفاد احفادها تاريخيا بالتعالي عن السماع لاصوات الناصحين من اعضائها ووصفهم بالموتى او العملاء . او ان تأمراتباعها بعدم النطق ببنت شفه في شأن يخص الحزب. تلك الممارسات التي كشفت حقيقه دكتاتوريه تلك الاحزاب المستمده من مرجعيات طائفيه اوتاريخيه. والعجب ان قادةتلك الاحزاب الذين يتفاخرون بانهم يملكون عقارات باهظة الثمن في محيط الحرمين الشريفين ومصر والسودان يدعون بانهم غير قادرين على عقد مؤتمرات احزابهم لانهم لايملكون المال ؟ انني اطالب الاخوة الكرام في امانات الوطني ان يبدأوا بتوسيع منابر الشورى للجميع وذلك مثلا بوضع صناديق في اماكن مركزيه لتلقي مقترحات وملاحظات كل الناس عليى ان تكون هنالك سكرتاريه مقتدره لكل امانه يمكنها فرزالمهم وابراز الاولويات.وسنبدأ ان شاء الله في ابداء بعض الآراء للامانه الاقتصاديه ومطالبتها بالغاء كل النيابات التابعه لجهات الجباية كالضرائب والزكاة والنفايات وغيرها وتخفيض رسوم الرخص والتصاديق وذلك لتمهيد الطريق لاعادة انطلاق الحركة الانتاجية والتجارية بالبلاد.