(رجل الشارع العام) مثل هذا التعبير المضلل، المنتفخ استعلاءً كثيرا ما يحرك في كوامن الغبن والحيرة عندما أطالعه في إحدى المقالات الصحفية أو التصريحات الفضائية التي تدعي التحليل الاجتماعي والسياسي والفكري، فماذا يعني هذا التعبير المفخخ تحديدا ولماذا الرجل دون المرأة ولماذا لا يكون الإنسان بشكل عام وماذا تعني وصمة الشارع وهل هو مقابل أو معادل موضوعي لرجل البيت (رجل بيتي) وما هي دلالات الشارع ، أيعني من هو فاقد تربوي أم من يتصف بالفقر أم هو ليس بنافذ في هذه الحياة ولا يشغر مقعدا مهما من مقاعدها المتناثرة هنا وهناك، وإذا كان هو كذلك فما هي دلالات (العادي) الملحقة في ذيل التعبير، وهل ذات الشارع يحوي رجلا غير عادي وما هي سمات ذلك غير العادي. من ناحية أخرى يبدو لي الأمر شبيها بتلك التأففات التي يطلقها البعض في بعض المواقف الساخنة والاستنكارية، فعادج ما نسمع أحدهم يقول ../ ياخ والله الشعب السوداني شعب غريب خلاص..شعب أصلو ما يتطور..الخ/ مما يوحي بأن القائل خارج إطار هذا الشعب وهذه الغرابة وعدم التطور، فمن هو الشعب تحديدا ..هل هو نفسه ذلك الذي يخاطبونه عند المحن عبر مكبرات الصوت (أيها الشعب السوداني الكريم) وكأن من يقول ذلك لا ينتمي له أو أنه يكتفي بتربعه في الصفوف الأمامية وما يصطف خلفه هو ما نسميه مجازا (الشعب).