وافق وزير الصحة بولاية الخرطوم، مأمون حميدة، على تعيين مدير مستشفى الخرطوم التعليمي ونائبه عبر انتخاب مباشر بواسطة اختصاصيي واطباء المستشفى بدلا عن التعيين، بينما ينظم الاطباء وقفة احتجاجية داخل حدائق مستشفى العيون بشارع النيل غدا في محاولة منهم لتدارك المشفى العريق ومنع بيعه. وابلغ كبير الجراحين بمسشفى الخرطوم محمد عبدالرازق «الصحافة» ان وزير الصحة وافق على مقترح تقدم به الاختصاصيون بانتخاب مدير المستشفى ونائبه بدلا عن التعيين الذي كان من المتوقع ان يكتمل الخميس الماضي. ورحب عبدالرازق بالخطوة لجهة انتخاب احد منسوبي وزارة الصحة بدلا عن تعيين مدير من خارج قطاع الصحة والاستعانة بالاكاديميين. من جهة اخرى، اعتبر كبير الجراحين، بيع مستشفى العيون بشارع النيل خطأ تاريخيا لابد من التصدي له بكل «حزم وتكتل» كي لا يؤول المشفى العريق للقطاع الخاص ويتحول من منفذ يقدم خدماته لآلاف المواطنين الى واجهة سياحية «لا تسمن ولا تغني من جوع ويرتادها افراد فقط». وانتقد عبدالرازق حديث والي الخرطوم الذي دعا الى تنفيذ المخطط الهيكلي، وقال ان حكومته تنظر للمرافق الصحية والتعليمية و»لعابها يسيل» بسبب عائداتها المالية الضخمة وتفكيكها توطئة لبيعها كواجهات نيلية تدر المليارات. وعزا تمسك الحكومة بنقل الخدمات الصحية والتعليمية للاطراف للمخاوف من الاحتجاجات التي تندلع بين الحين والآخر نسبة لشح الخدمات المختلفة، ورأى ان التبريرات بتحسين الخدمة في الاطراف هي مجرد مسكنات لتنفيذ المخطط الذي لن يغفر التاريخ لمنفذيه، مشيرا الى ان عملية بيع مشفى العيون هي تمهيد لتنفيذ سلسلة من عمليات التفكيك التي ابتدرتها الحكومة في الآونة الاخيرة لتغطية فشلها الذريع في تقديم خدمات الصحة والتعليم لمواطنيها. وكشف عبدالرازق ان الحكومة اخطرت جامعة النيلين بنقلها الى منطقة سوبا، وتوقع انخفاضا في عملية التحصيل الاكاديمي خاصة لطلاب الكليات الطبية والعلوم الصحية بسبب بروز معوقات في التنقل بين الجامعة والمشافي لتطبيق الدراسات على الارض.