شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    شاهد بالفيديو.. الفنان طه سليمان يفاجئ جمهوره بإطلاق أغنية المهرجانات المصرية "السوع"    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    قرارات وزارة الإعلام هوشة وستزول..!    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    شاهد بالفيديو.. الفنانة إنصاف مدني تنصح الفتيات وتصرح أثناء إحيائها حفل بالخليج: (أسمعوها مني عرس الحب ما موفق وكضب كضب)    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    إصابة مهاجم المريخ أسد والنادي ينتظر النتائج    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    إبراهيم عثمان يكتب: عن الفراق الحميم أو كيف تخون بتحضر!    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    الأهلي مدني يدشن مشواره الافريقي بمواجهة النجم الساحلي    إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة التعاون في النيل الشرقي    الأهلي الفريع يكسب خدمات نجم الارسنال    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    إبراهيم جابر يطمئن على موقف الإمداد الدوائى بالبلاد    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحوال الاقتصاد توقفت تماماً فما هو الحل يا علماء الغيب (الاقتصاديين)؟!(1)
نشر في الصحافة يوم 11 - 03 - 2012

٭ أيام الدراسة بجامعة الخرطوم قبل حوالي أربعين عاما كانت لها نكهة خاصة في ظل الرفاهية التي كان يعيش فيها طلاب ذلك الزمان والذين صار بعضهم يشكل الطبقة الحاكمة اليوم وفشلوا في توفير الحد الأدنى ولو بنسبة واحد في المائة في ايام العز والرفاهية التي عاشوها وهم طلاب في الداخليات بالسكن والاكل المجاني وبعضهم منذ مرحلة الدراسة الاولية ثم الوسطى والثانوي بلغة ذلك الزمان؟!
٭ تلك النكهة الخاصة امتزجت بالعديد من الطرائف والمسميات لطلاب كل كلية خاصة في مباريات كرة القدم بين المشجعين لها من الطلاب حيث كانت هنالك مسميات فرق الدايات والترابلة وحلاقين الحمير وناس علم الغيب..الخ؟! واذكر قصة حقيقية ان في تلك الفترة تصادف وجود شقيقين كطلاب بالجامعة احدهما بكلية الطب والثاني بكلية الاقتصاد ولهما (حبوبة) ارملة لاحد نظار المدارس وكانت تعرف تفك الخط وبالتالي كانت تعرف ان حفيدها الذي يدرس بكلية الطب سوف يتخرج طبيباً او حكيماً لكنها اجتهدت كثيرا لتعرف ماذا يدرس الحفيد الثاني وما هو علم الاقتصاد هذا الذي تدرسه جامعة الخرطوم..؟! فسألت حفيدها عن نوعية دراسته وماذا سوف تكون مهنته فأجابها ذلك الحفيد بأنه يدرس (علم الغيب) وبعد التخرج سوف يشتغل (وداعية) واحتارت الحبوبة حول رمي الودع الذي تدرسه جامعة الخرطوم..!!
٭ وطبعا هنالك اوصاف عديدة لعلم الاقتصاد من اشهرها انه علم (القرمطة) وفعلا وحقيقة انها القرمطة الاقتصادية التي يعيش فيها اهل السودان هذه الايام خاصة بعد ان صارت فلوسهم بالجنيه داخل جيوبهم صباح كل يوم تفقد جزءا من قيمتها مقابل كل العملات الاجنبية وبالتالي تفقد جزءا من قوتها الشرائية وبالتالي اصبحنا يوميا نسمع الغضب والاحتجاجات من زيادة الاسعار اليومية والغلاء الطاحن لكل انواع السلع المنتجة محليا والمستوردة...؟! وهذه (القرمطة) الاقتصادية دائما تولد معها حالة كساد صعبة وهي ما تعرف (بالاحوال واقفة او السوق واقف) ...؟!
وطبعا مع السوق واقف تكثر البطالة والعطالة بكافة افرازاتها الاجتماعية المحزنة...؟!
٭ اهل السودان مستورو الحال القابضون على الجمر منذ سنوات طويلة والذين فقدوا حقوقهم المكتسبة منذ عهد الاستعمار في ان يتعلم ابناؤهم وبناتهم الناجحون في المدارس الحكومية والجامعة ويسكنون في الداخليات ويأكلون الثلاثة وجبات بالمجان ما داموا هم ناجحون ونالوا هذا الامتياز (بجهدهم وشطارتهم).. اضافة لذلك فقدوا حقوقهم المكتسبة منذ عهد الاستعمار في العلاج واجراء كافة نوعيات العمليات الجراحية المتاحة والرقاد في عنابر الشعب بالوجبات الغذائية حسب تقارير الاطباء بالمجان دون دفع ملايين الجنيهات كما يحدث حاليا بالمستشفيات الحكومية منذ اعلان سياسات التحرير الاقتصادي في مطلع عام 1992م؟!
ودون شك فإن اغلبية افراد الطبقة الحاكمة اليوم تمتعوا هم واسرهم بهذه الحقوق المكتسبة لأهل السودان قبل عام 1992م، ولولاها لما تمكن معظمهم من الدراسة والتعليم الذي اصبح في عهدهم يقصم ظهر مستوري الحال الذين يدعون انهم جاءوا من وسطهم وطبعا كان الواجب عليهم ان لا يتنكروا لهم ويحرموهم من هذه الحقوق المكتسبة التي تحولت لامتيازات ومخصصات للطبقة الحاكمة.. ؟!
كل هؤلاء وبسبب معاناتهم المتفاقمة يوميا بسبب هذا الحرمان مقرونا بافرازات السياسات والقرارات الاقتصادية المالية والنقدية الخاطئة يرمون بالمسئولية على اعناق الاقتصاديين من ابنائهم وبناتهم مقرونة بنوع من التفاؤل والعشم في ان يجد لهم ابناؤهم الاقتصاديون حلا ومخرجا؟! وطبعا هذا من حقهم على ابنائهم الاقتصاديين خاصة الذين تعلموا بالمجان في زمن الرفاهية وسكنوا واكلوا في الداخليات بالمجان واغلبهم كان يقبض اعانات مالية شهرية وللبس عند بداية العام الدراسي. وفي هذا المقام اذكر بكل الخير ذكرى زميل الدراسة المرحوم الشهيد عباس برشم سكرتير اتحاد طلاب جامعة الخرطوم الذي اعدم ضمن شهداء حركة المرحوم المقدم حسن حسين ومن قبله يجب ان نذكر ابن جزيرة بدين العالم في القانون الشرعي المرحوم الشهيد الاستاذ محمد صالح عمر الذي استشهد في معركة الجزيرة ابا قبل اثنين واربعين عاما وكلاهما ومعهم كل شهداء غزو 1976م، لم تخلد ذكراهم الطيبة باطلاق اسمائهم على شوارع سواء بالعاصمة القومية او بمسقط رؤوسهم ؟! وذكر المرحوم الشهيد عباس برشم جاء بسبب المجهودات التي كان يبذلها في تقديم الخدمات والعون من موقعه باتحاد طلاب جامعة الخرطوم لكل الطلاب بغض النظر عن اتجاهاتهم السياسية؟!
٭ اهل السودان بتفاؤل يعتقدون ان ايجاد الحل لمشاكلهم الاقتصادية في يد اولادهم وبناتهم الاقتصاديين وطبعا هذا افتراض صحيح من الناحية النظرية لكنه في الواقع الفعلي لا وجود له..؟! فمثلا ان امين امانة الاقتصاد في الحزب الحاكم ورئيس معظم اللجان الاقتصادية الرسمية كان متخصصا في الكيمياء ولا علاقة له بالاقتصاد وهذا المثال يعكس استخفاف الطبقة الحاكمة بعلم الاقتصاد وبالاقتصاديين وربما مؤخرا جرى اصلاح هذا الخطأ الشنيع في تهميش الاقتصاديين على مستوى الحزب الحاكم..؟!
٭ دون شك فإن الاحوال السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية تدهورت كثيرا بعد الانفصال في ظاهرها بسبب فقدان ايرادات البترول بينما هي حقيقة لاسباب اخرى سياسية تتمثل في ظواهر التململ بالمذكرات داخل الحزب الحاكم وحلفائه في السلطة من الاحزاب الاخرى بل وحتى داخل الاحزاب المعارضة خارج السلطة؟! وامنيا هنالك الانفلاتات الامنية المتكررة في النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور والتي وصلت لمرحلة اعلان الاستعداد والتعبئة العامة وحشد المقاتلين؟! واقتصاديا المتمثلة في انهيار قيمة الجنيه السوداني مقابل كل العملات الاجنبية حيث فقد حوالي (50%) خمسين في المائة من قيمته خلال الثمانية شهور الاخيرة وطبعا هذا الانهيار جاء مصحوبا بقفزات عالية لكافة انواع السلع والخدمات خاصة المستورد منها والتي اغلبها زاد بنسبة (100%) مائة في المائة للضعف؟
اجتماعيا لاحظت كغيري زيادة ملحوظة جدا في عددية جرائم القتل مثل اب يقتل ولده اوابن يقتل اباه او امه او اخاه او اخته!! اضافة لكثرة جرائم التزوير للعملة وللوثائق الثبوتية مع ظهور بعض الجرائم الفريدة والطريفة في نوعها مثل ما نشرته احدى الصحف خلال الاسبوع الماضي عن الاشخاص الذين احضروا جثمانا للصلاة عليه بأحد المساجد ثم ذكروا للمصلين ان المرحوم عليه دين وبدأوا في جمع المال لسداده من المصلين ومع اكتمال جمع مبلغ الدين انسحبوا ليفاجأ المصلون انهم وقعوا في عملية احتيال بعد ان اكتشفوا ان الجثمان كان عبارة عن تلبيسة من القماش وورق الجرائد وخلاف هذه الحادثة من الجرائم الغريبة على بلادنا وظهرت مع الضيق الاقتصادي وافرازاته الاجتماعية المحزنة..؟!
٭ من جانب آخر هنالك العطالة والبطالة التي بلغت مداها وسط خريجي الجامعات والكليات والمعاهد العليا والمدارس بأنواعها والفاقد التربوي..؟! حيث اصبح من المعتاد ان ينتظر الخريج بعد تأدية الخدمة الوطنية الالزامية في المتوسط خمس سنوات لكي يجد وظيفة بالداخل او بالخارج..!
ودون شك هذا اهدار للموارد البشرية السودانية التي بذلت مجهودا كبيرا من الدولة لتأهيلها في العديد من الجامعات والكليات والمعاهد العليا بل وانشأت وزارة لتنمية الموارد البشرية؟ فهنالك سؤال مشروع هل كل هذه المجهودات تكون مخرجاتها المزيد من العطالة..؟!
٭ ثم هنالك حصيلة كل هذا التدهور في الاحوال الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والمتمثل في الكساد الاقتصادي العام بالبلاد او ما يعرف تقليديا في عالم الاسواق (بالحالة واقفه) ..؟! وهذا الكساد المصحوب بمعدلات عالية في التضخم والبطالة وخير مؤشر حقيقي وفعلي لذلك كثرة اعلانات تصفية الشركات وايضا كثرة اعلانات التفليسات القانونية لرجال الاعمال مصحوبة بظاهرة جديدة وهي تمديد الفترات للتقدم للعطاءات الحكومية المختلفة ولشراء الاسهم ببنوك المساهمة العامة وخلافها من شركات المساهمة العامة..؟!
٭ في جانب الاستثمار هنالك مجهودات عديدة مبذولة لاستقطاب الاستثمارات الخارجية دون الاهتمام بالمحلية مع ان الاخيرة هي التي تشكل فعليا اغلبية الاستثمارات القائمة في كافة القطاعات؟ ومن بين هذه المجهودات اصدار قانون جديد للاستثمار وللتذكير فإن القانون الحالي للاستثمار هو القانون رقم (11) احد عشر بالبلاد منذ الاستقلال وخلال عهد الانقاذ الحالي صدرت منها ثلاثة قوانين للاستثمار في الاعوام 1990م و 1996 و 1999 والقانون الاخير شهد في عهد وزارة منفصلة للاستثمار اسوأ التعديلات ابرزها حدث في بداية انشاء هذه الوزارة في عام 2003م والذي بموجبه حذفت المادة الخاصة بمساواة مشاريع اعادة التأهيل والتعمير والتحديث والتوسعات في التمتع بنفس الميزات الاستثمارية التي تمنح للمشاريع الاستثمارية الجديدة ،وبالتالي توقف معظم المستثمرين من تجديد وتحديث مشاريعهم الاستثمارية في قطاعات الصناعة والنقل والخدمات علما بان الفترة القانونية المحددة عشر سنوات وبعد هذه السنوات تعتبر هالكة وتحتاج لتجديد؟
واذكر جيدا ان احد العباقرة من الطبقة الحاكمة الذي سعى لاصدار هذا التعديل برره ان المستثمرين يخدعون الوزارات القطاعية ويقومون بطلاء وتجديد الاثاثات ويدعون انهم نفذوا مشاريع اعادة التأهيل والتعمير.. وفي رأيي هذا مبرر سطحي وهزلي اضاع على البلاد استثمارات عديدة كانت سوف تزيد من معدلات النموالاقتصادي في اسرع وقت حسب طبيعة هذا الاستثمار؟
كما انني ارى ان صدور قانون جديد للاستثمار لن يشجع لاستثمارات جديدة ولن يقدم الحلول لمشاكل الاستثمارات العاملة والمتوقفة؟ ! وذلك ما دامت عقليات تقول الجباية مهيمنة على شئون الاستثمار وخير مثال لذلك المناظر المألوفة يوميا بايقاف الشاحنات التجارية المحملة بالسلع لفترات طويلة عبر حوالي (64) اربعة وستون نقطة تفتيش بين بوروتسودان والخرطوم وحوالي (21) واحد وعشرين نقطة تفتيش في مداخل ومخارج الكباري وعبر شوارع الخرطوم وامدرمان والخرطوم بحري دون شك هناك مال مهدر في ذلك التعطيل يزيد من تكلفة النقل وبالتالي السلع المنقولة ودعك من الزهج والقرف لاصحابها وسائقيها؟!
٭ هذا تقريبا عرض مختصر لاحوال بلادنا واهلها الطيبيين مستوري الحال هذه الايام.. وهذا الاحوال تجعلهم يطرحون العديد من الاسئلة الموجهة لابنائهم وبناتهم الاقتصاديين عن ما هو الحل والمخرج لتحريك الاقتصاد او بالبلدي هذه الحالة الواقفة ...؟!!
٭ وقبل ان يجدوا الاجابة على اسئلتهم ارى ان ننورهم قليلا باحوال الاغلبية العظمى لابنائهم الاقتصاديين العاملين بالخدمة المدنية والذين هم فعليا يعيشون في نفس المعاناة وضنك العيش... ؟! حيث انهم بالرغم من وجودهم في معظم الوزارات الاقتصادية فهم يعملون بدون كادر او شروط خدمة حيث ان الذي يقضي منم حوالي ثلث قرن من الخدمة مرتبه في حدود (1000) ألف جنيه ومعاشه في حدود (600) ستمائة جنيه في الشهر بينما رؤساؤهم المباشرون من وكلاء وأمناء عامين للوزارات قبل حوالي عامين زارتهم ليلة القدر وعدلت لهم مرتباتهم ومعاشاتهم الشهرية حوالي سبعة اضعاف ما يتقاضونه اضافة لمنحهم العربات الجديدة المخصصة لهم والتي تبلغ قيمتها حوالي مائتين مليون جنيه للواحدة مجانا عند نهاية خدمتهم وطبعا مثل هذه القرارات التي اشبه (بالخيار والفقوس) زادت من احباطهم وادت لاكبر حجم تشوهات في هياكل اجور ومعاشات العاملين بالخدمة المدنية ومن بينهم الاقتصاديون ؟!!
كما ان كل الاقتصاديين بالخدمة المدنية القومية بالوزارات الاتحادية يتقاضون مرتبات شهرية في اعلى الدرجات الوظيفية خلاف درجات وكلاء الوزارات تتساوى مع مرتبات الكوادر العمالية المتنوعة بالهيئات والمؤسسات المستقلة التابعة للوزراء الاتحاديين مباشرة ولا اريد ان ادخل في اسمائها؟
وبالتالي فإن هؤلاء الاقتصاديين (تنابلة السلطان) او كما يسميهم بعضهم (بكهنة تراب الميري) يعيشون شهريا بمرتبات في حدود ثلث الحد الادنى للاجور المحدد كحد ادنى لتكلفة المعيشة لاسرة صغيرة والمقدر بحوالي (2.450) اثنين مليون واربعمائة وخمسين الف جنيه (بالقديم) شهريا حسب الاعلان الصادر عن ديوان الزكاة والمنشور بالصفحة السادسة بصحيفة السوداني بتاريخ الثلاثاء 20 يناير 2007م !!
٭ اعرض ايضا بعض ما نشر بالصحف عن مزارعنا ومصانعنا المنهارة مثل تصريح السيد/ رئيس اللجنة الاقتصادية والمالية السابق بالمجلس الوطني والمنشور بصحيفة ايلاف بالعدد رقم (362) بتاريخ الاربعاء 29 فبراير 2012م والذي تضمن ان نصيب متوسط الفرد من الدخل القومي في عام خ1990 كان بين حدود ( 600 الى 700) الف جنيه في العام وانخفض خلال عام 2011 الى (250 الى 400) الف جنيه (بالقديم طبعا)... اي رقميا حوالي اقل من النصف وطبعا بحسابات الاقتصاديين بالاسعار الحقيقية وتدهور قيمة الجنيه الحقيقية خلال هذه الفترة فان القوى الفعلية والحقيقية لمتوسط نصيب الفرد من الدخل القومي تكون اقل من (50%)؟!
٭ وقرأت ايضا بصحيفة الاهرام اليوم بالعدد رقم (849) بتاريخ الاحد 29 يناير 2012م بالصفحة الثالثة ضمن الحوار الذي اجرته مع المفكر الاسلامي د. التيجاني عبدالقادر الآتي:
السؤال: السلطة في السودان تقول انها بعيدة عن اي تحول محتمل هل نحن فعلا بعيدون؟وما تفسيرك لهذا الاستبعاد في جانب السلطة للتغيير وتأكيده من جانب المعارضة؟
الاجابة: الذي يكون في قمة الهرم السلطوي لا يرى الامور كما يراها من هم في اسفل الهرم.. والذي يأخذ من الاموال ما يشاء ويتخير انواع الطعام ويسكن منزلا تجري من تحته الانهار ويمتطي مركبة مظللة لا يرى الامور كما يراها الذين تتشقق شفاهم من الجوع والبرد والسلطة الرسمية والمعارضة الرسمية لا يصنعان الثورة ولكن يمهدان لها الطريق بما يقومان به يوميا في الهرج والمرج الذي ترونه؟؟!
٭ في هذه الحلقة تعرضت لرؤوس موضوعات عديدة للاخوة الاقتصاديين آملا ان تكون مداخل لمناقشات جادة بينهم فيما سوف اكتبه حول كل واحد منهم في الحلقات القادمة ان شاء الله على اساس انها كلها مربوطة ببعضها البعض وفي النهاية هي سبب انهيار قيمة الجنيه والتضخم والمعاناة القاسية لأهل السودان؟ وبالتالي فان اصلاح احوال السودان الاقتصادية تتطلب تفكيك كل حلقة من هذه الحلقات بهدف (تحريك الاحوال) الاقتصادية والسياسية والامنية نحو الاحسن؟!! لآن اساس المشكلة بالسودان المعلنة وهي (التهميش) الاقتصاد وتدني متوسط دخل الفرد لاسباب عديدة تعرضت لها كرؤوس موضوعات في هذه الحلقة وسوف اغوص في اعماقها بمنهجية عملية وعلمية وصولا لمقترحات محددة؟!! نواصل إن شاء الله تعالى..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.