*إضاعة زمن المباراة و(قتله ) هو أحد التكتيكات التى يتم إستخدامها فى تنفيذ الإستراتيجيات كما يستخدم أيضا هذا التكتيك فى الحالة المضادة أى فى حالة الإستفادة منه حيث يتم إدخاره وكسبه وإختصاره وإستغلاله ، فالزمن هو أحد العناصر المهمة فى كل العمليات التى تتم وفق تخطيط سليم ( ساعة الصفر ) وعادة ما يكون هو القاسم المشترك فى الوضع المعين حيث يعمل كلا الطرفين المتنافسين على التعامل معه بما يحقق الهدف فإن كان الطرف الأول يعمل لإضاعته وقتله فالآخر يسعى للإستفادة منه وإستغلاله بالطريقة التى تخدم غرضه *وفى مباريات كرة القدم تتضاعف قيمة الوقت بل يعتبر هو الأساس ذلك من واقع أنه محدد ( تسعين دقيقة ) ولهذا نجد المدربين يسعون ويجتهدون فى التعامل الصحيح معه والإعتماد عليه والعمل على إستغلاله وإستخدامه بالشكل الذى يقودهم للنتيجة المرجوة فمثلا نجد أن الفرق التى تلعب وسط ظروف مضادة تتعمد قتله وإضاعته ( عندما تلعب خارج أرضها وبعيدا عن جماهيرها ) أو تلك التى تكون فى موقف ضعف بسبب الفوارق الفنية والمهارية وعادة ما يتم اللجوء لهذا التكتيك للمحافظة على نتيجة أو لإيقاف زحف المنافس والذى عادة ما يتأثر سلبا حيث يتملكه الضغط النفسى بالتالى يؤدى تحت تأثير ويجد نجومه مجبرين ( ممارسة الشفقة والتسرع مما يفقدهم التركيز ويضعف حماسهم وهذا مايضعف وضعهم النفسى ومن ثم يسيطر عليهم الإحساس بالإحباط واليأس وعندها سيخرجون من جو المباراة ) *من أبرز المدارس التى تجيد تطبيق هذا ( التكتيك - إضاعة الوقت ) هى المدرسة المصرية فاللاعب المصرى يجيد وبدرجة عالية من ( الشطارة ) تبديد وإهدار الوقت وبطرق فيها كثير من الدقة و( الفهلوة ) وبما لا يخالف قانون اللعبة خصوصا وأن التحايل وتعمد إضاعة الوقت يعتبر ( سوء سلوك يعاقب عليه القانون بالإنذار وقد تصل العقوبة حد الطرد ) *قصدت من المقدمة أعلاه أن أتناول الطريقة التى نتعامل بها نحن هنا مع ( الزمن المحتسب بدل الضائع ) وأولا نقول إن القانون الكروى يفرض أن يكون زمن المباراة تسعين دقيقة وحدد أن يكون هذا الزمن لعباً بمعنى إن توقفت المباراة المعنية لأى سبب لابد للحكم أن يوقف ( ساعته حتى إستئناف اللعب ) وللتشديد فى تطبيق هذا المبدأ قرر الإتحاد الدولى أن يتم علاج اللاعب خارج الملعب حتى يقفل الباب أمام التحايل و ( الإستهبال ) الذى يمارسه اللاعبون بغرض إضاعة الوقت ومن العادى مثلا أن يصل الزمن المحتسب بدل الضائع إلى ربع الساعة أو أكثر إن توقفت المباراة لأى ظرف طبيعى أو طارئ ( إنقطاع تيار كهربائى - شغب جماهيرى - تعرض لاعب لإصابة خطيرة كما منح القانون الحق لحارس المرمى أن يتعالج داخل الملعب ) *فى كل المباريات الداخلية التى يؤديها طرفا القمة ( المريخ والهلال ) إن كانت فى إستاديهما أو فى الولايات فإن الفرق الأخرى تلجأ لكافة الإستراتيجيات التى تجعلها تخرج بنتيجة مناسبة ومرضية ( خسارة عادية مثلا أو تعادل ) فالهدف الرئيسى لأى مدرب يلاعب أحد طرفى القمة هو أن يخرج بأقل خسارة على إعتبار أن هذا مكسب خصوصا وأن الفوارق بين طرفى القمة وبقية الفرق شاسعة وفى ( كل وأى شى ) ولهذا يستخدم المدرب المعنى كافة الوسائل والتكتيكات التى تحقق له هدفه ومن بينها التنظيمات الدفاعية وعنصر الزمن وكلنا يتابع الكيفية التى يتعامل بها لاعبو الفرق الأخرى فى لقاءاتهم مع المريخ أو الهلال، حيث يجتهدون فى إضاعة الوقت ذلك بممارسة التحايل بإدعاء الإصابة وكثرة الإحتجاح والسقوط على الأرض بدون سبب وإخراج الكرة إلى خارج الملعب ( مع ملاحظة أنهم بعملوها ظاهرة أى أنهم لا يعرفون الطريقة الصحيحة والقانونية لقتل الوقت ) وكل هذا مفهوم ومقبول على إعتبار أنه إستغلال لثغرة أو تنفيذ لإستراتيجية ولكن غير المفهوم ولا المعقول أن يعترض الفريق أو يسخر الصحافيين عندما يحتسب حكم المباراة كل الزمن الذى تم تبديده فتجدهم يعترضون ويتهمون الحكم بالإنحياز ويصفونه بالظلم خاصة إذا تجاوز الزمن المحتسب بدل الضائع الثلاثة دقائق ويقولون إنه تعمد منح الفريق الآخر زمنا إضافيا كبيرا وقصد من ذلك أن يساعده فى تحقيق الفوز . وبالطبع هذا الإعتراض مضحك وغير مؤسس وذلك لأن الفريق الذى صمد تسعين دقيقة بإمكانه أن ( يثبت ويصمد لخمسة دقائق ) غير ذلك فالزمن المحتسب بدل الضائع لا يكون لفريق واحد بل للفريقين اللذين داخل الملعب ويبقى التفوق للأفضل والأقوى عزيمة وإرادة ومن له القدرة على التحمل . فليس من الممكن أن يتعمد اللاعبون إضاعة الوقت وبطريقة جهرية يراها الكل وعندما يتم إحتساب هذا الزمن المبدد يعترضون ويسخرون ويهاجمون *فى تقديرى الخاص أن الحكام لا يحتسبون كل الزمن الضائع والمهدر فى كل مباريات المريخ والهلال والذى يفوق فى بعض المرات العشرة دقائق، وحتى نتأكد من هذه الحقيقة فعلى المعترضين أن يدققوا فى ساعاتهم ويحسبوا الوقت الذى تتم إضاعته.