اعلنت وزارة التعاون الدولي، تأجيل مؤتمر السودان الاقتصادي باستانبول دون تحديد للتاريخ الذي سيعقد فيه ،واتهمت الولاياتالمتحدة بالسعي لتأجيل المؤتمر بمبررات غير واقعية ،والتهديد بتحريض الدول بعدم المشاركة. وقالت وزيرة التعاون الدولي، اشراقة سيد محمود، في مؤتمر صحافي أمس،انه سيتم تحديد موعد انعقاد المؤتمر خلال الفترة القادمة ،وارجعت امر التأجيل للقيام لمزيد من الترتيبات لانجاح المؤتمر «وحتى يعبر بقوة ولضمان مشاركة كل الدول خاصة وانه يفتح حواراً قوياً حول قضية الديون والعقوبات» التي قالت انها تؤثر على الاقتصاد السوداني بدرجة كبيرة، ونفت ان يكون هناك اي اتجاه لالغائه وقالت ان التأجيل جاء بموافقة كل الاطراف. واوضحت الوزيرة ان الدعوات للمشاركة في المؤتمر صدرت بتوقيع الوزراء المختصين في السودان وتركيا والنرويج،مشيرة الى ان حكومة السودان تفاجأت بالموقف الامريكي بسحب اسمها من ديباجة الدعوة واشتراط اجندة اضافية تتعلق بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق والمشاكل العالقة بين السودان ودولة الجنوب، واضافت:»ولم تكتفِ الولاياتالمتحدة بذلك بل اكدت انها ستسعى لتحريض الدول لعدم المشاركة حال الاصرار على عقد المؤتمر بالرغم من ان السودان لم يكن صاحب فكرة المؤتمر». واكدت اشراقة ان الحكومة مازالت تعمل مع دول الترويكا(النرويج والولاياتالمتحدة الاميركية وبريطانيا) لانجاح المؤتمر بعيدا عن الاجندة الامريكية، واضافت ان الحكومة ابلغت واشنطن رسميا منذ شهرين بأنه لايجب الربط بين المؤتمر الاقتصادي وقضايا سياسية اخرى في البلاد، واعتبرت مبررات الولاياتالمتحدة للتأجيل غير واقعية باعتبار ان الترتيبات الفنية لعقد المؤتمر قد اكتملت، وقالت ان الحكومة بذلت جهودا مقدرة لاحتواء الاوضاع الانسانية بجنوب كردفان والنيل الازرق ،مؤكدة ان الولاياتالمتحدة تحيط احاطة تامة بالاسباب الحقيقية للنزاع والجهات التي تدعم حركات التمرد. ودعت الولاياتالمتحدة لان تعمل مع الحكومة لمعالجة الاوضاع بتواصل بناء وارضية مشتركة وان تعترف بحق الحكومة الشرعي في الدفاع عن المواطنين وتحقيق الامن والسلام في السودان، كما اعتبرت الموقف الامريكي لتأجيل المؤتمر هروباً من التزامها السابق بتعزيز قدرات الدولتين»السودان وجنوب السودان» وانجاحهما خاصة انها استضافت مؤتمرا مماثلا لدعم حكومة جنوب السودان في ديسمبر من عام 2011 ما يعزز القناعة بإزدواجية المعاييرالامريكية في سياستها الخارجية. وامتدحت الوزيرة، جهود حكومة النرويج بصفتها الدولة الداعمة للمؤتمر والداعية له،كما اشادت بدور بريطانيا ودعهمها للمؤتمر،بجانب المنظمات الدولية والاقليمية خاصة برنامج الاممالمتحدة الانمائي الذي ساعد في الاعداد الفني للمؤتمر. من ناحيته، اتهم القطاع السياسي للمؤتمر الوطني، الادارة الامريكية بالوقوف ضد قيام المؤتمر ونعتها ب»ازدواجية المعاير والكيل بمكيالين وعدم الموضوعية « وقال نائب امين امانة الاعلام بالمؤتمر الوطني، ياسر يوسف للصحافيين ،عقب اجتماع القطاع امس ،ان امريكا عمدت إلي تأجيل المؤتمر عن موعده ،بعد ان ربطت بين قيامه ووصول المساعدات الانسانية الي جنوب كردفان ،واضاف ان ايصال المساعدات الي ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق من واجب الحكومة «ولا يحثها عليه احد ولا يهديها عليه احد في ان تغير من طريقة عملها»، وقال انه كان علي امريكا ان تدعم السودان كما فعلت مع جنوب السودان التزاما بما قطعته علي نفسها من عهود بدعم السودان اقتصاديا حال وفائه بتنفيذ استحقاق الاستفتاء ،مبينا انها لم تف ولو مرة واحدة بالتزامتها الاخلاقية ،واوضح ان اجتماع القطاع السياسي ناقش تبني خطة اعلامية مضادة للاعلام الغربي الذي يمارس تشويه صورة الوضع الانساني في المنطقتين، وامن علي مواصلة الجهود المكثفة التي تقوم بها الحكومة وتركيز حملة اعلامية لتنوير الاجهزة الاعلامية بالجهد الذي قامت به الحكومة وابراز ادوار لجنة الاسناد التي شكلتها الحكومة.