الخرطوم: صلاح مختار- هبة عبيد أعلنت الحكومة رسمياً أمس، إرجاء مؤتمر السودان الاقتصادي الذي كان مزمعاً انعقاده بإسطنبول في نهاية مارس الجاري، إلى أجل غير مسمى باتفاق مع دول الترويكا، وأضافت الحكومة أن أمريكا غير جادة في عقد المؤتمر، لافتةً إلى أن دول الترويكا وافقت على تأجيل المؤتمر لضمان مشاركة أكبر عدد من الدول الداعمة وطرح قضايا السودان. فيما عرقلت الولاياتالمتحدةالأمريكية المؤتمر وربطت قيام المؤتمر بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى جنوب كردفان والنيل الأرزق، في وقت شنَّ فيه المؤتمر الوطني هجومًا عنيفًا على الولاياتالمتحدةالأمريكية واستنكر بشدة موقفها السلبي الذي أدى إلى تأجيل المؤتمر، وأكد أن مسألة وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة من واجبات الحكومة ولن يحثهم عليها أحد. وكشفت وزير التعاون الدولي إشراقة سيد محمود في بيان باسم اللجنة الوزارية للإعداد للمؤتمر، عن طلب الولاياتالمتحدة سحب اسمها من ديباجة الدعوة واشتراط أجندة إضافية تتعلق بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق والمشكلات العالقة بين السودان ودولة الجنوب. وأكدت أن الولاياتالمتحدة على علم بالأسباب الحقيقية للنزاع والجهات التي تدعم حركات التمرد، وانتقدت تهديدات واشنطن بتحريض الدول على عدم المشاركة في حال الإصرار على انعقاد المؤتمر. وهاجمت إشراقة الإدارة الأمريكية على إثر مطالبتها بتأجيل المؤتمر، ووصفت المبررات التي صاغتها الولاياتالمتحدة للتأجيل بغير الواقعية، ودمغت موقف واشنطن من المؤتمر بالهروب من التزاماتها السابقة تجاه السودان. ورفض الوطني أي محاولات للتهديد أو تغيير في طريقة عمل الحكومة، ووصف الحديث الذي ظلت تردِّده أمريكا عن جنوب كردفان بأنها ذرائع كاذبة من أجل تعطيل التنمية بالسودان، وأكد الوطني على لسان المتحدث باسم القطاع السياسي ياسر يوسف أن السودان مع أصدقائه خاصة دولتي تركيا والنرويج قادر على تجاوز تبعات تأجيل المؤتمر، وأكد ثقته بأن المؤتمر سيقام في النهاية، وأن الدعم سيصل لحكومة السودان وللمحتاجين إليه في وقت أكد فيه القيادي بالوطني قطبي المهدي أن السودان يمكنه التعامل بالمثل مع أمريكا واستدرك قائلاً إن السودان ليس بمقدوره ممارسة ضغوط على دولة عظمى ويستطيع فقط الصمود أمام ضغوطها وصبّ القطاع السياسي للمؤتمر الوطني في اجتماعه أمس برئاسة نائب الرئيس د. الحاج آدم جام غضبه على تصرف الولاياتالمتحدة تجاه تعطيل المؤتمر، وقال ياسر: كان حريًا بأمريكا دعم السودان كما فعلت مع دولة الجنوب والإيفاء بوعدها بعد تنفيذ اتفاقية السلام، وأضاف: كنا نأمل أن تستجيب أمريكا ولو لمرة واحدة وتلتزم أخلاقيًا وتفي بالتزامتها الدولية تجاه السودان. من جانبه وجّه القيادي بالحزب د. قطبي المهدي انتقادات واسعة لأمريكا على خلفية محاولات من الكونجرس لفرض عقوبات على السودان وقال: «هؤلاء لم يتعلموا من تجربة ال «20» سنة الماضية»، وأضاف أن سياسة أمريكا تجاه السودان تعتمد على المواقف والآراء الطائشة وأبدى استغرابه لإثارة أمريكا الكراهية والفتن والحروب ومحاولات الهيمنة على السودان بدلاً من سياسة التعاون الدولي، وقال: ننتظر أن يتعلم هؤلاء من تجربة ال «20» الماضية، وقال: هناك جدوى منطقية من التعامل بالمثل مع أمريكا.