الخرطوم 12 مارس 2012 — أعلنت الحكومة السودانية رسميا أمس ارجاء انعقاد المؤتمر الدولي حول التنمية الاقتصادية في السودان الذي كان مزمعاً عقده في 23-24 مارس بتركيا لأجل غير مسمى وشجب الحزب الحاكم الخطوة ووجه انتقادات شديدة لأمريكا. إشراقة سيد محمود واتهمت وزيرة التعاون الدولي السودانية إشراقة سيد محمود التي اعلنت التأجيل امريكا بعرقلة المؤتمر بعد صدور الدعوات بتوقيعات الوزراء المعنيين في كل من السودان وتركيا والنروج واشارت لتفاجؤ الخرطوم بطلب الولاياتالمتحدة سحب اسمها من ديباجة المؤتمر واشتراط اجندة اضافية تتعلق بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق والمشاكل العالقة بين السودان ودولة جنوب السودان". واضافت ان الولاياتالمتحدة لم تكتف بذلك بل اعلنت انها ستسعى "لتحريض الدول بعدم المشاركة في حال الاصرار على عقد المؤتمر". واعتبرت الوزيرة الموقف الاميركي هروب من التزام واشنطن بتعزيز قدرات الدولتين (السودان وجنوب السودان) وانجاحهما خاصة إنها إستضافت مؤتمراً لدعم حكومة جنوب السودان في ديسمبر 2011م ما عدّته الحكومة تعزيز قناعتهم بإزدواج المعايير في سياستها الخارجية. وعدت اشراقة مبررات الولاياتالمتحدة لتأجيل المؤتمر غير واقعية خاصة وأن الحكومة بذلت مجهودات مقدرة لإحتواء الأوضاع الانسانية بجبوب كردفان والنيل الازرق وان الولاياتالمتحدة تحيط إحاطة تامة بالاسباب الحقيقية للنزاع والجهات التي تدعم حركات التمرد. ودعت الولاياتالمتحدة للسعي مع الحكومة لمعالجة الاوضاع بتواصل بناء أرضية مشتركة وطالبت الولاياتالمتحدة بالاعتراف بحق الحكومة الشرعي في الدفاع عن المواطنين وتحقيق الامن والسلام في السودان . وشجب حزب المؤتمر الوطني الحاكم بشدة موقف واشنطن تجاه مؤتمر استنابول واتهمها بالكيل بمكياليين والكذب بجانب افتقارها للموضوعية تجاه قضايا السودان. وكانت الولاياتالمتحدةالامريكية وبريطانيا والنرويج قد التزموا بعقد مؤتمر اقتصادي اتفق لاحقا على تنظيمه في تركيا لمساعدة السودان اقتصاديا على مواجهة الاثار الاقتصادية المترتبة على انفصال جنوب السودان. وأعلنت واشنطن ي الشهر الماضي عدم مشاركتها في المؤتمر بعد رفض السودان ربط هذا المؤتمر بالموقف الانساني في جنوب كردفان ومطالبتها بفتح الباب امام المنظمات الانسانية لإيصال الدعم للمدنيين المتواجدين في المناطق التي تسيطر عليها الحركة في جبال النوبة. وناقش القطاع السياسي للحزب برئاسة الحاج ادم الموقف الامريكى وربطه عقد المؤتمر بدخول المنظمات الانسانية الدولية لولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان. واكد نائب امين امانة الاعلام بالمؤتمر الوطني ياسر يوسف للصحفيين امس ان وصول المساعدات الانسانية للمنطقتين واجب وزاد "نريد ان نؤكد ان وصول المساعدات لتلك المناطق واجب الحكومة ولا يستطيع احد ان يحثنا ويهددنا في ان نغير طريقة عملنا تجاه مواطني الولاية" واتهم الولاياتالمتحدة بالترويج للاوضاع الانسانية السيئة بالولايتين وتابع "هذه ذرائع كاذبة ترددها اميركا بغرض تعطيل التنمية في السودان" وطالبها بدعم السودان اسوة بدعمها لدولة جنوب السودان والالتزام بالعهود التي وعدت بها بعد التوقيع علي اتفاقية السلام الشامل وإجراء الاستفتاء. مضيفا "كنا نامل ان تستجيب الولاياتالمتحدة وتلتزم مرة واحدة بالتزاماتها الدولية" الى ذلك اعترف القيادى بالحزب الحاكم قطبى المهدى بعدم قدرة السودان الضغط علي الولاياتالمتحدة، وقال للصحفيين امس "لابد ان نتكاتف لتحقيق الاستقرار وينبغي ان تكون الدعوة لكافة قوي الشعب وان نتضامن معا لبناء البلاد" ، مشيرا الي عدم امكانية ممارسة السودان ضغوط علي الولاياتالمتحدةالامريكية بقدر ما يستطيع الصمود امام ضغوطها، مضيفا "لانستطيع ان نمارس عليها ضغوط او انتهاج مبدا المعاملة بالمثل كما "يقال" ضد دولة عظمي الا في حال وجود جدوي منطقية" مشيرا الي رفضهم لاملاءات الاخرين واضاف "موقفنا الاخلاقي ان نعمل علي ان يحاكم الراي العام الامريكي ادارته وساساته بسسب السياسيات الخاطئة الغير مبررة وغير اخلاقية تجاه شعب صبور" وطالب قطبي الولاياتالمتحدة بالبحث عن مصالحها وكسب احترام شعوب البلدان النامية وفق سياسيات موضوعية وايجابية ومنتجة.