٭ حواء السودانية حققت مكاسب كبيرة في عدد كبير من المجالات التي كانت حكراً على الرجل وتفوقت على نساء العالم. سوسن محمد الطريفي يوسف، ولجت الى عالم التصوير الالكتروني، وسجلت اسمها في سجل المبدعات السودانيات كأول مصورة فيديو محترفة تعمل بالفضائية السودانية. حبها للتصوير بدأ منذ الطفولة، حيث كانت توفر من مصاريف الدراسة لشراء كاميرا فوتوغرافية صغيرة، وتواصل الحب بشراء كاميرا فيديو. ٭ صقلت موهبتها بالتخرج في كلية الخرطوم التطبيقية قسم الإعلام، وتلقت دورات تدريبية بالاتحاد العام للطلاب السودانيين على نظام الكاميرا VHS المحمولة، ونالت دورة تدريبية بالمركز القومي للانتاج الإعلامي على نظام الفيديو كام، ودورة تدريبية بمركز أثير للتدريب التلفزيوني لمدة ثمانية شهور، وبعد أن تم تعيينها بتلفزيون السودان قسم التصوير نالت دورة تدريبية بماليزيا لمدة أربعة شهور، شملت فن التصوير والإخراج والمونتاج والإعداد والتقديم، وغيرها من الفنون التلفزيونية. سوسن قالت ل «الصحافة» إن التصوير الالكتروني صعب، وتظهر فيه إبداعات المصور أو المصورة في اختيار لقطة مميزة يعرضها المخرج من شرفة التحكم، وقالت إن المصورة تتفوق على المصور في اختيار الزوايا الجمالية. وأول اختبار حقيقي لقدراتها كان عند وصول سلفا كير ميارديت لأول مرة لمطار الخرطوم بعد رحيل جون قرنق، وكان التحدي أن التصوير يتم من عربة التلفزة الخارجية وسط جماهير غفيرة، واجتازت التحدي وكسرت حاجز الخوف، ووجدت الإشادة من المسؤولين بالدولة، وتعليقات إيجابية من الحضور الذين فوجئوا بمصورة تنقل الحدث الكبير. وسوسن عملت مصورة في برامج فازت بجائزة التمييز في احتفالات التلفزيون بحصاد عام 9002م مثل «دنيا» و«أطفال على الهواء» وصورت أيضاً بكاميرتها سهرة «ليالي النغم» وبرامج «مساء النور» و«مسرح المواهب» و«جنة الأطفال». ٭ وعملت سوسن مع عدد من المخرجين، على سبيل المثال شكر الله خلف الله وربيع عبد الماجد وابراهيم عوض وكردش ومرتضى الطيب، وبشكل ثابت مع المخرج قمش. وقالت إنها في بداية عملها كانت تزعل من نرفزة وعتاب وصياح المخرجين، لأنهم لا يعاملونها بصفتها مصورة أنثى تختلف عن الرجال، لكن بمرور الوقت اصبح الامر عادياً، وصارت لا تغضب اذا صاح بها احد المخرجين. وسوسن قالت إن التصوير للبرامج المسجلة سهل، وتقل فيه الأخطاء، أما البرامج المباشرة فيحدث فيها أحياناً أن يخطئ احد المصورين الثلاثة دون فرصة معالجة للخطأ. وقالت لا فرق بين المصور والمصورة إلا في الكادر واللقطة المميزة، رغم أن المصورة تجد صعوبة أحياناً في تحريك الكاميرا ثقيلة الوزن، وقد تقف أحياناً لمدة اربع ساعات متواصلة. ٭ وآخر تصوير نفذته سوسن ووجد إشادة وتقديراً، كان تصوير برامج مرشحي رئاسة الجمهورية من استديو علي شمو، حيث صورت عبد الله دينق وجحا والمهدي وعبد العزيز خالد وحاتم السر ونقد وفاطمة عبد المحمود. ٭ وسوسن حبها للتصوير جعلها تتعامل بحساسية مع الكاميرا، وتغير بل وتغضب إذا وجدت شخصاً يلمسها من غير المصورين خوفاً عليها. وتحرص سوسن على رؤية أي برنامج صورته لتعالج السلبيات إن وجدت. ٭ وقدمت شكرها عبر «الصحافة» لكل من ساعدها ووقف معها من المصورين. وخصَّت بالشكر عثمان عكاشة وعبد الرازق عبد الحليم. وقالت إن رئيس قسم التصوير عبد الله حجازي هو سبب نجاحها وثباتها بتوجيهاته المستمرة. ٭ وقالت سوسن إنها سعيدة بوقفتها خلف الكاميرا، ولا ترى في عدم وقوفها أمامها شيئاً من الحظ السيئ.
