دعا الدكتور علي محمد على بلدو استشاري الطب النفسي والعصبي وأمراض الجهاز العصبي الى ضرورة الاهتمام بشريحة كبار السن، والكشف المبكر لتشخيص مرض الزهايمر عند ظهور الأعراض، وعدم ربط نسيان الكبار من الآباء والامهات والاجداد بامراض «الكُبر»، منوها بأن الزهايمر منتشر وشائع في السودان ولا يتم اكتشافه الا في المراحل المتقدمة، وقال بلدو في حوار ينشر لاحقاً إن اصابة البعض من الجنسين دون سن الخامسة والستين بالنسيان المتكرر للأشياء الصغيرة مثل الاسماء والمواعيد والمفاتيح والاقلام واجهزة الموبايل لا يعد «زهايمر»، بل هو ضعف في الذاكرة بسيط سببه الارهاق البدني والذهني وعدم الراحة النفسية وانعدام الدفء الاسري والضغوط الحياتية والمعيشية والوضع الاقتصادي وعدم النوم الجيد والتغذية المتوازنة، ويمكن علاجه بتمارين الذاكرة وتعلم الاسترخاء النفسي والتنزه وعدم السهر والامتناع عن المكيفات كالشاي والقهوة والتمباك والسجائر، واشاعة جو من الفرح والاريحية في التعامل، وإفشاء السلام والمحبة. وعّرف بلدو مرض الزهايمر باضطراب مخرب متزايد يؤثر على الخلايا العصبية في الدماغ فيدمرها، وعلى المادة الدماغية فتنكمش. وهو اكثر اشكال خرف الشيخوخة شيوعاً ويؤدي على مر السنين الى تراجع مستمر وتدريجي في كل نواحي القدرات الشخصية والذهنية والفكرية، ويختلف سير المرض بين مريض وآخر، ولكنه قد يستمر لمدة «2» إلى «20» سنة، وهو ليس جزءاً من الشيخوخة الطبيعية، وقال علي بلدو إن النسيان إحدى علامات المرض المبكرة، وتتراجع الذاكرة القريبة ويصبح تذكر الاحداث القريبة مضطربا، وقد يتذكر المصاب احداثاً بعيدة جدا ولكنه يفشل في تذكر امور حدثت في نفس اليوم او حتى قبل ساعات قليلة. وبتقدم المرض يصبح فقد الذاكرة أشد، وتتراجع القدرات اللغوية للمريض، إضافة الى فهمه وإدراكه. ويصاحب الزهايمر بأعراض أخرى منها سلس البول، الأرق، الإمساك، الاكتئاب، اضراب وحدة المزاج، عدم التعرف على أفراد الأسرة والاصدقاء مع قدرات ذهنية طفولية، أما في المراحل المتأخرة من المرض فإن المريض يفقد القدرة على الاستحمام وارتداء الملابس وتناول الطعام والشراب، ويقوم بالجلوس لساعات طويلة بلا حركة أو التجول بلا هدف .