خرج المئات من سكان وادي حلفا في الولاية الشمالية أمس، في مسيرة احتجاجية، تنديداً بقرارات مركزية صدرت بأيلولة وتبعية جمارك منطقة أرقين ومحجر المواشي هناك وتحويلهما من وادي حلفا إلى مدينة دنقلا حاضرة الولاية ،وجابت المسيرة التي ضمت النساء والرجال سوق المدينة والشوارع الرئيسية بالاحياء، ورددت هتافات تطالب بإعادة ادارة الجمارك المسلوبة ورفع التهميش عن المنطقة التي فقدت موردها الاساسي باتباع ادارة منطقة ارقين الجمركية ونقاط العبور التي يربطها طريق بري مع بلدة ابوسمبل المصرية الى دنقلا. واوفدت ادارة جمارك دنقلا امس الاول، فريقا لتسلم مهام ادارة نقاط العبور وتحويل التخليص الجمركي الى مدينة دنقلا التي تبعد حوالي 450 كلم من بلدة ارقين بدلا عن مدينة وادي حلفا الحدودية. وتم تكوين لجنة عليا لمتابعة الأمر والتوسط بين أهالي حلفا والجمارك المركزية، برئاسة علي حسن بتيك، ممثل وادي حلفا بمجلس الولاية التشريعي. وأبلغ بتيك «الصحافة» أن اللجنة تتأهب للسفر إلى الخرطوم للنظر في الأمر، وأضاف أن اللجنة ربما تصعد الأمر إلى رئاسة الجمهورية، إن دعا الأمر لذلك. وطبقا لاحد المحتجين فإن الاهالي قرروا عدم الاستكانة للقرار وانتظار ماستسفر عنه نتائج مباحثات الوفدين الشعبيين مع الوالي وسلطات الجمارك بالمركز،موضحا ان المحطة الجمركية هي مصدر الرزق الوحيد لاهالي المنطقة،وان نقل ادارتها لدنقلا لا معني له باعتبار ان ارقين منطقة تتبع لحلفا وتبعد من دنقلا اكثر من 450 كيلومتر، وتساءل عن مغزى القرار فنيا واقتصاديا،متحديا ان تكون لاي مسؤول اجابة على السؤال»غير تجويع ومحاصرة اهالي المنطقة» وقال ل»الصحافة» ان هناك رغبة قوية بالاعتصام داخل منطقة ارقين الجمركية لتنفيذ المطالب بيد انه تم ارجاء الخطوة املا في استجابة الحكومة لالغاء القرار. وقال ان نقل محطة معامل الاسمنت والمحجر الصحي الى ارقين انعكس سلبا على اقتصاد المنطقة والاهالي، مضيفا ان تنفيد القرار سيجعلها فارغة من الموارد الاقتصادية . وخاطب معتمد وادي حلفا، ابوبكر محمد عثمان، المحتجين عقب تسلمه مذكرة من الاهالي واقر بمشروعية مطالبهم وتعهد بمخاطبة المسؤولين عبر القنوات الرسمية والشعبية، والاستماتة في عدم تنفيذ قرار نقل ادارة الجمارك الى منطقة ارقين. وعقد المعتمد اجتماعا مع اللجنة الشعبية للدفاع عن حقوق اهالي وادي حلفا بمشاركة لجنة امن المحلية، واتفقوا على انتهاج الحوار ونقل المشكلة الى الوالي والمركز، وايفاد وفدين من الاهالي الى المركز وعاصمة الولاية للقاء مدير عام الجمارك ووالي الولاية الشمالية. واكدت المذكرة التي تلقت «الصحافة» نسخة منها، ان عملية نقل ادارة الجمارك والمحجر الصحي لصادر الحيوانات والماشية ،قرار معيب فنيا واقتصاديا وقصد به تهميش مدينة وادي حلفا التي تتعرض للتهميش منذ الحكومات السابقة، وتضمنت المذكرة مناشدة للوالي والمركز بضرورة ايقاف تطبيق القرار حتى لايسحب البساط من مدينة وادي حلفا العريقة، واشارت الى ان تنفيذ عملية نقل الجمارك كارثة ستحيل المنطقة التي تعاني من التهميش ونقص الخدمات الى مدينة بائسة يسكنها الفقر والجوع بسبب فقدان مورد رئيسي للسكان، ورأت المذكرة ان تحويل النقاط الجمركية والتخليص الى مدينة دنقلا بدلا عن وادي حلفا يعد بمثابة خرق لوعود مسؤولي الجمارك بالمركز ابان زيارتهم للمنطقة، كما حوت المذكرة احتجاجات على عملية تحويل ادارة الجمارك الى منطقة ارقين والتخليص في مدينة دنقلا ،ورأت انها تغول من عاصمة الولاية على ايرادات وادي حلفا الوحيدة، وحذرت المذكرة من ان الاهالي سيتخدمون اجراءات مغايرة حال عدم انصافهم من قبل الولاية والمركز، ولم تستبعد الاعتصام داخل المنطقة الجمركية. .