بات من غير المستبعد لدى واشنطن انصهار وتكتل العرب والمسلمين في السودان مع بعضهم البعض متى ما شعروا بأنهم أضحوا هدفاً لتجمع الحركات المسلحة التي تقاتل ضد الحكومة، اذ تعتبر الادارة الامريكية أن تحالف المتمردين في السودان قد يؤدي الى اثارة روح التعنصر بين العرب متوقعة في ذات الوقت أن يؤدى تحالف « كاودا» الى استقطاب العرب الذين يسيطرون على مقاليد الحكم في السودان ضد الجميع، حجتهم في ذلك أن العرب يتعرضون لهجوم وكذلك الإسلام يتعرض لهجوم ، و حسبما يرى مساعد في مكتب المبعوث الأميركي الخاص في السودان في دارفور دان سيمث الذي قدم نفسه ناصحاً لتجمع الجبهة الثورية باسم الحكومة الامريكية طالباً من الحركات المتحالفة تحت اسم « كاودا « خاصة الحركات الدارفورية المسلحة بالعمل مع حكومة الخرطوم في اتجاه المفاوضات على أساس اتفاق السلام الذي وقع في الدوحة يوليو من العام الماضي . ويفسر محللون تصريحات المبعوث الأمريكي على أن القصد منها عدم اعطاء الأغلبية العربية الموجودة في السلطة بما فيها المسيطرة على مقاليد الحكم ، الدافع والحماسة لخوض حرب جديدة يكون المستهدف فيها بصورة أساسية تواجد العنصر العربي في السودان ، وبدا لافتاً الصراحة التي تعاطت بها واشنطن تجاه معطيات الأمور الشئ الذي اعتبره البعض يصب في خدمة القضية وليس خصماً عليها ووفق رؤية القيادي بحركات دارفور الموقعة على اتفاق سلام مع الحكومة محمد ود أبوك فان ما طرحه المبعوث الخاص لدارفور مخاطباً الحركات المسلحة الأخرى يعتبر أقيم « نصيحة « تدفع بها الادارة الامريكية وقال ود ابوك ل« الصحافة » ما يرفعه تجمع الجبهة الثورية من شعارات سيعمل على اثارة النعرات القبلية والعنصرية، وأضاف « اذا استمرت تلك الحركات في المراهنة على النزعة العنصرية حتماً سيكتب لها الفشل « مشيراً الى أن نجاح الثورة القادمة سيكون في استصحاب كل مكونات المجتمع وبالتالي على الفصائل المكونة للجبهة الثورية العمل على تغيير خطابها السياسي والتأسيس لخطاب جديد . وبدا أن الخطاب السياسي للبيت الابيض أكثر واقعية من أي وقت مضى فيما يخص قضية دارفور فقد أقر سميث بوجود تقدم في ملف القضية لاسيما في الجانب الانساني رغم انتفاء أي تقدم في قضية العدالة ، حيث قال مبعوث أوباما الى دارفور مخاطبا عددا من الناشطين المحليين والطلاب في كنيسة ايست البرتي « لم نشهد عدالة في دارفور ، لكن ينبغي أن يفهم الجميع أن دارفور ليست كما كانت عليه في عامي 2003 و2004 ، وشرح أبرز التغييرات التي حدثت منذ ذلك الوقت هو أنه في عام 2003 كان هنالك ما نسبته 18 % فقط من المستوطنات الحضرية في دارفور ، ولكن اليوم ارتفعت النسبة لتصل الى 50 % من المناطق الحضرية. . وكان هذا نتيجة لاقامة طويلة في مخيمات المشردين داخليا من قبل الملايين من سكان دارفور الذين فروا من القتال. وقلل المسؤول الحكومي من تقديرات الأممالمتحدة فيما يتعلق بتحسن الوضع الامني في دارفور ومحاولات اعادة توطين سكان المعسكرات . وبينما يمضي تحالف « كاودا « في تحقيق هدفه الأوحد الا وهو اسقاط الحكومة في الخرطوم دعت واشنطن جميع الأطراف الى التريث و التخلي عن أهدافهم الرامية الى الاطاحة بالنظام ، وقال سميث « « وجهنا حديثنا الى تحالف الجماعات المتمردة، بأننا لن نؤيد الاطاحة بالحكومة بالقوة» . ويذهب متابعون بتحليلاتهم الى الاعتقاد بأن تحالف الجبهة الثورية نشأ لازالة غبن تاريخي ترسخ لدى عدد من ابناء القبائل غير العربية في أقاليم كردفان ودارفور لأن الحكومة المركزية تعمل على تهميشهم محاربتهم بواسطة القبائل العربية ، الاّ أن ثمة اصوات اخرى آخذة في الارتفاع في مناطق متعددة داخل اطار الشمال الجغرافي للسودان بأن التهميش قد تمكن منهم ، ما يقود الى التفكير في اتجاه أن التهميش حاق بجميع المناطق الطرفية وليس له علاقة بعلو عرق بشري على الآخر ، وفي السياق يعتبر « ودأبوك « أن حصر عملية الانتماء الى تحالف الحركات على قبائل محددة يخلق بصورة عكسية أعداء جدد، وأردف « كيف يمكن تجاهل القبائل العربية في دارفور وكردفان وهي التي عرفت بالشجاعة واتقان كل فنون القتال « . فيما تمضي الجبهة الثورية في خط التصعيد العسكري في مناطق جنوب كردفان حيث اعلنت عن تمكنها من اسقاط طائرة من دون طيار كانت تحلق في سماء منطقة جاو بجنوب كردفان الى الشمال من بحيرة الابيض ، مهددة بأن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من العمل العسكري ،في المقابل نفت الخرطوم ما أوردته الحركات المسلحة وفند الجيش السوداني التقرير الذي يتحدث عن سقوط الطائرة في جنوب كردفان. و قال الناطق باسم القوات المسلحة السودانية الصوارمي خالد في تصريحات منشورة ان التقرير عارٍ من الصحة وان القوات الحكومية لم تفقد أي طائرة من دون طيار. مشيراً الى أن هذا الزعم مختلق. مرجحاً أن تكون هذه الطائرة ملكاً لطرف آخر .