في مئوية التجاني يوسف بشير ، ساقت لنا الأقدار واجتهادات أحد الأصدقاء المشتغلين بالكتب والكتاب ، مفاجأة سارة تمثلت في اكتشاف شاعر من جيل التجاني ? والشاعر من مواليد 1910م وتوفى في العام 1991م ? ولم ينشر قصائده التي يمكن أن تشكل ثروة شعرية يمكن أن تأخذ موقعها في خارطة الشعر السوداني . واذا كنا من قبل قد تناولنا الشاعر عبدالرحمن الحفيان الذي ظل ينشر قصائده منذ عام 1962م في مجلة الأديب البيروتية ، وصدر له ديوان بمقدمة للشاعر مصطفى سند ، وفيها أشار سند الى أن محي الدين فارس كان يلقب الحفيان ببياتي السودان أو البياتي الصغير ? فالحفيان لم يدرس في أي مدرسة بمعنى أنه لم يتلق تعليماً نظامياً قط . أما الشاعر من جيل التجاني فقد درس في المدارس الأولية ( الصف الرابع ) وكتب في مختلف أغراض الشعر العربي، مع سمو وروحانية عالية ، وديباجة مشرقة رفدتها معرفة عميقة ، وثقافة قرآنية ، غذت قاموسه الشعري ، وأسبغت على صوره وأخيلته من بهائها . وقد تصفحنا والصديق محمود عبده عشرات القصائد ، وهي ستكون موضع بحث ودراسة خلال الأيام القادمة ، وستكون الطبعة الأولى من هذا الديوان بين أيدي القراء خلال هذا العام باذن الله . ومن المؤكد أن هذا الشعر سيفتح أبواباً كثيرة للنقاش حول أسباب شهرة بعض الكتاب ، وزهد آخرين في تقديم أنفسهم ، وتسليط الضوء على نتاجهم الثقافي . والأسئلة هنا كثيرة هل هو قصور في نظرتنا للأدب ، هل هو تقصير من المؤسسات الثقافية ومراكز البحث العلمي والمؤسسات الأكاديمية في التنقيب عن التراث الشعري .. وسنقدم في أعدادنا القادمة نماذج من أشعار هذا الشاعر : علي حسن حامد وسيرته الذاتية وأضواء نقدية على كتاباته .