وانشايح وتر يا طاحن الخبر ما بين القضا ومرحاكة القدر فجع الشعب السودانى نهار امس برحيل الشاعر محمد الحسن سالم حميد والذى توفى صباح امس اثر حادث مؤسف وقع على طريق شريان الشمال وكان حميد برفقة خمسة من اصدقائه في طريقه من نورى الى الخرطوم للمشاركة في احتفال شركة زين للاتصالات بعيد الأم وتدشين ديوان بحر المودة للشاعر السرعثمان الطيب ،ونقل جثمان الشاعر إلى مشرحة مستشفى أمبدة ثم امدرمان حيث تقاطر أهله و معجبوه الى المكان فور سماع الخبر. وتم تشييعه عصر امس الى مثواه الاخير بمقابر البندرى بضاحية شرق النيل فى موكب مهيب، وعبر عدد من الشعراء والفنانين ورموزالمجتمع ومسؤولين شهدوا التشييع عن عميق حزنهم لوفاة حميد التى تمثل خسارة للفن والشعر والحياة السودانية . تميزت تجربة حميد بقوة مفرداته الشعرية التى لامست قصائده عصب هموم واوجاع الناس البسطاء والمحرومين والفقراء وتكاملت تلك التجربة مع اسلوبه الخاص فى الالقاء الشعرى. وتغنى بكلماته مجموعة من الفنانين ابرزهم الراحل مصطفى سيد أحمد وفنانو الطمبور صديق أحمد وميرغني النجار ومحمد جبارة ومحمد النصري. ولد محمد الحسن سالم حميد فى مدينة نوري بالولاية الشمالية عام 1956 وتلقى تعليمه الأولي والأوسط بمدينة نوري والثانوي بمدرسة عطبرة الشعبية الثانوية، وعمل بهيئة الموانىء البحرية منذ عام 1978 حتى 1992 م. وصدرت له دواوين حجر الدغش- مجموعة نورا-الجابريه- ست الدار- مصابيح السما التامنة - طشيش. ومن أشهر قصائده نورة - أرضاً سلاح - عمنا الحاج ودعجبنا - ياتو وطن- من حقي أغني- عيوشة - الرجعة للبيت الكبير -عم عبد الرحيم، وكانت اول قصائده شن طعم الدروس والتى يقول فيها: شِن طعم الدروس ما دام مكانه مشى قطر كيف زاته ترتاح النفوس وتقبل قرايةً فى سفر يا يمه حان الإمتحان من وكتو بس فاضل شهر ما ظنى من جور الزمان أنجح وأجيب ليكن نِمر كيف زاتى يا نبع الحنان انجح من آلام السهر عمرك سمعتيلك جبان خاض المعارك وإنتصر زينوبه كل ما أفتح كتاب ألقاكى فى أول سطر ألقى الحبايب والصحاب ألقى الجناين والتمر كيف زاتو أبوى تلقاهو.. قام فاتح كتابو مع الفجر يقرأ ويرتل فى كلام ما بفهموا الناس الكفر تسمع كليمة يا عشاى وأغلى الحكم عند الضجر أنا قلبى كلو على جناى وقلب جناى على حجر يا يابا دنيتنا الظلام ضويتها لينا بقيت بدر من قلبى بهديك السلام إن شاء الله بى طولة العمر فى الحصة عقلى أنا قام سدر يمه المدرس لو فَكر كان يلقىَّ قاعد فوق ككر فى الدونكه لسه ما فطر والله مُش لو كان نهر لو كالنى بى سيطان بقر مادام عقيل الجن سدر ما أظنو من عندك حضر الشوق متل شوك الكِتر طعّن الجسم لامِن خِدر والله لو ما منجبر ما كان بفارقك بى شبر زينوبه كُر من حالى كُر قاعد لى فوق كيمان جمر غربه وكمان حالاً فقُر عذبنى قبل أصل القبر يايمه يا حليل الشباب ما نجمو وآ شرى إندثر أصبح رجوعو من الصِعاب كيف يرجع الشالو القدر الغربه أصلو طِعيمه مُر لاكنى قاعد بالجبر لامن سنين الهم تمر ياربى ألهمنى الصبر ٭ أسرة «الصحافة» تتقدم باحر التعازى الى اهله ومحبيه وللشعب السودانى وتسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين « إنا لله وإنا إليه راجعون ».