*وبرغم الإعتقاد الراسخ و(المعشعش) فى عقول الكثيرين والخاطئ والذى يفتقد للأسانيد ويكذبه الواقع وفحواه أن المستوى العام ( لكورتنا ) ضعيف ومتدني وأنه يسجل تراجعا إلا أن الحقيقة تقول غير ذلك . فالأرقام تؤكد على أن المستوى العام لكرة القدم السودانية متقدما ويسجل تطورا ملحوظا ومع حلول كل عام جديد نتقدم ويرتفع سقف طموحنا وتتضاعف أحلامنا وتكبر آمالنا وأكبر دليل على ذلك هو ما نعايشه ونتابعه هذه الأيام حيث ستشارك أربعة من فرقنا الكبيرة فى البطولتين اللتين ينظمها الإتحاد الأفريقى لكرة القدم ( كاف ) وهما بطولة الأندية أبطال الدورى وكأس الإتحاد الأفريقى ( الكونفدرالية ) وبالطبع فإن لم نكن متميزين و(كورتنا ) متقدمة ومستواها ( فوق ) لما حصلنا على هذا الوضع المتفرد خصوصا وأن المشاركة بأربعة فرق لم تأتِ بالمجاملة أو الإختيار بل وفق إحصاءات وإعتبارات فنية وحسابات رقمية ثابتة ومعايير معتمدة بمعنى أن مشاركة أربعة فرق سودانية لم تأتِ من فراغ ولا ( لسواد عيوننا ) وليس لأن هناك علاقة خاصة تربط قادة إتحادنا برئيس الإتحاد الأفريقى وبالطبع فإن كان مستوانا الكروى متخلف ومتدنى ( كما يعتقد بعض المنظراتية والعاملين فيها علماء وخبراء وقاعدين فى علبها وواقعين من السماء سبع مرات وأنهم هم الأعرف والأفهم من الآخرين وأوصياء على كل الناس وهم الوحيدين البعرفوا والبفهموا ومافى غيرهم والكل فى نظرهم أغبياء وجهلاء ولكن غصبا عنهم ورغما عن أنفهم كورتنا متطورة ومتقدمة بدليل الواقع وشهاد الأرقام وأقوال الحقيقة ) *سيلعب المريخ فى هرارى أما بطل زيمبابوى الأول وسيلاقى الهلال بطل أفريقيا الوسطى وسيؤدى أهلى شندى مباراة الذهاب أمام ( فيارو فيارو ) بطل موزمبيق وسيواجه الأمل العطبراوى فريق (هوانجى ) الزيمبابوى وكل هذه المباريات ستقام فى توقيت متقارب إذ ستجرى ثلاثة منها عصر يوم غد السبت فيما سيلعب الأمل عصر يوم بعد غد الأحد وهذا ما سيجعل نجم السودان يتلألأ فى سماء قارة أفريقيا وعلمه يرفرف فى ثلاثة دول ويعزف سلامه الوطنى أربع مرات وسيكون هو الرقم الكبير فى دفتر بطولتى الكاف وبعد كل هذا الزخم من المشاركات نسأل ( كيف يكون مستوانا الكروي متخلف ونحن نعيش هذا الوضع المتفرد ) قد يكون البعض منا يتعمد إطلاق صفة التدهور والتراجع والضعف والتدنى على مستوى كورتنا ولكن يبقى هذا مجرد ( رأى مشاتر يفتقد للموضوعية والصحة ولا يعدو أن يكون كلام فارغ و غير مؤسس ولا مسنود ولا علاقة له بالحقيقة يقال لشئ فى نفس يعقوب ) *كرة القدم السودانية و ( المفترى عليها والمتهمة بالضعف والتدهور ) تسجل فى هذه الأيام حضورا جميلا فى الأدغال الأفريقية وهى فى قمة التألق وفى أبهى صورة لها *السؤال الكبير هو ( نحن كنا وين حتى نكون تراجعنا ) ؟ بمعنى هل كنا أبطالا لأفريقيا ست مرات أو خمس أو أربع أو ثلاث مرات متتالية وفقدنا هذا الوضع !؟ وهل كان مركزنا فى التصنيف العام الذى يصدره الفيفا أو الكاف فى المقدمة الأول أو حتى السبعين عالميا أو العشرين أفريقيا وتراجعنا الآن ؟وهل سبق لأحد أنديتنا أن فاز ببطولة أفريقيا للأندية الأبطال ؟؟ فالذى يسمع من يتحدثون عن تدهور كرة القدم السودانية يعتقد أنها كانت يوما ما الأولى فى أفريقيا هذا من جانب ومن آخر فهناك من يتحدث عن عصر ذهبى ولا ندرى معنى هذه الذهبية وأصلها والمعيار الذى إستند عليه الذين أطلقوا هذه الصفة وبحسابات الواقع وقياسا على التطور الذى طرأ على كرة القدم فى العالم وأفريقيا على وجه الخصوص فنرى أن أفضل عصور كرة القدم السودانية هو الذى تعيشه الآن وهو الذى يستحق أن نطلق عليه صفة الذهبية فخلاله تقدمت وإنتشرت وباتت ثقافة عامة ولغة يتحدثها الكل بل باتت وجبة أساسية ومحل إهتمام الأغلبية وهذا ما يؤكده عدد المشجعين الذين يدخلون الإستادات والمبالغ القياسية التى تحققها المواجهة إضافة لعدد الصحف الرياضية المصدق بها والذى يفوق العشرين صحيفة تصدر منها ثمانية يوميا إضافة لوجود صفحتين للرياضة فى كل الصحف السياسية التى تصدر بصورة راتبة فضلا عن وجود وزارة خاصة بها أما على الصعيد الفنى فيكفى الإشارة إلى أن السودان بات يمثل بأربعة فرق فى بطولتى أفريقيا وله منتخب وطنى عملاق إستطاع أن يقتحم القائمة الذهبية التى تضم المنتخبات الكبيرة أما فى الجانب الأدارى فإن كوادرنا تقود الأن النشاط إن كان على مستوى القارة أو الإقليم (سيكافا) والإتحاد العربى . * العصر الذهبى الحقيقى لكرة القدم السودانية هو الذى تعيشه الآن وليس الذى سمع عنه ولا رأى له أثرا وإن كان فوز منتخبنا بكأس أفريقيا عام 1970 هو الذى جعل البعض يطلق عليه صفة الذهبية فالظروف الآن إختلفت تماما وتبدلت عما كانت عليه.