*ترفرف أعلام وطننا الحبيب عصر اليوم السبت فى ثلاث دول أفريقية ويعزف السلام الوطنى لسوداننا إكراما وإعزازا له وإعترافا وتأكيدا على وجوده الفاعل فى الميادين الكروية القارية ممثلا فى أنديته الثلاثة التى ستمثل وستلعب بإسمه فى بطولتى أفريقيا للأندية أبطال الدورى وكاس الإتحاد الأفريقى ( الكونفدرالية ) حيث سيلعب المريخ فى العاصمة الزيمبابوية هرارى أمام فريق بلاتنيوم فيما سيبدأ الهلال مشواره من مدينة بانقى حينما يلاعب بطل أفريقيا الوسطى فريق الدبلوماسى وفى العاصمة الموزمبيقية سيظهر أهلى شندى فى مقابلة مع فريق (فيارو فيارو) وغدا الاحد سيلعب الأمل فى مدينة ( هوانجى ) الزيمبابوية إنه مشهد رائع يؤكد القوة ويجسد الجدارة ويشير إلى أن كرة القدم السودانية تسير بثقة نحوالأمام وتشق طريق المجد بكل ثبات *وبرغم صعوبة مهام فرقنا الأربعة وقسوتها والظروف الطبيعية والمناخية المعاكسة ( الأرض الغريبة والطقس المختلف والجمهور المضاد والأمطار التى لا تتوقف ) إلا أن الآمال تبقى موجودة وكبيرة والأحلام لا تحدها حدود والطموح عالى ومفتوح والتفاؤل يملأ دواخل الكل والجميع ينتظرون البشارات ويترقبون النتائج الإيجابية والثقة مؤكدة فى أولاد الأحمر والأزرق وفى النمور والفهود *وفى مثل هذه المواقف تبقى كافة الإحتمالات واردة بمعنى أن أية نتيجة يمكن أن تحدث ( فوز - خسارة - تعادل ) ومعلوم أن أى فريق يلعب فى أرضه ووسط جمهوره يكون المرشح لتحقيقه هو الفوز فيما سيعمل الفريق الآخر الضيف على أن يخرج بالنتيجة التى يستطيع معادلتها عندما يلعب فى أرضه *وبقراءة لموقف فرقنا الثلاثة التى ستلعب اليوم فسنجد أن مهامها ليست سهلة وفى الوقت نفسه يمكن أن تكون ليست صعبة إستنادا على العديد من الجوانب . فالمريخ مثلا سيلعب فى ظروف أفضل خاصة بعد الصفعة القوية التى وجهها لمنافسه فريق بلاتنيوم حينما نجح فى عزله وتجريده من أقوى وأخطر عنصرين مؤثرين هما فى الواقع سلاحان مهمان ( الأرض والجمهور ) بعد أن كسب نتيجة الإحتجاج الذى رفعه للكاف فيما خص تحويل المباراة من ملعب منافسه إلى آخر ما شكل إنتصارا أوليا له وخسارة على منافسه ولكن تبقى مهمة المريخ صعبة قياسا على شراسة وقوة بلاتنيوم والذى نجح فى الوصول لهذه المرحلة حينما فاز على منافسه فى التمهيدى ذهابا وإيابا بأربعة أهداف فى كل جولة وهذا ما يشير إلى خطورة فريق بلاتنيوم ومدى فعالية خط هجومه فضلا عن ذلك فإن كنا نرى أن المريخ قد كسب الجولة قبل أن تبدأ فإن تحويل المواجهة إلى هرارى قد يشكل دافعا إضافيا ويضاعف من عزيمة وإرادة أولاد الزيمبابوى، ولكن تبقى هناك عناصر مهمة فى حسم الجولة والمتمثلة فى الفوارق فى الإمكانيات الفنية والمهارية ( الخبرات والتمرس والتعامل السليم مع مثل هذه المباريات ) خصوصا وأن فرص الخروج منها بنتيجة إيجابية متعددة بمعنى أن المريخ مثلا أمامه أكثر من خيار كل منها يعتبر جيدا وإيجابيا فإن فاز فهو المطلوب وإن خرج متعادلا فإن ذلك يعتبر نصرا فى حسابات البطولة ونظام اللعب بالذهاب والإياب وحتى وإن خسر المريخ المباراة بفارق هدف أو ( إثنين بشرط وهو أن يصل لشباك خصمه ) فإن ذلك ليس سيئا على إعتبار أن فرصة التعويض ستبقى موجودة وكبيرة وما ينطبق على المريخ هو نفسه ينطبق على بقية فرقنا الثلاثة ( الهلال - الأمل - أهلى شندى ) *ليس مستحيلا ولا صعبا بل واردا ومتوقعا أن تحقق فرقنا الأربعة نتائج إيجابية لا سيما وأن منافسيهم حديثو عهد بالمشاركة الأفريقية وهذا ما يجعلنا نطمئن على أهلى شندى بحكم أنها المرة الأولى التى يلعب فيها خارجيا، أما عن المريخ والهلال والأمل فقد إكتسب نجومهم خبرات فى اللعب فى أدغال أفريقيا من خلال مشاركتهم من قبل خاصة طرفا القمة والذين ظلا يسجلان حضورا دائما فى بطولات الكاف إن كان ذلك على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية بالتالى فإن مهمتهما سهلة ( إفتراضا ) خصوصا وأنهما سيلاعبان فريقين مغمورين وحديثى عهد بالمشاركات الأفريقية *شاءت الأقدار وحكمت القرعة أن تبدأ فرقنا الأربعة مشوارها الأفريقى من الخارج و( بفهمنا نحن السودانيين ) فإننا نعتبر ذلك ( ميزة ) على إعتبار أن الجولة الحاسمة ستقام هنا حيث الظروف المساعدة ( الأرض والجمهور والطقس وحياد التحكيم ) كما أن فرصة التعويض ستبقى كبيرة ومفتوحة وبالإمكان تعويض أية خسارة حتى وإن كات بفارق ثلاثة أهداف لا سيما وأننا نعتمد على الحشد الجماهيرى ومدى تأثيره ولدينا إحساس كبير وقناعة راسخة فحواها أن الجمهور هو الذى يحقق التفوق ويكون لهتافه وتشجيعه و( صراخه ) الأثر الكبير فى نتيجة المباراة على إعتبار أنه وسيله تؤثر سلبا على لاعبي الفريق الضيف حيث سيلعبون تحت تأثير التشجيع المضاد والمساندة الضخمة لخصمهم ( برغم أن السوابق تقول غير ذلك - الهلال خسر من مازيمبى بخماسية تاريخية ومن أنيمبا والترجى والإسماعيلى والمريخ خذل جماهيره أمام الصفاقسى وزيسكو الزامبى وجيش النيجر ) ولكن يبقى فى قيام الجولة الحاسمة هنا فرصة كبيرة لمعادلة وتعويض نتيجة الذهاب أيا كانت *علينا أن نتعامل مع كرة القدم بالفهم الصحيح وأن نضع كافة الإحتمالات فى الحسبان فبثلما نتمنى وننتظر تفوق فرقنا فمن الممكن أن تتعثر ومادام هناك جولات قادمة فإن ذلك يجب أن يخفف من وطأة النتائج السيئة * كل الأمنيات للرباعى أن يعودوا وهم غانمون ومتفوقون وغالبون.