«يا طاحن الخبر ما بين القضاء ومحراكة القدر صحي الموت سلام ما يغشاك شر» رحم الله الشهيد محمد الحسن سالم مدخل: «2»: «إذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي، ولا بد للقيد أن ينكسر» الشاعر أبو القاسم الشابي «1» أمانة الأمة ورياح هيئة التغيير المركزية: كما قلنا وأثرنا في العديد من المقالات الساخنة والسابقة، أن عظم الظهر ولب الموضوع لنجاح الثورة السودانية القادمة بإذنه تعالى، هم قاعدة الجماهير البسيطة والمسمية جزافاً بالتقليدية، وذلك منذ القرن التاسع عشر ومروراً بكل الهبات الثورية و«انعقاد هيئتها المركزية»، من لدن السحيني في دارفور الكبرى ثم آدم أم دبالو في جنوب كردفان، وصلاً الى ود حبوبة في الوسط، ودقنة في الشرق «وزعيمها ابن كل السودان» الإمام المهدي عليه السلام، ذات عبق مهدوي ونموذج للهجين السوداني المتفرد الذي لا يطيب له العيش إلا في كنف وخضم النسيم الديمقراطي، وكيف مازال يمثل بالنسبة لها الحافظ الامين لا «الكاذب الضليل». ومن هنا يأتي الحديث عن ماهية حمل «الأمانة العامة للأمة» ولمن تعطى؟! انتخاباً؟ فهل كل من «هبَّ.. ودبَّ» أهل لها ام لها مواصفات؟! وشروط. ٭ نعم لها مواصفات وشروط تنظيمية.. فعندما عرضها الله سبحانه وتعالى على السماوات والارض وحتى الجبال.. «وأبينا حملها»، والدلالة المعنية في الأمر هي كيفية حفظ مقامها، ولمن تمنح وتؤتى وهل كل من حمل الصدق اسماً «صادقاً»؟ أم لا بد ان يكون مؤمناً «صديقاً»؟! ٭ يبقى من الذي يستطيع حملها «الظلوم الجهول»؟ وهنا تظهر بلاغة القرآن الكريم وتحديه بالإعجاز في مدلولات اللغة وحجتها الدامغة وبالمواصفات التي يجب توفرها في من استطاع حمل من عجزت عن حمله «بالصدق» مقامات السماوات وعلاها الفوق والجبال وصلبها والارض واوتادها، او هكذا يكون تفسير الأمر حتى في الحكمة للنص بالاختيار والمفاضلة ما بين مقدرات الشعوب قيادة وقاعدة وحيلة الإنسان العالم بالأسماء ومقدرته على «الحمل» للأمانة خاصة إذا ما ذكرنا تاريخ الحضارات، وكيف أن أقدمها في العمر «حضارة نهر النيل» «ذات الخصوصية» حيث «ارض الملتقى»، وقد ورد في الاثر الشريف بعض الاحاديث والروايات المأثورة «ان مرج البحرين وما بينهما من برزخ» هي منطقة «المقرن» الأرض التي تم فيها التقاء الازرق بالأبيض، ومن هنا أتت لونية و«سمرة بشرتنا الهجين»، وفي «الخرطوم كرش الفيل» وتوحد النيلين الى نيل واحد جارٍ. ٭ تلك خيارات الأمة المطلوبة اليوم، خاصة إذا ما ذكرنا عودة الديمقراطية الليبرالية وقيمة رجاحتها والتي رهن لها الشعب الصابر بقيادة حكيمها الامام والزعيم «الصادق» كل ما يملك من مقدرات على تحمل الاذية وعبء الخداع الحزبي في السودان. وشعب الأمة لا بد له من «الاستعداد والعمل الجاد» لاسترداد أمانته التي سلبت وضاعت من بين يديه في غفلة كصدمة الموت التي« توالت» في زمن قياسي بالفقد، حينما رحل «شيخ العرب» وفي عجالة تبعه «الدكتور عبد النبي»، وعلينا ان نقيس ونقارن بمن كان «الخلف» فيا لهف نفسي على «أمانة الأمة في السلف»!! ولكن نقول الله يلعن الكان السبب.. «من رهن بالاختراق أمانة الأمة لمشروع من عادى الشعب». «2» الأمة السودانية وحلم الانتظار الذي طال!! جبلت القوى السياسية والحزبية باعتبارها مؤسسات مجتمع مدني، على التماسك في كيفية إنجاز مشروعاتها الثورية، وتقاسمت بالأنصاف الادوار كل على قدر استطاعته وحاجته ولكن.. من كانت له قاعدة استراتيجية عقدية ظل هو المعول الذي يستطيع أن يساهم بجهده وجهد الآخرين في إحداث التغيير، بهده لكتف اعتى الدكتاتوريات والشموليات سواء أكانت عسكرية أو مدنية، منذ عهد الاستعمار، ويمكن قياس ذلك من واقع حراك المؤسسية الحزبية وما تتمتع به من قيادات «كاريزمية» كانت متناغمة فيما بينها والآخر في الفعل الثوري كالسمفونية وعازفيها المهرة في «صالة الأوبرا المغلقة» لذا لم تكن تحتاج إلى دعاوى الاستقطاب «الانقاذي الكيزاني» ولا نوازع التزلف الأمني ورهن معطيات الأمانة التنظيمية والسياسية للمغريات المادية كصفقات للخصوم ب «كل البؤس» وكيف «للسمى» قد ضحى «بالأمانة» قرباناً لمشروع العراب الكذوب الفاشل، وليته ظل راكزاً «كابن للذبيح» ولم يستعجل على أكل «الفطيس»!! ٭ وكيف «مكن» الكيزان من «اقتحام» «اقتحام دي مفردة ضبط وربط تؤكد أن العسكرية تصرف مش كده يا جناب المحافظ»؟ حصن الأمة القومي على مر تاريخه السبعيني من الجهاد بأنواعه من المدني وغير المدني، والذي صار به الملاذ الآمن وسط رصفائه من الاحزاب. ٭ كانت أمانة الأمة الحزبية السابقة محروسة بالصدق وقدر المسؤولية التنظيمية، بل كان كادرها هو صاحب الفعل لإدارة الأحوال وحتى «الأموال»، ولكن اليوم يا للأسى ويا للحسرة مما فعل فيها رجل «كل البؤس»، حيث لا تعليق وعتاب إلا على من كان السبب ومن ساهم في الإتيان به.. وكيف ولماذا؟! وإن سعى وساهم في إعادة الكرة اليوم تبقى تلك هي الكارثة الكبرى ونقول «يا حليل حزب الأمة وناسو الرجال»!! ٭ وما أمام الهيئة المرتقبة من خيار الا التغيير «ومن هنا نبدأ»! وكفاية مجاملات.. أما إذا لم يتم التغيير في أمانة الأمة القائمة اليوم في 6/7 أبريل 2102م باعتبار ذلك حتماً مقضياً «فلا نعشم في سلام واعد في دارفور، ولا حل سلمي لما يحدث في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، ولا أمل في إصلاح حال حملة السلاح في كاودا» ولا يحزنون. ً٭ وإذا ظل «ابن الذبيح» أميناً عاما للأمة ما ذاك الا اعادة اجترار لتجارب الانقاذ والفشل في ابوجا والدوحة وتوزيع للوظائف الدستورية وغير الدستورية لمن لا يستحق إرضاءً للذات على حساب توسيع حجم الأزمة، وزرع المزيد من الفتن ما بين سلطة المركز وأمل أهل الهامش في التغيير «هو المهمشين منو في السودان أكثر من قواعد الانصار وحزب الأمة»؟! «تبقي الجبة الانصارية إحدى القيم التي شوهتها الإنقاذ حينما لبسها من ليس أهلاً لها» من الذين استبدلوا الدمور بالحرير والمركوب بأحذية وجزم الباشا وبدل اللوردات في عهد الاستعمار المباد والكيزان». ً٭ ويبقى السؤال.. أتدرون لماذا غابت ولاية غرب كردفان حتى من خريطة السودان ما بعد الانفصال؟ الاجابة لأن أمانة الأمة آلت الى «ابن الذبيح وشلته الإنقاذية». ٭ ولماذا عاش إنسان دارفور حياة البؤس في كلبس وغيرها، ولم يشفع له حفظه للقرآن الكريم ولا حتى تلاوته كل صبح ومساء للاوراد والاذكار المأثورة أسوة بإمام الدين ومحرر الوطن المهدي وراتبه «الزبدة للدعوة»؟! لجهل من آل له أمر الأمانة ولم يستفد بجهله مما توفر من أدبيات سياسية وتنظيمية في إمكانها أن «تنطق الصنم الاصم» فقط إذا التزم «جناب المحافظ» بكيفية تطبيق متطلبات المؤسسية. حتى إذا كان لا حمل له عليها وعاجز على إدارتها، كان من الأولى له الاعتراف «بالجهل». ألم يسمع والذين معه بأن الاعتراف بالذنب فضيلة، بل الاعتراف سيد الادلة!! «وهنا الذنب عدم القدرة على حمل الأمانة». ٭ والحكمة تقول لا خاب من استشار، ولكن العيب كل العيب والجهل كل الجهل أن تدعي القدرة على حمل الامانة، ثم ترهنها «بسعر بخس» لزمرة الكيزان «العراب وحوارييه» الذين أطاحوا الديمقراطية بليل، فماذا كان يأمل منك وفيك من راهن يوماً عليك «ولا ابرئ نفسي يوم أن قبلت التكليف ونديدي رمبات» في لحظات غفلة بالعمل معك، ولكن اليوم أقول وبملء فمي قد آن اوان التغيير.. لتصحيح كل ما حدث من أخطاء.. لماذا لأن في التصحيح عودة لرجاحة الديمقراطية وممارستها الصحيحة. وباختيار أمانة عامة جديدة للأمة مجمع عليها، انتعاش لكل عضوية الكيان الانصاري الجامع وعودة لروح إلهية في جسم حزب الأمة السياسي، ونقول شكراً لمن ظن انه بجلوس ابن الذبيح ومساعديه ممن خالفوا المؤسسية ورأيها في «انتخابات الكيزان» المضروبة، يمكن ان «يصنعوا من الفسيخ شربات»، و«يخلقوا من الفشل النجاح»، وان الأمانة يمكن تحملها تنظيمياً فقط لحظة «الجلوس على الكرسي» «طيب لو الأمر بهذه البساطة ناس الإمام الصادق المهدي خمسين سنة وزيادة في العمل العام ده كان بسووا في شنو»؟! ٭ ونقول لا وألف لا لسلطة الجنرالات «وخاصة لمن وصلوا إلى سن المعاشات» اليوم، ولا خيار ومفاصلة ما بين ذهنية التفكير الشمولي وذهنية الفكر الديمقراطي الليبرالي. ٭ وخير نموذج فترة سلطة ابن الذبيح في الامانة العامة، ففي ذهنيته الشمولية يا ما شهدنا «كل البؤس» «ما قلنا كلبس ومعتمدها الجنرال»!! وكيف هو لا يعير التفاتة او احترام للمؤسسية، بل كل الذي استطاع فعله أن رهن الأمانة لطموحات الذين سعوا للوصول للسلطة ولو على حساب سمعة الحزب وتاريخ الكيان، وكل كسبه وعمله كان عكس ما ترجوه قواعد الأمة «المهمشة».. لذا «لا بد أن يمشي وبالإجماع» لأن في ذهابه «تمكين» للنظام الديمقراطي الذي يتفرد على الانظمة الشمولية من التي جاءت تحمل بذرة فشلها وفنائها منذ لحظة قدومها وجلوسها على كرسي القيادة، ولأنها بالضرورة تفتقد الى أبسط قواعد «اللعبة السياسية»، لذا لا يوجد أمامها الا الاستعانة بأضعف الكوادر من التي لا تعرف «ما الفرق ما بين أيهما أصلح المشاركة في الانتخابات في ظل نظام اتوقراطي شمولي» أي انتخابات صورية مضروبة، ام في ظل قيام انتخابات ديمقراطية مجمع عليها، وفي ظل حكومة انتقالية «حتى» تقود إلى نظام ليبرالي جامع. ٭ ومن هنا يأتي الفرق بين نوعية الكوادر التي تم تسكينها قسراً، والتي لا تعرف تحسساً لسكة الوصول الى كراسي سلطة التنظيم إلا عبر الديمقراطية وعودتها الراجحة قريباً بإذن الله «قلنا شنو لي جنرال كلبس.. باى باى»!! «هو الجماعة ديل في الشارع ما مريحين الناس، يدخلوا البيت ويبقوا عمدانو»؟! عجائب والله عجائب يا الإنقاذ!!