«قصر هياكلنا وعروشنا قصب في كل مأذنة حاوي ومغتصب يدعو لأندلس، إن حوصرت حلبُ» شاعر المقاومة الفلسطيني الراحل محمود درويش مدخل: «2» «عجوبة يا حبوبة، ما تدقي النوبة وتسبي رجال الحوبة، عشان ما تخربي سوبا» من جدعات الحبيب رمبات النور الشاعرية «1» أبريل أتى فماذا اعددنا له؟! ونحن نستلهم بروح الصفاء في هذه الايام الخوالد ذكرى هبة وانتفاضة رجب/ ابريل المجيدة «العام 1985م» حري بنا أن نقف وقفة اجلال وتقدير لكل من أرسى حجراً في بناء «مشروع الوطن التغييري» ونلقي «بدانة حارقة» من اللوم على كل من وقف ضد حركة التاريخ أو سعى دون اكمال الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في دولة السودان.. خاصة من مازال يسعى إلى فتح باب المساهمة في ارساء قيم الحقد والكراهية بين الشعوب، ورفع لراية الشمولية الحقودة، بمتلازمتها الانقلابية وتشويه صورة الحياة الحرة والانسانية.. ولما كنا ومازلنا نراهن على انسان السودان ومستقبله المشرق والحتمي في ثورة التغيير الآتية لا محالة، ظللنا نعوِّل كثيراً على كل بارقة أمل تصد الاعداء ونسند بها أدوات البحث عن نمط من حياة نستقي من معينها كل ما هو ثوري وناشد لميراث الهبات التي كانت بالنسبة لنا هي الأساس و«الرائد الذي لا يكذب أهله» حقيقة لا شعارات «الجماعة التي اهلكها الدهر».. ٭ لذا مازلنا نقول «خابت نبوءات كل الذين تحدثوا او قالوا ان ابريل الكذب» فأبريل هو الشهر الذي اكتمل فيه هلال الثورة السودانية والمضيء بدرا وضياءً بثورة بيضاء كل اسلحتها كانت ومازالت مدنية وهي «السلم ولا شيء غير السلم» وآلة للحل فيها «الحل» هي الديمقراطية وعودتها وكيفية التداول السلمي للسلطة.. وهنا ظهرت عظمة «الدولة المدنية» ووقوفها في مواجهة الأنظمة الشمولية، بالرغم من معيناتها وترساناتها من أدوات السحل والقتل، وتبعات القهر والتوقيف أو الغربة والتشريد. وبالرغم من ذلك يأتي الجديد. ٭ وما هو الذنب المقابل لكل ذلك العذاب؟! ورد الجميل بجزاء سنمار؟! ٭ الاجابة هي المناداة بالصوت العالي لحرية الانسان، واطلاق يده وفك قيدها طلبا للحياة الكريمة او حتى إلقاء التحية على كل العظماء من الرجال والنساء عبر التاريخ... ويزداد إعجابنا بالديمقراطية وعودتها الراجحة كلما لهج لساننا بالشكر والحمد لله رب العالمين أن مازالت هناك جذوة في الضمير حية بين الشعب يمكن «قدح زنادها نارا» كلما أظلمت في وجهه المكفهر بالحزم والحسم سحب «العراب» الشمولي ولنا أسوة سيئة في «سبتمبر 1983م» و«يونيو 1989م «كيف في الاولى ذبحوا الفكر وكيف في الثانية انقلبوا على الديمقراطية، والمدهش ان صراع المصالح قد كشف المستور.. حتى عرف بعضهم شرف الاستقالة من كرسي الوزارة المحتكر»!! «2» هل يمر أبريل حزيناً أم سنشهد الفرح؟! في هذه الليلة وأنا ممسك بالقلم لأسطر كلمات تعبر عن الاشواق والآمال هي ليلة لا مثيل لها، إلا ليلة المتاريس في عقد الستينيات وايام العصيان المدني وثورة أكتوبر الخالدة فليلة الخامس من ابريل من عام 2012م ليلة لها ما بعدها بكل معايير التنظيم السياسي ومواصفات البناء الحزبي لتحديد مستقبل الأمانة لحزب سوداني الهوى «معنى ومبنى» تجسد فيه بكل الأصالة برنامج السودان للسودانيين ولكن يا لهف نفسي من زمن المهازل!!! ومن هنا يأتي التمني والنشدان حتى لدعاوى الاستثناء ففي صبيحة الجمعة الجامعة يوم الذكرى الخالدة السادس من أبريل يتوجه صوب «دار الأمة بام در ربيع السودان كل عضوية مسكنة بالهيئة المركزية لحزب امة السودان القومي ليجددوا للشعب السوداني المراقب مصير الامانة الذي انتظره «شعب الامة والكيان» طويلا طويلا...» والحمد لله. ٭ وهل حقا هم قدر التحدي أم «الرهان على لحس الكوع» سوف يظل قائماً؟!! علماً بأن كل الريع والقيم الفاضلة في سودان اليوم قد أضحت مرهونة لصفات «الكيزان» المادية دون الالتفات حتى لما هو يقيني وروحي، وبات كل من تحدثه النفس الرصينة، عن سلامة ونقاء الوجدان الصوفي لا محالة هو في عداد الأغبياء.. هذا اذا لم يكن من زمرة العملاء لماذا؟ لأنه لم يقتنع بعد بأن بديل الإنقاذ في الاصلاح من الداخل.. «بالمساعدة». ٭ ولأنه لم يتماهَ مع ما هو سائد، ولن يتماشى مع ما هو مطروح بسياسة الامر الواقع بل امامه خياران احلاهما مر. فإما ان ينحني للريح ويسلم من عواصفها الصرصر ودهرها «الكيزاني».. واما ان يجرفه «تيارها» الشمولي، الهوى لتذروه الريح كورقة صفراء في مجاهيل ثنائية الصراع «الحزبي العقدي» وفي هذه الحالة لا امان له ولا امامه الا ان يجتر تاريخه وإرث اجداده الابطال واين هو اليوم منهم؟! ٭ ولا رحمة له حتى من «صديق» ناهيك عن ما هو «عدو»..!! أما ما هو خصم سياسي فحدث ولا حرج !! والعاقبة عندنا في مسرات الحلم.. ٭ ما أقسى حال عضوية الامة البسيطة من التي قابعة ومتجلدة بالصبر عند النبي الايوبي، في مضارب الخلاء وخيام اللجوء في دارفور الجريحة وجنوب كردفان والنيل الازرق المشتعلة ناراً اليوم!! وفي الحسبان أيضا كل مجاهيل «الصي» النجوع في بوادي الشرق وصحراء الشمال النائية، وكم كانت هي منظمة وصادقة حينما كانت تأتي «الإشارة» مرسلة على ظهر الدواب او كلمات في خطاب، ومنشور مكتوب على ظهر الورق!! فهي كانت كجواز المرور التنظيمي الذي يعبر بالصدق والحقيقة عن ماهية الاختيار لمن هو اهل لحمل الامانة.. والانتماء العقدي للأمة وكادرها ويومها نادر ما يضاهيها لا ورد لمتصوف أو مولد لختم، فأين نحن اليوم من ذاك الموقف «الراتب» حتى عند الند التقليدي؟! تلك أيام قد خلت ويا ليتها ظلت باقية ولم ترحل.. لتحل محلها «طائفية العسكرتاريا» وشمولية العراب «الدخيلة» التي أذاقت شعبنا الابي «مُر العذاب» فيا لهف نفسي على تاريخنا الماضي الجميل، والذي عدنا اليوم نعيد ذكراه كلما مر علينا طيف أبريل المجيد، ولا امامنا اليوم الا ان نبعثها رسالة بكل الصدق والامانة الى كل عضوية الامة المركزية «ان يراعوا الله والحال التي انتهى اليها حزب الامة من هوان» وما امامهم الا ان ينقضي الامر بأيديهم بعودة الروح التي غابت قسراً عن جسد الامانة «بقلة حيلة» من ادعى ظلما وبهتانا على حملها.. وايضا هناك مسؤولية تاريخية ليس امامهم سوى اتباعها، هي تماسكهم الوطني «بالمعارضة» لفتح ابواب الحرية ورفع راياتها المشروعة في ساريات العلو الفكري مستصحبين لحظات الاستقلال في 1956/1/1م، ودمعات الفرح التي ذرفت وبللت وجه «الامام عبد الرحمن» لحظة ان شاهدت عيناه «الحكيمتان» علم الحرية في السودان عالياً يرفرف في سماء الوطن الغالي لتصدق مقولته الصادقة والنبيلة الخالدة «ها هو السودان حر مستقل والحلوى في فم الأطفال».. او كما قال.. والف رحمة بالدعاء على ثرى قبره الطاهر والسلام يا المهدي الامام.. «ونحمد الله الذي ازال عن امة السودان الأذى»!! آن أوان الوثبة: آن الأوان لعودة تلكم الروح «الوثابة» والتحرير لوثبة إعلام حزب الامة التي كانت عنواناً بكل الشموخ لإعلامنا الحزبي في مؤتمره العام السابع في 2009م والذي بقدرة جنرال الشمولية وزمرته قد صار ملقياً به في سلة مهملات الوطن الجريح والحزبي وكيف «ابن الذبيح» قد رهن امجادنا الخالدة لحفنة عروض مادية زائفة وكيزانية لا بد لها من العدم طال بها الزمن ام قصر.. ولو كان له ذرة من الضمير والفهم «الأنصاري الحق» لما رهن ومن ساعده دماء الشهداء التي روت بالعزة والفخر أرض الوطن الغالي لزمرة الاندلسيين الجدد.. واي دماء تلك التي من عين نبعها الجاري، قد اكسبت الابناء «فكراً» يعكس بالصدق ما معنى البطولة وما ثمن الشجاعة. وها نحن اليوم نتوق بالشوق ونسبح في بحر من عذب الاماني الجارف بالموج سعيا الى «التغيير الايجابي» بعد أن رهنا كل ما نحمل في الجعبة من آمال لما يتمخض بالصدق من نتائج انعقاد «هيئة الأمة المركزية» «توقع واحتمال».. ٭ ونقول إن جابت وذاك هو المطلوب «وقد جابت ولله الحمد» فبتوفيق من الله سبحانه وتعالى، وان خابت، فلا نحاسب إلا أنفسنا ولنراجع «كل مواقفنا» بحثاً عن الصحيح من الغلط في وجه ما هو غلط .. ثم غلط. ٭ ويبقى حرياً بنا أن نراجع ماهية قناعاتنا الحزبية ومواقفنا السياسية، والتعامل بكل الشفافية مع من هم حولنا سواء من ظللنا نتعامل معهم كقادة لنا وها هم اليوم قد خذلونا، أو من نسلم بأنهم الملاذ الآمن والامتداد الطبيعي لتاريخنا وارث اجدادنا في البطولة» وفي هذه الحالة «فلتتكسر الأقلام ولا خير في مداد لا يمجد الأمانة الصديقية» العائدة. هامش: «1» نقول مرحباً بابريل والتغيير آتٍ لا محالة ان آجلاً او عاجلاً وتبقى التحية والتجلة لركب الشهداء عبر التاريخ من نقطة اولى للدم كانت هي البذرة لمشروع الجهاد في أرض السودان.. وأكسبتنا معنى البطولة وصلاً إلى آخر الراحلين من الاحباب و«مواكب الشهداء» في الحقل الطلابي في بحر الاسبوع المنصرم من أعاد لنا ذكرى القرشي والموكب الهادر الذي ألزمنا بأن نبر به كالبيعة قسماً «مغلظاً» متى ما طل في فجرنا السوداني ظالم .. «لنعيدها ثورة» ونعيدها تهنئة لشعب السودان المعلم «ذكرى أبريل الصدق».. وتباً ثم تباً على زمرة «يونيو الكذب» «مش حقو نحول كذبة أبريل الى يونيو «كدي راجعوا أنفسكم» ودمتم.. «2» فليكن ما تم من ممارسة ديمقراطية غير معهودة في مؤسساتنا الحزبية، درساً لكل أبناء الشعب الذين يظنون أن الشمولية في استطاعتها أن تفعل ما تشاء، ولكن هيهات!! ٭ ونقول للفريق الحبيب صديق محمد إسماعيل «هاردلك»، ولم نكن في نقدنا نهدف إلى استهداف شخصكم الكريم، فنحن منك ولك حتى على مستوى الدم والكيان،ولكن احترام المؤسسية والكيان هو الاقرب الينا، وهو هدفنا الأول والأخير. ٭ عفواً كثيراً «إذا» ساء لك البعض الفعل .. وما أمامنا إلا أن ننحني تقديراً لاجتهادك، أما الذي تم اختياره «ديمقراطياً» فنقول له نحن أقلامنا حراس للحق، ولسنا رجالاً لأحد، فإن احترمت خط المؤسسية فأهلاً، وإلا فلكل حادثة حديث.. ودمتم يا أحباب.