٭ قال المستر جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إن كرة القدم لعبة ممتعة «سهلة في ممارستها وادارتها ويجب ان تكون خالية من التعقيد والصعوبة». ٭ حديث المستر بلاتر يمكن ان ينطبق في كل دول العالم الا عندنا هنا في السودان حيث التعقيد والازمات والمشاكل والعثرات والتدخلات. ٭ كرة القدم عندنا هنا مهنة للبعض ويتعامل معها آخرون على اساس انها مجال للتناحر والعداء وتصفية الحسابات ،وآخرون يتخذونها كباب للشهرة والنجومية وهنا من يسترزقون منها وفئة رابعة تفرغها من مضامينها ومعانيها ومدلولاتها ومقاصدها الحميدة، وبدلا من ان تتعامل معها على اساس انها لعبة للمتعة فانها تصورها وكأنها حرب ومجال للخلافات ومسرح للمعارك، والدليل ان 90% من التركيز يتجه نحو الاداريين على حساب العنصر الاساسي فيها وهو اللاعب. هنا الاداري هو النجم وهو الذي يجد الاهتمام خاصة من الاعلام حيث تنشر تصريحاته وتحركاته ومناسباته وكافة اوجه حياته الاجتماعية كما انه ايضا يظل محل استهداف وترصد ان اختلف مع صحفي. ٭ نتعامل هنا مع كرة القدم بطريقة معاكسة لما قاله عنها المستر جوزيف بلاتر. هنا اللعبة معقدة وصعبة فيها المشاكل والحساسيات نمارسها بالافواه وعلى صفحات الصحف وخارج الملعب. نهتم كثيرا بالصغائر ونركز اهتمامنا صوب الادارات «الاتحاد العام والاندية» نهاجم ونوجه الاتهام ونمارس الاستفزاز والسخرية والعصبية. الولاء للنادي على حساب الحقيقة، نصنع لكل خسارة شماعة وعادة ما يكون الحكم هو سبب الهزيمة حتى وان لم يكن لا نؤمن بالهزيمة ولا نعرف كيف نتقبلها.. فهي عندنا اشبه بالعيب والكارثة والفضيحة خاصة عندما يتلقاها المريخ او الهلال. نمارس التناقض فعندما يوافق الاتحاد مثلا على طلب تأجيل مباراة نهاجمه بقسوة ونصف البرنامج بعدم الثبات ونتهم الاتحاد بالمحاباة، وفي حالة ان يرفض الاتحاد طلب تأجيل يتقدم به المريخ او الهلال نهاجمه ونصفه بالتعنت وعدم التعاون مع انديته. ٭ التعصب هنا سيد الموقف والانفعال والهيجان سلوك ثابت فما ان ينشب خلاف الا وتقوم الدنيا فلا تقعد.. فالرياضة هنا كرة قدم فقط مع تهميش كامل واهمال لبقية المناشط والاصل هنا المريخ والهلال فهما السيدان الكبيران والزعيمان وحبيبا البلد والكل يجب ان يخضع لهما ويخاف منهما وينكسر امامهما ويحول القانون لصالحهما ويفسر حسب مصلحة كل منهما.. وفي حالة الرفض فان الابواق والافواه والاقلام تمارس عملها صراخا وضجيجا وفوضى واساءات. ٭ هنا اللعبة ليست سهلة ولا ممتعة بعد ان اصبحت رحما يولد الكراهية والعداء والسخرية والعصبية والاستفزاز والاساءات والاتهامات والنمائم والحساسيات. كرة القدم هنا معقدة وشائكة ومخيفة، فالمشجع هنا يخشى الهزيمة لانه سيعيش بعدها مرارة بسبب الاستفزاز الذي سيكتب.. هنا يفرح المريخي لهزيمة الهلال اكثر من سعادته عندما يفوز فريقه ويستمتع الهلالي بخسارة المريخ اكثر من بهجته بنصر الهلال والاهتمام بمباريات الهلال ونتائجه يكون كثيرا عند المريخاب والعكس. هنا يقودك التطبيل لمصادقة الاداري والتعصب للشهرة والدفاع عن الباطل للنجومية، فالذي يكتب بموضوعية لا قيمة له الا بتأثير وكل من يحاول التمسك بالمنطق في كتابته فهو عبيط ومن لم يسيء او يهاجم او يستفز او يشتم فهو ضعيف ولا مردود لرأيه ولا احد يقرأ له. ٭ كرة القدم هنا ليست كما قال عنها المستر بلاتر رئيس الاتحاد الدولي.. نحن مشاترون ومخالفو العالم ويبدو لي اننا متخلفون. «اظنكم تتفقون معي»! في سطور ٭ ما ان تنتهي المباراة الا ويهاجم مدرب الفريق الخاسر التحكيم ويحمله مسؤولية هزيمة فريقه. ٭ المتسولون في تزايد وبرزت ظاهرة النشالين وقبلها ظهر المستهبلون والعطالة. ٭ التشجيع هنا مهنة «وأكل عيش». ٭ التجمهر حول سيارات الإداريين مظهر قبيح «يضايق» كل من يشاهده. ٭ يقدم لنا الاوربيون دروسا في كيفية التعامل مع كرة القدم حيث نشهد مدرب الفريق الخاسر يتجه نحو زميله الفائز لتهنئته ويتعانق اللاعبون ويتبادلون الازياء ويصفق الجمهور لنجوم فريقه حتى وان كانوا خاسرين. ٭ هناك محبة وتنافس شريف ومتعة حقيقية وايمان تام بأن كرة القدم نصر وهزيمة وتعادل، وهنا عراك وكراهية وعداء وحرب والفروقات كبيرة بيننا وبينهم مثل الفارق بين دول العالم الاول والثالث. ٭ مشكلة كرة القدم السودانية في المريخ والهلال. ٭ علينا ان نعترف نحن في الاعلام الرياضي بأننا السبب الرئيسي في كل الظواهر السالبة التي تصاحب اللعبة.