*يعتبر عام ( 2012) هو عام النكسة والشؤم على كرة القدم السودانية وهو الأكثر سوادا ويستحق أن نطلق عليه عام ( البلاءات والبلاوى ) لما فيه من ظواهر جديدة في غاية الخطورة والقبح فضلا عن الإخفاقات المتكررة والمتلاحقة والفشل والتردى العام والكبير الذى أصاب كافة مرتكزات كرة القدم (اللاعب - الإدارة- التدريب - الجمهور - الإعلام ) حيث شهدنا فيه ما لم نكن نتوقعه ولم يخطر على بال أى أحد *لم يتبقَ لنا شئ وحتى الإيجابيات التى كانت موجودة والسمات الحسنة تلاشت وماتت وحلت محلها ظواهر في غاية السوء والخطورة وليس هناك أخطر وأسوأ من المجاهرة بالشماتة والعداء والكراهية والحقد وتمنى الشر للآخرين - ولم نخرج بأية نتيجة من هذا العام الأسود بل كان الناتج العام تدهورا وإنهيارا لتلحق بذلك كرة القدم المجالات الأخرى فى التراجع والتدهور *شهدنا فى هذا العام ( الغباء ) والإهتزاز والتخبط وعدم المعرفة والجهل والأخطاء والضعف الإدارى وهذا ما تؤكده النتائج العامة للفرق والمنتخبات وهذا وضع طبيعى فى ظل نظام إدارى تتحكم فيه الأمزجة الشخصية والعلاقات والترسانات الإعلامية التى تحمى الأخطاء وتدافع عن المخطئين - قد نجد العذر لللاعب السودانى من واقع محدودية مفاهيمه وضعف فكره وتواضع تأهيله وهشاشة تركيبته و ( نحالة جسمه ومن ثم قلة حيلته ) ولهذا من الطبيعى أن لا يقدم المطلوب منه لأنه فاقد للمقومات المطلوبة ( فاقد الشئ لا يعطيه ) ولأن اللاعب هو العنصر الأساسى فى اللعبة فمن الطبيعى أن يحدث الخلل بقدر الخلل الموجود فيه وفى تقديرنا أنه - أى اللاعب - السبب الرئيسى فى الإخفاق - أما عن التدريب فحدث ولاحرج وتكفى النتائج - فالخواجة أصبح يتعامل بالطريقة التجارية التى تحقق الهدف مؤقتا وبات يمارس المجاملة و( البلادة ) وإستهداف اللاعبين ولا يعرف كيف ومتى يتصرف وكيف يعالج الخلل وما يجده المدرب الأجنبى هنا من ( دلع وتدليل وتقديس ) كفيل بأن يجعل فرقنا تصل لهدفها ولكن !!؟؟ وإن جاز لنا أن نعفى واحدا ونمنحه البراءة وشهادة التفوق والإنجاز فهو التونسى الكوكى المدير الفنى لفريق الأهلى شندى غير ذلك فجميعهم صفر على الشمال و ( خوازيق ) *الخاسر الأكبر فى هذا العام هو جمهور كرة القدم فى السودان حيث فقد أهم مميزاته وبات خطرا يهدد الملاعب بل والمجتمع كله من واقع الروح العدائية التى أصبح يتعامل بها وحجم الإنفلات الذى يبدر منه وإستسلامه الكامل وإنفعاله وتنفيذه لتوجيهات أقلام الإنفلات والتعصب والتدمير والخراب ويكفى الإشارة لما حدث فى أكثر من إستاد من أحداث شغب وعنف ( عطبرة - كوستى - الكاملين ) وما شهده إستاد المريخ من تدمير وقبله إستاد الهلال فضلا عن السلوك الأهوج والمرفوض والإستفزازى والذى يؤكد على الجهل وعدم المعرفة والمتمثل فى الأفراح التى ملأت الشارع بعد خروج المريخ من البطولة الأفريقية ومن بعد ذلك الأفراح المريخية بخروج الهلال - فقد جمهور كرة القدم كافة مميزاته وصفاته وأصبح أحد المهددات التى تحيط باللعبة وتهدد إستمرارها وإستقرارها وبهذا يكون الجمهور قد دخل اللعبة وأصبح أحد الخاسرين *وإن كان هناك أخطاء بدرجة ( الجريمة ) حدثت فى هذا العام وتستحق الوقوف عندها كثيرا والعمل على حسمها بالسرعة المطلوبة خصوصا وأنها تشابه إلى حد كبير ( مرض السرطان ) فهى تلك الهفوات المتعمدة والمفاهيم الخطيره والمدمرة التى زرعتها بعض الأقلام ورسختها فى عقول المشجع وتحديدا المنتمى للقمة وبسببها بات الإعلام الرياضى كله متهما ومحل سخرية الناس وبات الجميع يطالب ويجاهر بإيقافه وحتى لا نظلم الأبرياء فنقول إن الغالبية من حملة الأقلام لا ذنب لهم فيما يحدث وأن مواضع الخلل وأسبابه واضحة ومعروفة وأى متابع يمكن أن يحددها *وفى ظل هذا الوضع المتردى والمتأرجح والسئ والمتأخر فلقد كان من الطبيعى أن يفشل منتخبنا الوطنى الأول لكرة القدم فى تجاوز نظيره الإثيوبى برغم تشبع أفراده بالخبرة وبرغم الوضع المرموق الذى صنعه لنفسه من خلال مشاركاته السابقة وتبعه منتخب الناشئين الوطنى والذى ودع البطولة الأفريقية بطريقة مأساوية عندما فشل فى التفوق على المنتخب الصومالى فى مباراة واحدة أقيمت بالخرطوم وإمتد الفشل والإخفاق للعملاقين ( الوهم ) واللذين هما فى نظر إعلامهما الأعمى والمتعصب يعتبران الأقوى فى العالم ويفوقان فى الشهرة أعرق وأشهر فرق أوربا ليرجعا إلى مكانهما الطبيعى وقواعدهما وكل منهما يجرجر أذيال الفشل والإخفاق والخيبة وهما يعجزان عن الصعود للنهائى الأفريقى برغم أن المهمة لم تكن صعبة بل كانت فى غاية الصعوبة والسهولة . *فى تقديرى أن السبب الرئيسى للإنهيار والتدهور الذى تشهده كرة القدم هو ( نحن ) وأقصد هنا بعض الأقلام المحسوبة على الإعلام الرياضى وهذه حقيقة لا تقبل الجدل وهى معروفة للجميع ولكن لأن هناك ( حسابات خاصة وجبن وخوف ) فلا أحد يستطيع أن يقول ( البغلة فى الإبريق ) *سنظل نقبع فى التخلف ونسير فى طريق الفشل والإخفاقات لأننا لا نملك أى من عناصر التطور والتقدم ولأن دواخل بعضنا متسخة وقلوب معظمنا سوداء وهى تئن من حمل الأحقاد والكراهية والحقد والعداء ولأن نوايانا سيئة - لن نتقدم ولن نتغير مادام أننا نمارس الأخطاء الكبيرة بطريقة التمادى - الخلل عام ومنتشر ويعم كافة الأرجاء ومالم نعود للصواب ونرجع للفضائل ونقتنع بواقعنا ونتخلى عن الغرور الزائف ونطرد العصبية الضارة والمميتة فلن نتقدم ولا حتى شبر واحد وسنبقى فى الوحل - لن ينصلح حال كرة القدم مالم ينصلح الإعوجاج فى المناحى والجوانب الأخرى وكما يقولون ( هو الكويس شنو - فالحال من بعضو فالإنهيار والتدهور والخلل والقصور والسلبيات تملأ المكان لذلك لأ أمل ولا حل ولا مخرج ( وليس أمامنا سوى أن نسأل الله الفرج والرأفة واللطف ) *يحلنا الحل بلة