أبدى أحدهم رأيه ممتعضاً من النقد الحاد الذي يوجهه بعض الاسلاميين لأداء حكومة الانقاذ فقال انهما، أي الدكتور الطيب زين العابدين والدكتور عبد الوهاب الأفندي، لا يمثلان الحركة الاسلامية، وهو بذلك انما أراد أن ينزع عنهما سلطة لم يدعيانها اصلاً: احتكار حق التكلم باسم « الاصلاحيين». هب أنهما لا ينتميان اصلاً الي حركة الاسلام السياسي، هل يمنعهما ذلك من الانتماء الي الاسلام بمعناه الأخلاقي والفكري والروحي؟ لا أظن، لان الدكتور الطيب زين العابدين بنيله ثقة السودانيين «مسلميهم ونصرانييهم ووثنييهم» لم يعد يحتاج اصلاً الي ديباجة يدخل بها محافل الماسونية وخانة القداسة الآلهية وقد ابدله الله جبيناً وضاء يختال في ساحة الحق متي شاء فلم يزل يعرف عنه المرافعة عن الحق دون التواء ولو لم يبق الا ثلاثة رجال نزهاء في هذا البلد لكان منهم، كيف لا والكل لم يزل يحتسبه «من الذين يهدون بالحق وبه يعدلون». فهل هذا ما يغيظ أبي شهواء؟ هل يغضبهم أن قد بقيت قلة من الشرفاء؟ حسب ابا سوسن ما يبلغه من أذي، من أناس جمعته بهم صفوف المصلين وفرقته عنهم صنوف المبتلين وقد كان الله عليماً بهم يوم أنزل قوله تعالي: «يأيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع اذاهم وتوكل علي الله وكفي بالله وكيلا». أما دكتور عبد الوهاب الأفندي فيفوق قرينه من حيث البراعة الفكرية، لأنه-- للذين يقرأون له الكتابات الأكاديمية المتوفرة باللغة الانجليزية - فقد خرق خانة الفضاء القروسطي الذي تدور فيه منظومة الاسلاميين، الي ساحة الانسانيين. وهو من القلائل الذين يكتبون اراء جديدة باستمولوجية «رؤي معرفية» جديدة، وقد درج اقرانه واشياخه علي كتابة اراء جديدة باستمولوجية قديمة أو اراء قديمة باستمولوجية قديمة. ان عقلية المحبوب عبدالسلام واريحيته تؤهله الي الانتماء الي ثلة الاصلاحيين الثلاثة لولا أنه رضي لنفسه العيش في كنف شيخه واساطين فكره المتليف.