بعيداً عن المألوف وصور الكتابة الأرشيفية، رأيت أن تكون إطلالة هذا الأسبوع عليكم في قالب كبسولة جسر تواصل إلى كل القراء، ولكن عبر بوابة البعض الذين من خلالهم يمكن أن تكون الرسائل أدأة لجس نبض الهم العام في هذا الوطن الأم.. وبما أن الاختصار هو السمة الغالبة في ملامح الرسائل لسهولة الهضم الفكرى بعيدا عن «التلبك الذهنى» أرجو أن تكون الشفرات بلغة البساطة بالقدر الذى يجعل من لغة التخاطب معبراً آمناً إلى فضاءات التراضى والقبول المتبادل. الاخ وزير المالية والاقتصاد القومى: تابعت صباح السبت 7 أبريل 2012م من خلال إذاعة أم درمان حديثك في برنامج «مؤتمر إذاعي».. وأستطيع أن أقول إنك في الاطار النظرى حافظ لوحك ومجود قرأته كعهدى بك أيام الدراسة، حيث كنت البرنجى.. ولكن بعد انتهاء زمن البرنامج نزلت إلى الشارع فوجدت كل الشواهد المعيشية لحياة الناس تخرج لسانها ساخرة من كلامك المدعم بالارقام.. فلفنى ثوب الحيرة والارتباك أين تكمن العلة في النظرية أم في التطبيق؟ ومن باب النصيحة بين الإخوان مع الاحتفاظ بالالقاب «قالوا كان رأيك جلابية رأي أخوك ليك سروال»، نقترح لكم وأنتم أهل القرار أن تعيدوا تفصيل ثوب مصروفات الانفاق ليصبح قدر لحاف الموارد المتاحة، وأغلقوا بالضبة والمفتاح نافورة الصرف السيادي الباذخ ولكم في دول شرق آسيا «من بعد صحابة رسول الله» التى يركب وزراؤها الموتوسايكل، أسوة حسنة.. فما معنى وجود محلية فقيرة في قرية نائية تفتقر إلى الاسعاف ويركب معتمدها دون الآخرين سيارة فاخرة صنعت في اليابان وخصيصا للتصدير.. وواقع الحال الراهن لا ينصلح إلا بجراحات عميقة وبدون بنج لازالة كل مناطق الورم في جسد الاقتصاد الوطنى.. ونحن نعلم ونحس بأنك تقاوم متاريس ومراكز قوى متجذرة تحول بينك وبين الانطلاق، ولكن أصدح بالحقيقة وحتما ستحفك دعوات الغبش الغلابى ومن الله القبول. الأخ مدير شرطة المرور بوزارة الداخلية: من لا يشكر الناس لا يشكر رب الناس، ونحن نتابع ما يبذله رجال شرطة المرور على مستوى السودان، لا بد من أن نشيد ونشكر لهؤلاء الجنود كل هذا التميز فى الاداء والحضور القوى على كافة الاصعدة مقارنة بغيرهم.. ولكن هناك بعض الثقوب في الثوب لا بد من رقعها وتغطيتها حتى تكتمل الصورة لتصبح في نصاعة الزى الذى يرتدون.. وعليه لا بد من مراجعة تشدد بعض رجال المرور في معالجة بعض الإخفاقات المرورية بعيداً عن التشفي والتسلط وإظهار العضلات بأسلوب حرق البوطة «الميعة» عشان أبونجلوك «جرادة الخريف».. وحتى طريقة الامتحان لنيل رخصة القيادة يجب أن تكون بعيدة عن أسلوب عبور الصراط المستقيم، وحتى الصراط تجوز فيه شفاعة حبيبنا المصطفى «ص» فما بالك بورقة في دنيا زائلة؟ الأخ والي ولاية شمال دارفور: وأنت تحوز بجدارة على لقب عمدة الولاة في السودان مع امنياتى لك بالمزيد، أرجو أن تجد منك أسرة السلطان على دينار واسعة الانتشار ما تستحق ويوازى تأريخها الضارب في ارض دارفور.. أقول لك هذا راجياً منك أن تحسب على أصابع يدك الواحدة فقط كم وزير أو معتمد جاء من هذه الأسرة «ذكراً كان أو أنثى» طوال عمر الإنقاذ؟ مع العلم بأن معظمهم يركب معك في نفس سفينة الانقاذ، وتنطبق عليهم كل شروط الاستوزار والقيادة من حيث البيت المفتوح والقدح اللين والجيب البِدَيِّن «بكسر الباء» والسيف البِزَيِّن «بكسر الباء ».. وصدقنى سوف لن تندم على وجود آل السلطان حولك، خاصة أن تصاريف الزمن قد نزعت أنيابهم التى كانت تكشر وزرعوا محلها أخرى للابتسام والضحك، وللتأكد انظر في واجهة أسنان الامير عبد الرحمن التيجانى دينار «رئيس اتحاد عمال الولاية». وتجدر الإشارة إلى أن الأمير عبد الرحمن التيجانى له شبل روضته الخدمة المدنية يحمل هموم الناس في هندسة المطارات، وفى الأسرة السلطانية أمثاله كثر، فقط عليك أخى الوالى أن تبحث قريباً ولا داعي للسفر بعيداً إلى الريف الذى اعتمدت عليه بالدرجة الاولى طوال الفترة من عام 2003م وحتى 2012م، فكفى وللصبر حدود أخى شيخ الولاة. الأخ والي ولاية جنوب دارفور: أنا أعلم وأدرك وأجزم بأنك رجل سودانى ود بلد، وفيك من القيم ما يجعلك نصف نبي، ولكن السياسة لعبة أطماع لا تعرف ذلك ولا تتقيد به، خاصة في ولاية مثل جنوب دارفور تتداخل فيها الامور وتختلط للدرجة التى تجعل كل الثعالب «واعظينا».. فأرجو منك أن تبسط الشورى ولكن بمقاس «الياي» الطري الذى يتمدد ولا ينكسر.. وأن تحتفظ لنفسك ببعض الكروت للتحكم في مسار اللعب لأن الكل من حولك طامع وطامح في الوصول الى العرش السلطوي، وهذا حق مكفول للجميع بنص الدستور ووفق تصاريف الزمن الذى جعل من الايام دولاً.. ولكن جودة الأداء توفر لك كروتاً رابحة في الانتخابات القادمة لتعود محمولاً على الاعناق وعبر صناديق الاقتراع.. ونيالا مدينة انطباعية، فالمطلوب منك مداخلة الناس دون تمييز، والاستماع الى العوام فعندهم ستجد كل أسرار الانطباع الشعبى عن الاداء العام.. ومنحك للابتسامة لا يعنى إغفالك للحزم، فالحاكم يجب أن يكون للمال دفاع «كناية عن الكرم ليس إلا» وللرقاب قطاع وللرجال خداع «يعنى غريق البطن غير مقروء» وحاسب ففى نيالا الوالى يسير على طريق ممغنط قابل للانفجار ما لم يتوكأ على عصاة الحكمة.. الاخ مفوض الاستثمار بولاية ج دارفور: جلست اليك واستمعت فوجدت فيك طموح الشباب، وعزيمة أهل شمال دارفور الاوفياء الذين طوعوا الصحراء فأحالوها الى وطن تصالحوا في الانسجام معه لدرجة العشق.. ومجيئك إلى الاستثمار في نيالا سيكون فيه خير كثير للناس وللوطن، وما معرض الاستثمار الذى أقمتموه في غرة هذا الشهر بنيالا إلا علامة نجاح ودليل عافية، وأن بوصلة حكومة جنوب دارفور في الاتجاه الصحيح لاستنباط موارد بديلة تقي الولاية شر سؤال الحاجة عند المركز .. وفى هذا الاتجاه يجب وفرض عين كمان على وزارات المالية الاتحادية والتجارة ورئاسة مجلس الوزراء والخارجية، وضع كافة الترتيبات التى تمكن ولاية جنوب دارفور ممثلة في مفوضية الاستثمار التى على رأسها الشاب الطموح عبد الرحيم عمر، من بلوغ الغايات المرجوة باستقطاب المستثمرين الوطنيين والاجانب الى الولاية التى تجلس على كنز من الموارد الطبيعية في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والسياحة والمياه، وتطل على العديد من دول الجوار بوصفها نافذة تسويقية رائجة.. فقط وقبل مطالبة الآخرين على الاخ مفوض الاستثمار بنيالا أن يشرع فوراً في ترتيب بيته المهنى من الداخل، فالكادر البشرى هو الواجهة والوسيلة لبلوغ الاهداف وتحقيقها، ورأس المال كائن جبان وانطباعى يهرب من وشوشة ريح التسويف والمماطلة عند الباب. الأخ مدير شركة زين للاتصالات أقليم السودان: بدايتكم كانت محتكرة وحققتم من الارباح الحلال «لا ادرى ما هى وجهة نظر مجمع الفقة الاسلامى» ما فيه الكفاية، بدليل بلوغكم رقم «15» مليون مشترك، ومازال طريق الربحية والربح أمامكم مفتوحاً ومفروشاً بالورد، على خلفية أن الشعب السودانى يحب الثرثرة والفضفضة في اليسوى والما يسوى.. وكل ما أرجوه منكم تخصيص قليل جداً من ريع خدماتكم لبعض القطاعات الطلابية المحرومة التى تعجز عن سداد الرسوم الدراسية المقررة فتضطر الى قطع الدراسة.. والانفاق في السر بعيداً عن أضواء الإعلانات، وحتما سيبارك لكم الله فيه ويزيد.. ويكون أفضل لو كان الدعم مباشراً وبعيداً عن الواجهات والمسميات الانشطارية الفسفورية الحارقة. الأخ مدير عام وزارة المالية والاقتصاد والخدمة العامة بجنوب دارفور: لقد وصلت إلى الموقع الذى أنت أهل له خلفاً للأخ ود إبراهيم المشهود له بالصبر ونكران الذات.. وأنت تتقدم الصفوف في هذه المرحلة عليك بالابتكار والابداع والمبادرة، وهى صفات رحلت عن وزارة المالية الولائية بمغادرة الاخ بابكر عبد الله الاقتصادى الادارى الضليع.. وواقع الولاية يتطلب منك بذل أقصى درجات العطاء لتفجير الطاقات الكامنة في رصيدك من المهنيين والعاملين معك وبجوارك، مع الاحتفاظ بالوفاء المعتق لحكومة جنوب دارفور التى أولتك كل الثقة لقيادة سفينة وزارة المالية بالولاية، بالرغم من وجود تلال من الاعتراض ودس السم ومحاولة قطع الطريق.. وبما أن العبرة بالنهايات السعيدة نبارك قدومك الى الموقع، وهنيئاً للابن حامد آدم بالضرائب على ما بذله من جهد في المتابعة والرصد بين الإذاعة وأمانة الحكومة حتى لحظة ميلاد القرار وإذاعته.. وعبرك أخى حسين عمر موسى أتقدم بجزيل الشكر والعرفان للأخوين والي حكومة جنوب دارفور ووزير ماليته على ميلاد هذا القرار الذي حتما أثلج صدور الأهل السلامات والقاعدة العريضة من الزملاء في وزارة المالية بولاية جنوب دارفور، مع خالص أمنياتى للاخ ود إبراهيم بالتوفيق في موقع آخر وهو أهل لذلك. الأخ رئيس مجلس الإدارة بصحيفة «الصحافة» ونحن نرصد حركة توزيع الصحف السيارة، نجد أن صحيفة «الصحافة» تحظى باحترام القراء، وهذا ما أكسبها الخاصية المغناطيسية في الاقبال عليها، وبالتالى زيارة موقعها والتعرف على أركان حربها الأشاوس، ومن واقع زياراتى المتكررة لمقر الصحيفة التمس كريم تفضلكم بتوفير مقر للزوار للجلوس فيه بعيداً عن مضايقة العاملين بالصحيفة في مكاتبهم التي هي نفسها في أمس الحاجة إلى بعض اللمسات لتواكب سمعة ومكانة الصحيفة.. وأرجو أن تجد ملاحظاتي حظها من القبول عندكم، وجاءت رسالتي إليكم من دافع حرصي على أن تظل «الصحافة» هي الرائدة شكلاً ومضموناً، ودمتم.