القمة السودانية الجنوبية .. مخاوف المجتمع الدولي على الطاولة ..! تقرير: مي علي فيما تسود أجواء من التهدئة والتفاؤل بين دولتي السودان وجنوب السودان، بعد أن أبدى الطرفان مرونة بالقدر الذي يمكنهما من الحفاظ على البرتكولات الاطارية التي وقعت عليها الدولتان الى حين ان تتوج بالتوقيع على اتفاقيات مشتركة تحت شهادة واشراف المجتمع والمنظمات الدولية، لكن وعلى ما بدا فان ذات المجتمع الدولى الذي أظهر حرصه اللا محدود على انهاء أية مظاهر للصراع المسلح بين الدولتين لم يكن بذات التفاؤل السائد فقد أبدى خشيتة مجدداً من استمرار العنف بينهما لا سيما على الشريط الحدودي بين البلدين اذ أكدت الحكومة البريطانية على أهمية أن تقوم حكومتا السودان وجنوب السودان بالشروع في اتخاذ خطوات عملية وفورية تبرهن على التزامهما باقامة منطقة آمنة منزوعة السلاح على الحدود على أن تخضع تلك المناطق بصورة مباشرة لمراقبة من قوات مشتركة مكونة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقوات مسلحة تتبع لكلا البلدين ،وقد اعتبر وزير الدولة البريطاني لشؤون افريقيا هنري بلينغهام ان مثل هذا الاجراء يساعد على تهدئة التوتر وتحقيق فائدة مباشرة للسكان الذين يعيشون على جانبي الحدود . وتأتي تلك التصريحات في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين البلدين اختراقاً واضحاً تُرجم بصورة واضحة بقبول الرئيس عمر البشير دعوة نظيرة الجنوبي سلفاكير ميارديت لزيارة العاصمة جوبا ، وهي الزيارة التي يعول عليها في حسم الكثير من القضايا العالقة، فمن المتوقع أن يتم التوقيع بصورة نهائية على الاتفاقيات الاطارية التي وقعها الطرفان لتدخل بعد ذلك في مرحلة التنفيذ ، وهي المرحلة التي لن تتأتى مالم يلتزم الطرفان بالاتفاق الامني ، ويتعاهدان على احترام السيادة الدولية لكلاهما، وبدا أن المتجمع الدولى يعي تماماً أن المباحثات الرئاسية القادمة ستكون بمثابة الفرصة الأخيرة التي بموجبها يُحدد الرئيسان شكل العلاقات المشتركة في المستقبل ، وفي السياق شدد الوزير البريطاني على انه من المهم ان يوقع الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفاكير في اجتماعهما المقرر مطلع ابريل المقبل على الاتفاقيات المتعلقة بترسيم الحدود والمواطنة التي تفاوض الطرفان بشأنها في اديس ابابا ويتوصلان الى اتفاق بشأن جميع المجالات الاخرى المختلف عليها بما في ذلك النفط ووضع منطقة أبيي. بينما يرى محللون ان البلدين وعلى ما يبدو اعتمدا على تفعيل مبدأ سير التفاوض والحوار على أن تظل الايدي تتحسس البنادق كما حدث ابان عملية التفاوض التي اعقبت التوقيع على اتفاقية نيفاشا، لكنهم اذ يفعلون ذلك فان ثمة مواطنين يعانون جراء تصاعد عمليات العنف المتواصلة وهو أكثر ما تخشاه الدول التي لها مصالح مباشرة سواء كان في الشمال أو الجنوب ، فقد أبدت واشنطن كثير انزعاج من التهديدات المتبادلة بين الدولتين باستمرار عملية القتل بين القوات المسلحة والحركة الشعبية - قطاع الشمال في ولاية جنوب كردفان. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان صحفي، ان أي قتال من ذلك القبيل لن يؤدي الا الى تفاقم الأزمة الانسانية هناك، والى المزيد من الخسائر بين المدنيين. وعبرت الادارة الامريكية بكل وضوح عن عدم ثقتها في أجواء الهدنة التي يعيشها البلدان حيث أعلنت فيكتوريا نولاند، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية، عن شعورها بالقلق العميق من احتمال استئناف النزاع بشكل مباشر بين الشمال والجنوب، وان الصراع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق يغذي شعور البلدين بعدم الثقة، لأجل ذلك وحتى تجدد الثقة بينهما طالبت الولاياتالمتحدة بالحاح حكومة السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال للاتفاق على وقف الأعمال العدائية، كما تطالب بأن تقوم حكومة الجنوب بانهاء أي دعم عسكري للحركة الشعبية الشمالية مكررة دعوتها الى الحركة الشعبية بالعمل مع حكومة السودان بشأن التوصل الى سبل مشتركة لاحلال السلام في المنطقة الحدودية. وأوضح بيان البيت الابيض أن الولاياتالمتحدة تأمل أن تركز القمة على احلال السلام جنبا الى جنب مع قضايا مثل النفط والقوميات، موجهاً في ذات الوقت ادانة مباشرة وشديدة لجميع انتهاكات القانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي في جنوب كردفان والنيل الأزرق، مطالبين بأن تتم محاسبة المسؤولين عن أفعالهم. لكن هناك اعتقاد واسع يسود لدى محللين يرون أن المجتمع الدولي وان هدد هنا أو هناك فانه يرسخ لأهدافه ومصالحه العليا وان تلك الدول وجدت مبتغاها في دولتي الشمال والجنوب المتنازعتين، لذا لا ينبغي التعويل كثيراً على ما يخرجه المجتمع الدولي من وعود وتسويات بناء على مخاوف يراها، وفي رأي الخبير في العلاقات الدبلوماسية عبدالرحمن ابو خريس فانه على دولتي السودان وجنوب السودان التعامل بحيطة وحذر مع دول العالم الأول، وأضاف في حديثه ل« الصحافة » « على البلدين ان يفكرا تفكيرا واقعيا وعمليا بما يخدم ويحقق مصالح شعوبهما « موضحاً ان الحديث عن تلك المصالح لا يمكن تحقيقه الاّ ببناء حسور الثقة بين الطرفين والعمل على ازالة بذور الشك المغروسة منذ العام 2005 ، وأشار ابوخريس أن تبادل علاقات التعاون الدولي الذي تحكمه العلاقات الدولية يعتبر من أقوى الروابط التي ستجمع بين الشعبين ومن ثم تذيب كل ما علق من شوائب في مسيرة علاقات البلدين، منوها الى ان المجتمع الدولي يهدف في الاساس الى رعاية مصالحه لا مصالح الشمال ولا الجنوب . الخرطوم تودع نقد اليوم...!!! للشمس النايرة قطعنا بحور حلفنا نموت او نلقي النور ..... تحت هذه الكلمات طبعت صورة سكرتير الحزب الشيوعي السوداني الراحل محمد ابراهيم نقد وعلقت علي جدران المركز العام للحزب بالخرطوم 2، قبل اقل من 12ساعة من الموعد المقرر لوصول الجثمان من العاصمة البريطانية لندن. لتبدأ بعد ذلك مراسم تشييع الراحل الي مثواه بمقابر فاروق، فالعاصمة الخرطوم التي ظلت تحاصرها غيوم الاحزان طوال الاشهر المنصرمة من هذا العام ها هي في موعد اخر مع الحزن وينتظرها يوم عصيب مع شروق شمس اليوم ، فالحشود المتوقع مشاركتها في التشييع قدرها الحزب الشيوعي باكثر من عشرة آلاف، وقال احد اعضاء اللجنة المنظمة ان تقديراتهم للمشاركين وضعت في حدود العشرة آلاف ، واضاف هناك وفود من كل مدن السودان بدأت في الوصول الي الخرطوم للمشاركة. وصدر تعميم من رئيس لجنة التشييع بالحزب الشيوعي الحارث أحمد التوم وضح فيه خط سير الجثمان الذي ينتظر وصوله في الثانية من فجر اليوم الاحد لينقل فور وصوله الي منزل الاسرة بالجريف جنوبيالخرطوم قبل ان ينطلق التشييع مرة اخري من المركز العام للحزب الشيوعي بالخرطوم2 الي مقابر فاروق، التي لا تبعد كثيرا عن مقر الحزب، واشار تعميم الحارث الي ان موكب الفقيد سيكون راجلا وصامتا، وقال احد اعضاء اللجنة ل»الصحافة» امس ان الترتيبات الاخيرة لتشييع الراحل اكتملت ، لافتا الي تعاون تام من السلطات لتنظيم الموكب حيث سيتم اغلاق الشوارع المؤدية الي مقابر فاروق بشكل كامل ابتداء من صباح اليوم، واضاف هذا ما ناقشناه مع والي الخرطوم باعتباره رئيس لجنة أمن الولاية . وتأكدت مشاركة كل قيادات القوي السياسية بالبلاد والمسؤولين الحكوميين ،ومن المتوقع ان يتقدمهم الرئيس البشير، بجانب وفد يترأسه وزير التعليم العالي بدولة الجنوب بيتر ادوك والقيادي بالحركة الشعبية رمضان أحمد عبدالله مبعوثين من رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت لنقل تعازي حكومة وشعب جنوب السودان والمشاركة في تشييع الفقيد. وقال ادوك ل»الصحافة» ان مشاركتهم تأتي لان الراحل من السودانيين الذين عملوا من اجل وطنهم وشعبهم وفقدانه يعد فقدا للسودان ولشعب الدولتين. وتفيد متابعات «الصحافة» ان جثمان الفقيد سيصلي عليه شيخ الطريقة الادريسية، بناءً على وصية الراحل، وقرر الحزب ان يخاطب المشيعين بمقابر فاروق القيادي عضو اللجنة المركزية يوسف حسين نيابةً عن الاسرة والحزب الشيوعي، قبل ان يتحرك موكب المشيعين لمنزل الفقيد وعند الثالثة عصراً ستكون مراسم رفع العزاء بكلمات من أسرة الراحل والحزب الشيوعي والقوى السياسية. وكان جثمان الراحل قد غادر منتصف نهار الامس الاراضي البريطانية متوجها الي الخرطوم التي من المقرر ان يكون قد وصلها فجر اليوم، وبالعاصمة البريطانية شارك جمع غفير اكتظ بهم مسجد ريجنت بارك من جميع ألوان الطيف من المقيمين بالمملكة المتحدة وادوا الصلاة على الفقيد قبل ان يلقى الدكتور صدقى كبلو القيادي بالحزب الشيوعي كلمة شكر للجميع ، وبعده تحدث حاتم السر القيادي بالحزب الاتحادى الديمقراطي في كلمة رثاء وتعالت الهتافات الثورية من المشيعين باسم الحزب الشيوعى. ونهار الامس في الخرطوم 2 حيث مقر المركز العام للحزب الشيوعي صمت رهيب غطي المكان رغم كثافة الشيوعيين المتواجدين هناك، ورغم حركتهم في همة عالية كأنهم يسابقون ساعة صفر دنا ميقاتها، الا ان الصمت والذهول هو عنوان المكان وبين اللحظة والاخري يقطع ذلك الصمت نحيب مخنوق وانين حارق لا يهم مصدره فالجميع هنا مكلومون، مع ذلك يبدو ان السباق لترتيب الموكب تحاصرهم لافتات باعداد كبيرة باللون الاحمر تحمل شعارات الحزب واحلام الماركسيين يجتهد شباب في خطها، وهناك نسوة يحكن في القماش ايضا لتقوم رئيسة الاتحاد النسائي السوداني عديلة الزئبق بتطريزه . ولم يختلف الحال في مقر صحيفة الميدان الناطقة باسم الحزب ايضا الصمت يعم المكان والجميع منهمكون في اعداد المطبوعة بعيون يملأها الدمع وقلوب تئن من الالم والفراق . المهم ان الخرطوم ستكون اليوم امام امتحان في غاية الصعوبة فالحشود التي ينتظر توافدها للوداع والقاء النظرة الاخيرة على الزعيم الراحل فيهم من يناجي نفسه بترديد «حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي» وفيهم من يريد ان يهتف بحياة الشعب السوداني واخرون في حاجة لتجديد الولاء والهتاف عاليا «ماشين في السكة نمد» الا ان الحزب يريده يوما للصمت والحزن فقط كما جاء في بيان اللجنة المنظمة لمسيرة وداع نقد. الخرطوموجوبا .. احتمالات مواصلة التقدم ..؟!! بين ليلة وضحاها تبدلت المواقف والأدوار بين السودان ودولة الجنوب وعادت اجواء السكينة والانسجام بين البلدين اثر التوقيع على الاتفاق الاطارى الخاص بالحريات الأربع التى أثارت جدلاً واسعاً تمدد بين الرفض والقبول فى الشمال، الا ان حالة التوافق بين جوباوالخرطوم على المستوى الرسمى لم تتأثر بهذا الحراك، خاصة وان فريقي التفاوض للبلدين اوضحا عن سعيهما الجاد لجعل الاتفاق الاطاري وقضية الحدود معبرا لتجاوز القضايا المتبقية ، واعربا عن قناعتهما انه لاسبيل لتحقيق الاستقرار لشعبي الدولتين بمعزل عن السلم والامن وتبادل المصالح، وأقر الجانبان ان نهجهما في التفاوض فى الجولات السابقة كان قائما على الصراع والخصومة الا انهم قرروا هذه المرة العودة الى طاولة الحوار بروح جديدة تضع مصلحة البلدين في سلم الاولويات بعيدا عن لغة التهديد والحرب وشن الهجمات واسقاط النظام والتخريب الاقتصادي والسياسي. والملاحظ ان رئيسي وفدي التفاوض ادريس عبدالقادر وباقان اموم أظهرا قدرا كبيراً من المرونة والانسجام والتناغم في مقابلة مع برنامج مؤتمر اذاعي الذي بثته الاذاعة السودانية الجمعة الماضية وتحدثا بلغة المصالح المشتركة بين الدولتين وضرورة احداث الاختراق في الملف الامني لتثبيت ودعم الاتفاق من المتوقع ان يتم الاتفاق عليه بشكل نهائي في جوبا بين رئيسي البلدين مطلع ابريل المقبل. وتأتى زيارة وفد حكومة الجنوب لتلطيف الأجواء وتهيئة المناخ للقمة الرئاسية المرتقبة بين الرئيسين البشير وسلفاكير بعاصمة دولة الجنوب والتى يعول عليها كثير من المهتمين لحسم بقية الملفات العالقة. وفى حديثها ل» الصحافة» امس نفت وزيرة الدولة بالاعلام سناء حمد الأحاديث التى أشارت الى عدم ذهاب الرئيس الى جوبا، وقالت ان البشير أكد التزامه بالزيارة فى تصريحات رسمية وأوضحت ان اللجان المشتركة بين البلدين بدأت بالفعل لترتيب الزيارة المتوقع بموجبها حسم عدد من الملفات العالقة بين البلدين. عدد من المراقبين اجمعوا على تحسن العلاقات بين البلدين والتى أكدها البيان الختامى للجنة المباحثات المباشرة المشتركة بين الوفدين المفاوضين لحكومة السودان وحكومة جنوب السودان في اطار الاعداد للقمة المرتقبة بين رئيسي الدولتين والذى صدر مساء أمس الاول، حيث اكد البيان على اتفاق الجانبين على أن الأمن المتبادل هو المدخل الرئيسي لبناء الثقة ومعالجة القضايا والتحديات الأخرى، كما اتفق الجانبان على العمل الفوري في لجان توفيق أوضاع مواطني البلدين واللجنة الفنية لترسيم الحدود ولجنة البحث في خيارات وآليات التجارة البينية، بالاضافة الى تحفيز مناخ الثقة بين البلدين عبر مسئولي الاعلام في البلدين، وتجدر الاشارة الى ان الاجتماع المشترك ضم من الجانب السوداني وزراء الدفاع والداخلية ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني ورئيس هيئة الأركان المشتركة ومن جانب دولة جنوب السودان رئيس الوفد المفاوض باقان أموم و دينق الور وزير مجلس الوزراء وجون لوك وزير العدل . وفى حديثه ل «الصحافة» يقول المحلل السياسى الدكتور حسن الساعورى ان العلاقات تمضى بين السودان ودولة الجنوب الى الأفضل، ورهن زيارة البشير الى جوبا بالتقدم فى المفاوضات بين البلدين، واوضح ان وفد حكومة الجنوب لم يأت فقط لتقديم الدعوة الى الرئيس البشير، وقال ان وفد باقان اموم اتى الى الخرطوم فى المقام الأول لتكملة ماتبقى من المفاوضات هذه المرة بعيداً عن الوسيط المشترك بين البلدين، وأشار انه لأول مرة يدخل الطرفان فى مباحثات مشتركة يغيب فيها الوسطاء، واعتبر الساعورى الخطوة تقدماً ملحوظاً بين البلدين يصب فى تعزيز الثقة المفقودة، واضاف ان زيارة وفد حكومة الجنوب الى الخرطوم رغم الأجواء المتوترة التى اعقبت التوقيع على الاتفاق الاطارى للحريات الأربع يؤشر الى نجاح المفاوضات، وقال اذا توصلت اللجنة الأمنية لوزارتى الداخلية فى البلدين الى تفاهمات من شأنها ان تصبح مدخلاً لحسم ما تبقى من القضايا العالقة فى جوبا فى قمة الرئيسين البشير وسلفا، الا انه قال اذا لم يحدث اتفاق فلا اجد مبرراً لذهاب البشير، وأشار الساعورى الى ان 70% من الشعب السودانى لم يكن متحمساً لاتفاق الحريات الأربع، ولأول مرة يواجه مثل هذا الاتفاق بهذه الضراوة فى الرأي العام، ما دعا الحكومة لكشف اوراق لم تكن تريد توضيحها على حسب الساعوري لشرح مزايا الاتفاق، وفى السياق ذاته، ابدى الساعورى عدم تخوفه لزيارة الرئيس الى جوبا رغم تعالى بعض الأصوات المناهضة لذهاب الرئيس الى دولة الجنوب، وقال ان حكومة الجنوب قادرة على تأمين الرئيس ولكن يجب تأمين الرئيس فى الأجواء السودانية اولاً. وفى السياق ذاته، يمضى المحلل السياسى الحاج حمد محمد خير على خطى سابقه ورهن نجاح القمة بالتقدم الجاد فى الملفات الأمنية بين البلدين، وقال محمد خير ل «الصحافة» عبر الهاتف أمس يبدو ان جدية وفدى المفاوضات بين البلدين ساهمت بشكل كبير فى الروح الوفاقية التى سادت مؤخراً اجواء العلاقات التى شهدت موجات من التوتر فى الفترة الماضية، الا انه قال ان حكومتى السودان ودولة الجنوب تعرضتا لضغوط عنيفة من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية والتى وضعت قضايا الدولتين فى السباق الرئاسى للبيت الأبيض، والذى بدوره انعكس بصورة ايجابية على تحسن العلاقات بين البلدين. واعتبر محمد خير ان المحك الحقيقى لنجاح القمة الرئاسية بين البشير وسلفاكير مرهون بالتوصل الى ارضية مشتركة بين اللجان الوزارية بين البلدين خاصة الأمنية، وقال ان القمة الرئاسية فى الاعراف الدولية تكون تشريفية فى المقام الأول لتأكيد ماتوصلت اليه لجان التفاوض.