بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    يرافقه وزير الصحة.. إبراهيم جابر يشهد احتفالات جامعة العلوم الصحية بعودة الدراسة واستقبال الطلاب الجدد    المريخ يكسب تجربة البوليس بثلاثية و يتعاقد مع الملغاشي نيكولاس    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    البرهان يصدر قراراً بتعيين مساعد أول للنائب العام لجمهورية السودان    راشفورد يهدي الفوز لبرشلونة    ((سانت لوبوبو وذكريات التمهيدي يامريخاب))    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملفات سياسية
نشر في الصحافة يوم 25 - 03 - 2012

القمة السودانية الجنوبية .. مخاوف المجتمع الدولي على الطاولة ..!
تقرير: مي علي
فيما تسود أجواء من التهدئة والتفاؤل بين دولتي السودان وجنوب السودان، بعد أن أبدى الطرفان مرونة بالقدر الذي يمكنهما من الحفاظ على البرتكولات الاطارية التي وقعت عليها الدولتان الى حين ان تتوج بالتوقيع على اتفاقيات مشتركة تحت شهادة واشراف المجتمع والمنظمات الدولية، لكن وعلى ما بدا فان ذات المجتمع الدولى الذي أظهر حرصه اللا محدود على انهاء أية مظاهر للصراع المسلح بين الدولتين لم يكن بذات التفاؤل السائد فقد أبدى خشيتة مجدداً من استمرار العنف بينهما لا سيما على الشريط الحدودي بين البلدين اذ أكدت الحكومة البريطانية على أهمية أن تقوم حكومتا السودان وجنوب السودان بالشروع في اتخاذ خطوات عملية وفورية تبرهن على التزامهما باقامة منطقة آمنة منزوعة السلاح على الحدود على أن تخضع تلك المناطق بصورة مباشرة لمراقبة من قوات مشتركة مكونة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقوات مسلحة تتبع لكلا البلدين ،وقد اعتبر وزير الدولة البريطاني لشؤون افريقيا هنري بلينغهام ان مثل هذا الاجراء يساعد على تهدئة التوتر وتحقيق فائدة مباشرة للسكان الذين يعيشون على جانبي الحدود .
وتأتي تلك التصريحات في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين البلدين اختراقاً واضحاً تُرجم بصورة واضحة بقبول الرئيس عمر البشير دعوة نظيرة الجنوبي سلفاكير ميارديت لزيارة العاصمة جوبا ، وهي الزيارة التي يعول عليها في حسم الكثير من القضايا العالقة، فمن المتوقع أن يتم التوقيع بصورة نهائية على الاتفاقيات الاطارية التي وقعها الطرفان لتدخل بعد ذلك في مرحلة التنفيذ ، وهي المرحلة التي لن تتأتى مالم يلتزم الطرفان بالاتفاق الامني ، ويتعاهدان على احترام السيادة الدولية لكلاهما، وبدا أن المتجمع الدولى يعي تماماً أن المباحثات الرئاسية القادمة ستكون بمثابة الفرصة الأخيرة التي بموجبها يُحدد الرئيسان شكل العلاقات المشتركة في المستقبل ، وفي السياق شدد الوزير البريطاني على انه من المهم ان يوقع الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفاكير في اجتماعهما المقرر مطلع ابريل المقبل على الاتفاقيات المتعلقة بترسيم الحدود والمواطنة التي تفاوض الطرفان بشأنها في اديس ابابا ويتوصلان الى اتفاق بشأن جميع المجالات الاخرى المختلف عليها بما في ذلك النفط ووضع منطقة أبيي.
بينما يرى محللون ان البلدين وعلى ما يبدو اعتمدا على تفعيل مبدأ سير التفاوض والحوار على أن تظل الايدي تتحسس البنادق كما حدث ابان عملية التفاوض التي اعقبت التوقيع على اتفاقية نيفاشا، لكنهم اذ يفعلون ذلك فان ثمة مواطنين يعانون جراء تصاعد عمليات العنف المتواصلة وهو أكثر ما تخشاه الدول التي لها مصالح مباشرة سواء كان في الشمال أو الجنوب ، فقد أبدت واشنطن كثير انزعاج من التهديدات المتبادلة بين الدولتين باستمرار عملية القتل بين القوات المسلحة والحركة الشعبية - قطاع الشمال في ولاية جنوب كردفان. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان صحفي، ان أي قتال من ذلك القبيل لن يؤدي الا الى تفاقم الأزمة الانسانية هناك، والى المزيد من الخسائر بين المدنيين. وعبرت الادارة الامريكية بكل وضوح عن عدم ثقتها في أجواء الهدنة التي يعيشها البلدان حيث أعلنت فيكتوريا نولاند، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية، عن شعورها بالقلق العميق من احتمال استئناف النزاع بشكل مباشر بين الشمال والجنوب، وان الصراع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق يغذي شعور البلدين بعدم الثقة، لأجل ذلك وحتى تجدد الثقة بينهما طالبت الولايات المتحدة بالحاح حكومة السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال للاتفاق على وقف الأعمال العدائية، كما تطالب بأن تقوم حكومة الجنوب بانهاء أي دعم عسكري للحركة الشعبية الشمالية مكررة دعوتها الى الحركة الشعبية بالعمل مع حكومة السودان بشأن التوصل الى سبل مشتركة لاحلال السلام في المنطقة الحدودية. وأوضح بيان البيت الابيض أن الولايات المتحدة تأمل أن تركز القمة على احلال السلام جنبا الى جنب مع قضايا مثل النفط والقوميات، موجهاً في ذات الوقت ادانة مباشرة وشديدة لجميع انتهاكات القانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي في جنوب كردفان والنيل الأزرق، مطالبين بأن تتم محاسبة المسؤولين عن أفعالهم.
لكن هناك اعتقاد واسع يسود لدى محللين يرون أن المجتمع الدولي وان هدد هنا أو هناك فانه يرسخ لأهدافه ومصالحه العليا وان تلك الدول وجدت مبتغاها في دولتي الشمال والجنوب المتنازعتين، لذا لا ينبغي التعويل كثيراً على ما يخرجه المجتمع الدولي من وعود وتسويات بناء على مخاوف يراها، وفي رأي الخبير في العلاقات الدبلوماسية عبدالرحمن ابو خريس فانه على دولتي السودان وجنوب السودان التعامل بحيطة وحذر مع دول العالم الأول، وأضاف في حديثه ل« الصحافة » « على البلدين ان يفكرا تفكيرا واقعيا وعمليا بما يخدم ويحقق مصالح شعوبهما « موضحاً ان الحديث عن تلك المصالح لا يمكن تحقيقه الاّ ببناء حسور الثقة بين الطرفين والعمل على ازالة بذور الشك المغروسة منذ العام 2005 ، وأشار ابوخريس أن تبادل علاقات التعاون الدولي الذي تحكمه العلاقات الدولية يعتبر من أقوى الروابط التي ستجمع بين الشعبين ومن ثم تذيب كل ما علق من شوائب في مسيرة علاقات البلدين، منوها الى ان المجتمع الدولي يهدف في الاساس الى رعاية مصالحه لا مصالح الشمال ولا الجنوب .
الخرطوم تودع نقد اليوم...!!!
للشمس النايرة قطعنا بحور حلفنا نموت او نلقي النور ..... تحت هذه الكلمات طبعت صورة سكرتير الحزب الشيوعي السوداني الراحل محمد ابراهيم نقد وعلقت علي جدران المركز العام للحزب بالخرطوم 2، قبل اقل من 12ساعة من الموعد المقرر لوصول الجثمان من العاصمة البريطانية لندن. لتبدأ بعد ذلك مراسم تشييع الراحل الي مثواه بمقابر فاروق، فالعاصمة الخرطوم التي ظلت تحاصرها غيوم الاحزان طوال الاشهر المنصرمة من هذا العام ها هي في موعد اخر مع الحزن وينتظرها يوم عصيب مع شروق شمس اليوم ، فالحشود المتوقع مشاركتها في التشييع قدرها الحزب الشيوعي باكثر من عشرة آلاف، وقال احد اعضاء اللجنة المنظمة ان تقديراتهم للمشاركين وضعت في حدود العشرة آلاف ، واضاف هناك وفود من كل مدن السودان بدأت في الوصول الي الخرطوم للمشاركة.
وصدر تعميم من رئيس لجنة التشييع بالحزب الشيوعي الحارث أحمد التوم وضح فيه خط سير الجثمان الذي ينتظر وصوله في الثانية من فجر اليوم الاحد لينقل فور وصوله الي منزل الاسرة بالجريف جنوبي الخرطوم قبل ان ينطلق التشييع مرة اخري من المركز العام للحزب الشيوعي بالخرطوم2 الي مقابر فاروق، التي لا تبعد كثيرا عن مقر الحزب، واشار تعميم الحارث الي ان موكب الفقيد سيكون راجلا وصامتا، وقال احد اعضاء اللجنة ل»الصحافة» امس ان الترتيبات الاخيرة لتشييع الراحل اكتملت ، لافتا الي تعاون تام من السلطات لتنظيم الموكب حيث سيتم اغلاق الشوارع المؤدية الي مقابر فاروق بشكل كامل ابتداء من صباح اليوم، واضاف هذا ما ناقشناه مع والي الخرطوم باعتباره رئيس لجنة أمن الولاية .
وتأكدت مشاركة كل قيادات القوي السياسية بالبلاد والمسؤولين الحكوميين ،ومن المتوقع ان يتقدمهم الرئيس البشير، بجانب وفد يترأسه وزير التعليم العالي بدولة الجنوب بيتر ادوك والقيادي بالحركة الشعبية رمضان أحمد عبدالله مبعوثين من رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت لنقل تعازي حكومة وشعب جنوب السودان والمشاركة في تشييع الفقيد. وقال ادوك ل»الصحافة» ان مشاركتهم تأتي لان الراحل من السودانيين الذين عملوا من اجل وطنهم وشعبهم وفقدانه يعد فقدا للسودان ولشعب الدولتين.
وتفيد متابعات «الصحافة» ان جثمان الفقيد سيصلي عليه شيخ الطريقة الادريسية، بناءً على وصية الراحل، وقرر الحزب ان يخاطب المشيعين بمقابر فاروق القيادي عضو اللجنة المركزية يوسف حسين نيابةً عن الاسرة والحزب الشيوعي، قبل ان يتحرك موكب المشيعين لمنزل الفقيد وعند الثالثة عصراً ستكون مراسم رفع العزاء بكلمات من أسرة الراحل والحزب الشيوعي والقوى السياسية.
وكان جثمان الراحل قد غادر منتصف نهار الامس الاراضي البريطانية متوجها الي الخرطوم التي من المقرر ان يكون قد وصلها فجر اليوم، وبالعاصمة البريطانية شارك جمع غفير اكتظ بهم مسجد ريجنت بارك من جميع ألوان الطيف من المقيمين بالمملكة المتحدة وادوا الصلاة على الفقيد قبل ان يلقى الدكتور صدقى كبلو القيادي بالحزب الشيوعي كلمة شكر للجميع ، وبعده تحدث حاتم السر القيادي بالحزب الاتحادى الديمقراطي في كلمة رثاء وتعالت الهتافات الثورية من المشيعين باسم الحزب الشيوعى.
ونهار الامس في الخرطوم 2 حيث مقر المركز العام للحزب الشيوعي صمت رهيب غطي المكان رغم كثافة الشيوعيين المتواجدين هناك، ورغم حركتهم في همة عالية كأنهم يسابقون ساعة صفر دنا ميقاتها، الا ان الصمت والذهول هو عنوان المكان وبين اللحظة والاخري يقطع ذلك الصمت نحيب مخنوق وانين حارق لا يهم مصدره فالجميع هنا مكلومون، مع ذلك يبدو ان السباق لترتيب الموكب تحاصرهم لافتات باعداد كبيرة باللون الاحمر تحمل شعارات الحزب واحلام الماركسيين يجتهد شباب في خطها، وهناك نسوة يحكن في القماش ايضا لتقوم رئيسة الاتحاد النسائي السوداني عديلة الزئبق بتطريزه .
ولم يختلف الحال في مقر صحيفة الميدان الناطقة باسم الحزب ايضا الصمت يعم المكان والجميع منهمكون في اعداد المطبوعة بعيون يملأها الدمع وقلوب تئن من الالم والفراق .
المهم ان الخرطوم ستكون اليوم امام امتحان في غاية الصعوبة فالحشود التي ينتظر توافدها للوداع والقاء النظرة الاخيرة على الزعيم الراحل فيهم من يناجي نفسه بترديد «حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي» وفيهم من يريد ان يهتف بحياة الشعب السوداني واخرون في حاجة لتجديد الولاء والهتاف عاليا «ماشين في السكة نمد» الا ان الحزب يريده يوما للصمت والحزن فقط كما جاء في بيان اللجنة المنظمة لمسيرة وداع نقد.
الخرطوم وجوبا ..
احتمالات مواصلة التقدم ..؟!!
بين ليلة وضحاها تبدلت المواقف والأدوار بين السودان ودولة الجنوب وعادت اجواء السكينة والانسجام بين البلدين اثر التوقيع على الاتفاق الاطارى الخاص بالحريات الأربع التى أثارت جدلاً واسعاً تمدد بين الرفض والقبول فى الشمال، الا ان حالة التوافق بين جوبا والخرطوم على المستوى الرسمى لم تتأثر بهذا الحراك، خاصة وان فريقي التفاوض للبلدين اوضحا عن سعيهما الجاد لجعل الاتفاق الاطاري وقضية الحدود معبرا لتجاوز القضايا المتبقية ، واعربا عن قناعتهما انه لاسبيل لتحقيق الاستقرار لشعبي الدولتين بمعزل عن السلم والامن وتبادل المصالح، وأقر الجانبان ان نهجهما في التفاوض فى الجولات السابقة كان قائما على الصراع والخصومة الا انهم قرروا هذه المرة العودة الى طاولة الحوار بروح جديدة تضع مصلحة البلدين في سلم الاولويات بعيدا عن لغة التهديد والحرب وشن الهجمات واسقاط النظام والتخريب الاقتصادي والسياسي.
والملاحظ ان رئيسي وفدي التفاوض ادريس عبدالقادر وباقان اموم أظهرا قدرا كبيراً من المرونة والانسجام والتناغم في مقابلة مع برنامج مؤتمر اذاعي الذي بثته الاذاعة السودانية الجمعة الماضية وتحدثا بلغة المصالح المشتركة بين الدولتين وضرورة احداث الاختراق في الملف الامني لتثبيت ودعم الاتفاق من المتوقع ان يتم الاتفاق عليه بشكل نهائي في جوبا بين رئيسي البلدين مطلع ابريل المقبل.
وتأتى زيارة وفد حكومة الجنوب لتلطيف الأجواء وتهيئة المناخ للقمة الرئاسية المرتقبة بين الرئيسين البشير وسلفاكير بعاصمة دولة الجنوب والتى يعول عليها كثير من المهتمين لحسم بقية الملفات العالقة. وفى حديثها ل» الصحافة» امس نفت وزيرة الدولة بالاعلام سناء حمد الأحاديث التى أشارت الى عدم ذهاب الرئيس الى جوبا، وقالت ان البشير أكد التزامه بالزيارة فى تصريحات رسمية وأوضحت ان اللجان المشتركة بين البلدين بدأت بالفعل لترتيب الزيارة المتوقع بموجبها حسم عدد من الملفات العالقة بين البلدين.
عدد من المراقبين اجمعوا على تحسن العلاقات بين البلدين والتى أكدها البيان الختامى للجنة المباحثات المباشرة المشتركة بين الوفدين المفاوضين لحكومة السودان وحكومة جنوب السودان في اطار الاعداد للقمة المرتقبة بين رئيسي الدولتين والذى صدر مساء أمس الاول، حيث اكد البيان على اتفاق الجانبين على أن الأمن المتبادل هو المدخل الرئيسي لبناء الثقة ومعالجة القضايا والتحديات الأخرى، كما اتفق الجانبان على العمل الفوري في لجان توفيق أوضاع مواطني البلدين واللجنة الفنية لترسيم الحدود ولجنة البحث في خيارات وآليات التجارة البينية، بالاضافة الى تحفيز مناخ الثقة بين البلدين عبر مسئولي الاعلام في البلدين، وتجدر الاشارة الى ان الاجتماع المشترك ضم من الجانب السوداني وزراء الدفاع والداخلية ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني ورئيس هيئة الأركان المشتركة ومن جانب دولة جنوب السودان رئيس الوفد المفاوض باقان أموم و دينق الور وزير مجلس الوزراء وجون لوك وزير العدل .
وفى حديثه ل «الصحافة» يقول المحلل السياسى الدكتور حسن الساعورى ان العلاقات تمضى بين السودان ودولة الجنوب الى الأفضل، ورهن زيارة البشير الى جوبا بالتقدم فى المفاوضات بين البلدين، واوضح ان وفد حكومة الجنوب لم يأت فقط لتقديم الدعوة الى الرئيس البشير، وقال ان وفد باقان اموم اتى الى الخرطوم فى المقام الأول لتكملة ماتبقى من المفاوضات هذه المرة بعيداً عن الوسيط المشترك بين البلدين، وأشار انه لأول مرة يدخل الطرفان فى مباحثات مشتركة يغيب فيها الوسطاء، واعتبر الساعورى الخطوة تقدماً ملحوظاً بين البلدين يصب فى تعزيز الثقة المفقودة، واضاف ان زيارة وفد حكومة الجنوب الى الخرطوم رغم الأجواء المتوترة التى اعقبت التوقيع على الاتفاق الاطارى للحريات الأربع يؤشر الى نجاح المفاوضات، وقال اذا توصلت اللجنة الأمنية لوزارتى الداخلية فى البلدين الى تفاهمات من شأنها ان تصبح مدخلاً لحسم ما تبقى من القضايا العالقة فى جوبا فى قمة الرئيسين البشير وسلفا، الا انه قال اذا لم يحدث اتفاق فلا اجد مبرراً لذهاب البشير، وأشار الساعورى الى ان 70% من الشعب السودانى لم يكن متحمساً لاتفاق الحريات الأربع، ولأول مرة يواجه مثل هذا الاتفاق بهذه الضراوة فى الرأي العام، ما دعا الحكومة لكشف اوراق لم تكن تريد توضيحها على حسب الساعوري لشرح مزايا الاتفاق، وفى السياق ذاته، ابدى الساعورى عدم تخوفه لزيارة الرئيس الى جوبا رغم تعالى بعض الأصوات المناهضة لذهاب الرئيس الى دولة الجنوب، وقال ان حكومة الجنوب قادرة على تأمين الرئيس ولكن يجب تأمين الرئيس فى الأجواء السودانية اولاً.
وفى السياق ذاته، يمضى المحلل السياسى الحاج حمد محمد خير على خطى سابقه ورهن نجاح القمة بالتقدم الجاد فى الملفات الأمنية بين البلدين، وقال محمد خير ل «الصحافة» عبر الهاتف أمس يبدو ان جدية وفدى المفاوضات بين البلدين ساهمت بشكل كبير فى الروح الوفاقية التى سادت مؤخراً اجواء العلاقات التى شهدت موجات من التوتر فى الفترة الماضية، الا انه قال ان حكومتى السودان ودولة الجنوب تعرضتا لضغوط عنيفة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والتى وضعت قضايا الدولتين فى السباق الرئاسى للبيت الأبيض، والذى بدوره انعكس بصورة ايجابية على تحسن العلاقات بين البلدين.
واعتبر محمد خير ان المحك الحقيقى لنجاح القمة الرئاسية بين البشير وسلفاكير مرهون بالتوصل الى ارضية مشتركة بين اللجان الوزارية بين البلدين خاصة الأمنية، وقال ان القمة الرئاسية فى الاعراف الدولية تكون تشريفية فى المقام الأول لتأكيد ماتوصلت اليه لجان التفاوض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.