اللبن المعالج بالبنسلين.. مخاطر صحية خطيرة بالقضارف القضارف: عمار الضو تمكنت إدارة صحة البيئة ببلدية القضارف بالتعاون مع اختصاصي الإنتاج الحيواني وبرعاية كريمة من معتمد البلدية عمر الحاج كابو، من قيادة حملة صحية لمكافحة الظواهر السالبة والفحص والكشف على اللحوم والمنتجات الحيوانية، حيث تم أخذ «30» عينة عشوائية من الألبان بالولاية، وبعد فحصها وجدت بها «18» عينة تضاف لها مادة البنسلين المائي والبدرة ومادة البيكربونات، وذلك بغرض الحفاظ على الألبان لفترة طويلة من الزمن، وقد وجدت هذه الخطوة علامات الرضاء والقبول، وتباينت ردود الأفعال في ظل صمت وزارة الثروة الحيوانية وعدم اهتمامها بالتوعية والإرشاد، حيث لا يوجد جهاز للكشف وفحص منتجات الألبان واللحوم، مما يؤكد غياب دور الوزارة التام، والجهاز الذي تم الكشف به واستخدامه يخص مصنع الرحمة للألبان التابع لديوان الزكاة، مما أثار حفيظة وسخط مستخدمي الألبان والمواطنين، ولا تتعدى قيمته ستة آلاف جنيه، حيث أوضحت مروة الدرديري عضو اتحاد اختصاصيي الإنتاج الحيواني خطورة المواد المضافة بالصحة من بنسلين مائي وبدرة والبيكربونات والمواد القلوية، فهي تتسبب في أمراض الفشل الكلوي، مما يؤكد اتجاه بعض أصحاب الماشية ومربيها لاستعمال هذه المواد السامة للحفاظ على الألبان لأطول فترة ممكنة، بحيث أن فترة حفظ الألبان بعد الحليب تحتاج إلى مبردات لأقل من ساعتين، مستغلين ضعف الوعي الصحي للرعاة. وأشارت اختصاصي الإنتاج الحيواني مروة إلى أن استخدام هذه المواد يؤدي إلى كثير من الإشكاليات، حيث أكدت اختصاصي الإنتاج الحيواني وصال خليل أن التسمم الغذائي الناتج من السالمونيلا أشهر الأنواع بحسب الدراسات، ويمثل نسبة 50% من حالات التسمم الغذائي البكتيري، والسالمونيلا تقدر بألفين صنف، وتمتد فترة الأعراض من 12 48 ساعة، ومصادره الرئيسية هي اللحوم والبيض والطيور واللحم الخام. وقالت إنه يمكن اكتشاف هذه البكتيريا في مياه الأنهار والبحار ومياه الصرف الصحي، بيد أنها أشارت إلى تلوث الألبان في مصانع البسترة غير المؤهلة من الناحية الصحية وأثناء الحليب أو بواسطة الأدوات المستخدمة في الحليب أو أواني النقل والحفظ، وينتقل التسمم البكتيري عن طريق الدواجن والبيض والحليب ومشتقاته بعد توطين السالمونيلا في الحيوانات المنزلية، خصوصاً الدجاج والأبقار والبيض، وهي تشكل هواجس كبيرة لصحة الإنسان، لأنها تتسبب بنسبة 70% في النزلات المعوية الحادة بجانب حمى التايفويد والتهاب العظام والمفاصل والأغشية الدموية، وطالبت اختصاصي الإنتاج الحيواني وصال علي بضرورة القضاء على هذه الظواهر السالبة بسن القوانين الرادعة ومراقبة أماكن تحضير الطعام والفحص الدوري للأشخاص المعنيين بتحضير الطعام، وقالت إن حالة التسمم الغذائي تكون محدودة في الدول المتقدمة ومنتشرة في الدول الفقيرة، وطالبت بالحد من حالات التسمم الغذائي بتقليل خطوات تداول الأغذية وتوفير آليات التنظيف والصابون، والفصل بين أماكن الإعداد والتناول، وتطبيق الاشتراطات الصحية للمنشأ، فضلاً عن تثقيف العاملين في مواقع الإنتاج، وتناول الأطعمة المطهية وإعادة تسخينها. طبق السعف.. التمسك بأسباب الحياة أمام الحداثة الخرطوم: إخلاص عبد الكريم يعتبر طبق السعف من أقدم المصنوعات الوطنية، وتعتبر دارفور موطن صناعة الطبق بشكله الراهن، وقد عرفت ممالك دارفور الطبق، ويعتبر العنصر الرئيس الذي توضع عليه الاطعمة القديمة، ويستخدم الطبق أداة ترحيب بالضيوف من زوار المدينة حتى اليوم، وكثيراً ما تستقبل القيادات السيادية بمناطق دارفور بواسطة النسوة والفتيات، وعندما يحركن الاطباق الملونة فإن ذلك يعتبر دليلاً على الترحيب بالضيف الكريم، واخذ الطبق مكانة سامية ضمن ادوات الجرتق في الافراح، إذ يوضع عليه صحن الحناء والشموع في حنة العروس. ويعتبر الطبق احدى اهم المشغولات اليدوية، وتتفاوت الاسعار وفقا للحجم ودرجة الالوان، فالطبق الصغير الذي تغطي به العصيدة يتراوح سعره بين «20 30» جنيهاً، فيما يبلغ المتوسط الذي يغطي الصينية المتوسطة حوالى «40» جنيها، اما الكبير بحجم الصفرة فيبلغ سعره «80» جنيها، كما يسخدم الطبق في نظافة ما علق بالحبوب الغذائية. تقول حواء سليمان «40 عاماً» ربة منزل وهي من بنات ولاية شمال دارفور، انها ورثت صنع الاطباق عن جدتها، وباتت تجيد عمل الاطباق لاستخدامات اسرتها فقط، كما انها تستجيب من حين لآخر لمساعدة جاراتها وقريباتها في صنع الأطباق عندما تكون هنالك مناسبة اجتماعية، وذلك بعد أن يقمن بتوفير المدخلات، ثم تقوم باعداد متطلبات الخياطة من «تبتة» و «بنوة»، وهي من مراحل اعداد الطبق، كما تستخدم إبر خاصة بالطبق، وهي إبرة «المقون». ويستغرق عمل الطبق الصغير يوماً كاملاً، ولتسريع إيقاع العمل يتم وضع السعف في المياه حتى يكون سهلا في التشغيل. و «البرتال» وهو المقاس المتوسط من الطبق، ويستخدم لتغطية الطعام قبل أخذه إلى أهل العريس وفقاً لثقافة اهل دارفور، وتتم تغطية الطبق بإحدى «الفوط» الملونة. سعدية علي موظفة تمتد جذور أسرتها إلى شمال السودان، تحدثت بإسهاب عن الطبق قائلة إن الطبق موجود في كافة انحاء السودان، ويستخدم في تغطية الاطعمة، كما يستخدم قبل الاعياد في تجفيف المخبوزات من كعك وغيره، ولا يكاد يخلو منزل على امتداد البلاد من وجود الطبق بغض النظر عن حجمه وجودته، واشارت سعدية إلى أن ثقافة الأغذية عرفت في السودان منذ أزمان موغلة في التاريخ، مستدلة بوجود فتحات أعلى الطبق تسمح بخروج الهواء الساخن والمتصاعد من الطعام، وبالتالي عدم فساد الطعام مهما بقي على المائدة، كما يستخدم الطبق بعد ذهاب بريق ألوانه في نظافة القمح والذرة، اضافة إلى تجفيف الخضر خاصة البامية والفلفل وغيرها. مروة النور ورانيا عمر اللتان التقت بهما «الصحافة» وهما من بنات شمال كردفان، قالتا إن الطبق ليس حصراً على ولاية او منطقة معينة، وإنما هو جزء من الثقافة السودانية الأصيلة، وتبرز مناطق الجزيرة وغرب السودان على أنها أكثر تعاطياً واستخداماً للطبق. وقالت رانية إنها عندما كانت في رحلة علمية لولاية الجزيرة، وجدت طفلة في العاشرة من عمرها تقوم بصناعة الأطباق، مما يدل على أن إنسان الجزيرة قد عرف صناعة الأطباق مبكراً، وتشير رانية الى ان الاطباق باتت تستخدم جزءاً من ديكور المنزل بعد إضافة السلسك والاصداف البحرية. وتقول فاطمة سليمان إن التطور والتقدم المادي والتطور قد خصم كثيراً من استخدامات وتصنيع الأطباق، بعد أن باتت كل الأواني المنزلية مستوردة من الخارج، كما أن شريحة النسوة العاملات بتصنيع الأطباق بتن يعانين بسبب حالة الركود، ما يعني إمكانية اختفاء الأطباق من الأسواق، كما بات العمل وفقاً لطلبات العملاء . (بلان سودان).. خمسة وثلاثون عاماً من العطاء المتواصل كتب:عبد الخالق بادى عندما فكر ثلاثة صحافيين عام 1937م فى إنشاء منظمة ترعى الأطفال الذين شردتهم الحرب الأهلية الأسبانية التى خلفت مئات الآلاف من الأطفال اليتامى، لم يكونوا يدركون أن فكرتهم هذه سيأتي اليوم الذي يستفيد فيه منها ملايين الأطفال فى أكثر من ستين دولة على مستوى العالم خلال الخدمات التى ظلت تقدمها المنظمة للمجتمعات، وقد أطلقوا عليها اسم (Foster Business Plan International) وترجمتها بالعربية «المنظمة الدولية لتنمية الأسرة والمجتمع»، وتختصر باسم «منظمة بلان»، فهى قد ساهمت فى انتشال آلاف من الأسر والأطفال من الفقر والجهل من خلال المشروعات التنموية والنهضوية التى تقدمها خاصة للأطفال فى الريف. والمنظمة وبعد هذا التاريخ الطويل من العمل الإنسانى، تحتفل هذه الأيام هنا بالسودان، ولذا بدأت العمل فيه فى أواخر سبعينيات القرن الماضى، بالعيد الماسي على مستوى العالم، وبمرور «35» عاماً على بداية عملها بالسودان، حيث كان أول مكتب لها بمدينة ود مدنى فى عام 1977م، ثم توالى افتتاح المكاتب بعدد من الولايات والمدن مثل كسلاوالدويم والفاشر وخشم القربة وقلي. واحتفالات المنظمة بالعيد الماسى وبخمسة وثلاثين عاما على بدء عملها بالسودان، تأخذ طابعاً خاصاً تسعى من خلاله المجتمعات التى استفادت من خدمات المنظمة للتعبير عن امتنانها لها، ولعل محليتى الدويم وأم رمتة تعتبران من أكثر المحليات على مستوى القطر استفادة من المنظمة، فقد نفذت فيهما المئات من المشروعات خلال السنوات الماضية فى مجالات التعليم والصحة والزراعة إضافة لرفع قدرات المجتمعات. إسماعيل نواي معتمد محلية الدويم ثمن جهود المنظمة فى مجال الخدمات المختلفة، وقال خلال مخاطبته للاحتفال الذى أقيم بمدرسة مبروكة الثلاثاء الماضى، إن المنظمة ظلت تقدم أعمالاً عظيمة وفق توجه الحكومة، وقال إنها اهتمت برعاية الأطفال وحماية حقوقهم، وأكد أن الحكومة تشجع كل من يعمل لمساعدة المواطن. نميرى على «المكتب القطرى للمنظمة» شكر المعتمد على حضوره واهتمامه ببرامج المنظمة، وقال إن الاحتفال يقام بالتزامن مع احتفالات أخرى انتظمت العديد من الدول التى تعمل بها المنظمة، وأضاف أن المرحلة المقبلة تهدف فيها المنظمة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال، وأن المشروعات الناجحة ستجد تركيزاً أكبر حتى تعم الفائدة. سهام صالح مديرة منظمة بلان وحدة الدويم والعلقة، قالت إن المنظمة أقامت الكثير من المشروعات الخدمية فى مجالات الصحة والتعليم والمياه بالدويم وأم رمتة، وذلك بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية والمجتمعات المحلية، وقالت إنها استطاعت أن توجد علاقة حميمة بينها وبين هذه المجتمعات، وأن هنالك تعاوناً كبيراً بينهما ساهم فى انتشال العديد من الأسر والأطفال وإخراجهم من دائرة الفقرء، وأكدت أن احتفال المنظمة بمرور خمسة وثلاثين عاماً على وجودها بالسودان جاء لعكس الدور الذى قامت به تجاه المجتمع وخططها للمستقبل، خاصة فى ما يختص بتنمية القدرات، مشيرة إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من الاهتمام لبناء القدرات، وأكدت أن حماية حقوق الأطفال وجدت اهتماماً كبيراً، وأن المنظمة قطعت شوطاً مقدراً فى هذا الاتجاه. وهناك جهات حكومية عديدة شاركت المنظمة فى برامجها، من بينها إدارات التعليم والصحة والغابات والشباب والرياضة، وهذا يؤكد حرص المنظمة وهذه الجهات على التعاون لرفع قدرات المجتمعات حتى تعتمد على نفسها، وقد أكد عبد المنعم حسن مدير مرحلة الأساس بالدويم أن المنظمة لعبت دوراً واضحاً فى تدريب وتأهيل المعلمين، وقال إن ذلك أدى لرفع نسبة النجاح فى العديد من المدارس، واضاف أن هناك الكثير من المدارس شيدت بدعم من المنظمة. زهراء إبراهيم آدم مسؤولة الاتصال والإعلام بالمنظمة قالت أن المنظمة حرصت على تكريم لجان المجتمعات بقرى المنظمة بالدويم والعلقة والبالغ عددها «72» لجنة تقديراً لمساهماتها وتفانيها فى خدمة مجتمعاتها وتضحياتها الكبيرة، وكذلك تعاونها الكبير مع المنظمة طيلة السنوات الماضية، وأضافت أن الاحتفال يعتبر فرصة للتأمل وجرد حساب للفترة الماضية، مشيرة إلى أنها كانت خصبة ومليئة بالإنجازات التى أصبحت واقعاً معاشاً استفاد منه المجتمع.