قررت الهيئة التشريعية القومية بمجلسيها (الوطنى والولايات) في جلستها امس، إعلان التعبئة العامة لمجابهة الوضع الأمني الراهن، وإيقاف التفاوض مع الجنوب وسحب الوفد المفاوض فورا،وبينما تقدمت الخارجية بشكوى لمجلس الامن ضد حكومة الجنوب، تعهد وزير الدفاع باسترداد الارض المغتصبة،وتوعد برد الصاع صاعين. وأكد وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين ،في رده علي مسألة مستعجلة قدمها رئيس الهيئة التشريعية احمد إبراهيم الطاهر، مقدرة القوات المسلحة علي السيطرة علي الأوضاع والمحافظة علي استقرار البلاد ومكتسبات الأمة السودانية. وتعهد الوزير باسترداد حقل هجليج للبترول، الذي تسيطر دولة جنوب السودان علي معظم مساحته ،وكشف عن مخطط لاسقاط النظام على «3» مراحل تبدأ بالسيطرة علي مواقع البترول واحدي المدن الرئيسية في جنوب كردفان بمساندة احزاب المعارضة للاستيلاء علي السلطة في الخرطوم . الخرطوم توقف التفاوض وتقرر خوض حرب الكرامة قرر مجلس الوزراء في جلسة طارئة أمس برئاسة عمر البشير وقف التفاوض مع الجنوب وخوض حرب الكرامة لاسترداد هجليج. وقال الناطق الرسمي باسم المجلس الدكتور عمر محمد صالح ،ان المجلس ادان عقب استماعه الى تنوير من وزير الدفاع،الهجوم الغادر على الاراضي السودانية من قبل الجيش الشعبي ،مدعوما ببعض الحركات الدارفورية وبعض الدول،وتعهد برد العدوان ،كما اعلن عن اجتماع للجنة العليا للتعبئة والاستنفار ظهر اليوم. من ناحيته، نقل وزيرا المالية والنفط للمجلس تطمينات بسلامة الوضع الاقتصادي وتوفر كل السلع الضرورية،وأكد وزير النفط عوض الجاز عدم اتخاذ اية اجراءات استثنائية، وان الوضع سيستمر كما كان بصورة طبيعية ،موضحا ان السودان ينتج البترول من حقول اخرى غير هجليج. وزير الإعلام: التمرد عاث فسادًا في هجليج: من جهته، اكد وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، المهندس عبد الله على مسار، قدرة القوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى على رد العدوان واستعادة هجليج، مبينا ان دولة الجنوب حركت قوات كثيفة العدد والعتاد من عدة محاور مدعومة من جهات خارجية ومما يسمى بالجبهة الثورية التي تضم حركات دارفور المتمردة وكذلك حركة عبد العزيز الحلو،ودخلت هجليج وعاثت فيها فساداً ونهبت ممتلكات المواطنين والشركات، واوضح ان القوات المسلحة اضطرت في عمل تكتيكي للتراجع إلى منطقة الخرصانة لتنظيم صفوفها وإكمال استعداداتها لصد هذا العدوان وإرجاع مدينة هجليج إلى حضن الوطن الحكومة:احتلال هجليج نسف الحوار مع الجنوب: واعتبرت الحكومة، احتلال الجيش الشعبي منطقة هجليج اعتداءً سافرا ونسفاً لما تم الاتفاق عليه حول عملية ترسيم الحدود وانتهاكاً لسيادة البلاد وامنها، مؤكدة انها تقدمت بشكوى لدى مجلس الامن الدولي حول العملية وذكرت انها تأمل ان تتلقى ردودا ايجابية. وأخطرت وزارة الخارجية ممثلي ايقاد والاتحاد الافريقي والامم المتحدة وسفراء البعثات الدبلوماسية بالخرطوم باحتلال جوبا لاراض لاتقع ضمن مناطق متنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان، وطالبت السفراء بممارسة الضغوط على الجنوب لاثنائها عن الانزالق الى حافة الهاوية. واعتبر وكيل وزارة الخارجية، رحمة الله عثمان، في مؤتمر صحافي امس احتلال هجليج خرقاً للاتفاقيات السابقة بين السودان وجنوب السودان، ونسفاً لعملية ترسيم الحدود التي وصلت الى 80% في وقت كان يستعد فيه الطرفان للانخراط في تطبيقها على الارض. واستعبد رحمة الله استمرار المفاوضات بين الدولتين، واعرب عن اسفه لمبادرة جوبا بالهجوم واحتلال هجليج في وقت يستعد فيه مفاوضو الحكومة للمغادرة الى اديس ابابا لاستئناف الحوار الذي تسعى الحكومة لتغليبه ،واعتباره خيارا لابديل عنه كما انتقد تصريحات نائب وزير الدفاع بحكومة الجنوب واعتبرها تراجعا خطيرا في ملف العلاقات بين البلدين ،واكد ان مثل هذه الممارسات تعطي الحق للحكومة في الدفاع عن اراضيها شكوى ضد الجنوب أمام مجلس الأمن: سلم مندوب السودان الدائم في الأممالمتحدة ،السفير دفع الله الحاج علي، مساء أمس الاول، الأمين العام بان كي مون ،تفاصيل الهجوم الذي نفذته قوات الحركة الشعبية التابعة لدولة جنوب السودان ،وإحتلت على إثره مدينة هجليج ، وطلب من الأمين العام إرسال رسالة قوية وعاجلة لجوبا بسحب قواتها فوراً من جميع الأراضي السودانية بما في ذلك مدينة هجليج، محذراً من أن السودان سيرد على الخطوة بالضرب في العمق الجنوبي . من جهته، وجه كي مون، معاونيه على الفور ومن داخل الاجتماع بترتيب محادثة هاتفية عاجلة مع الرئيس سلفاكير،مؤكداً أنه سيطلب إليه الإنسحاب فوراً من جميع الأراضي السودانية ، كما طلب الأمين العام من المندوب الدائم أن ينقل للقيادة السودانية ضرورة ضبط النفس،وناشد الطرفين بالإلتزام بالتفاوض كوسيلة لحل المسائل العالقة بينهما في إطار الفريق عالي المستوى التابع للإتحاد الأفريقي . كما أودع المندوب الدائم شكوى شديدة اللهجة لدى مجلس الأمن بشأن احتلال هجليج، مؤكداً أن الهجوم أدى إلى ترويع آلاف المدنيين في المناطق الممتدة من الحدود وحتى مدينة هجليج، كما أشار إلى مشاركة قوات حركات التمرد الدارفورية في الهجوم. وطالب المندوب الدائم، مجلس الأمن بإلزام حكومة جنوب السودان بالإنسحاب فوراً من جميع الأراضي السودانية ، كما طالب بأن يُحمل مجلس الأمن حكومة جنوب السودان المسؤولية الكاملة عن أية خسائر في أوساط المدنيين أوأية أضرار،كما أكد أن حكومة السودان تحتفظ بحقها الكامل والشرعي بموجب ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي في الرد على هذا الإعتداء السافر على وحدة وسلامة أراضي السودان. مساعد الرئيس:سنسترد هجليج والخلافات لن تحسم إلا باتفاق: اكد مساعد رئيس الجمهورية ،عبدالرحمن الصادق المهدي،ان السودان لن يقف مكتوف الايدي ازاء الاعتداء على هجليج واحتلالها،وسيعمل على «إسترداد الارض العزيزة المغتصبة بدون تعد ولا إنتهاك للقانون الانساني ،فهذا عمل دفاعي واجب تقوم به قواتنا المسلحة»،لكنه عاد وشدد على ان « ما بيننا وبين دولة الجنوب أواصر وبيننا مصالح ، وخلافاتنا لا تحسم إلا بإتفاق سلمي يعالج التنقاضات وينظم المصالح». واعتبر العقيد عبد الرحمن الهجوم على هجليج من قبل دولة جنوب السودان ، «امراً مؤسفأ حقا ، أبدأ بإدانته الادانة المستحقة لأنه يعرض أرواح المواطنين للخطر ، ويغصب أرضاً بدون وجه حق» ،ووصف الخطوة بأنها حمقاء «فلا الجنوب يستطيع إحتلال الشمال ولا نحن نريد إحتلال الجنوب ، وحدود البلاد محكومة بإتفاقيات دولية «. الاتحاد الأفريقي يدعو جوبا للانسحاب من هجليج: من ناحيته، دعا الاتحاد الافريقي، جنوب السودان أمس الى سحب جيشه من منطقة هجليج،وقال الاتحاد الاقريفي في بيان إنه «يدعو كلا من البلدين الى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس واحترام وحدة اراضي البلد الاخر»،واضاف «يشير الاتحاد بقلق على وجه الخصوص الى احتلال القوات المسلحة لجمهورية جنوب السودان لمنطقة هجليج ويدعوها الى الانسحاب فورا ودون شروط.