أعلنت الحكومة التعبئة العامة لمجابهة التطورات الأمنية في جنوب كردفان. وقررت تعليق مفاوضات أديس أبابا مع دولة الجنوب، وتقدمت أمس بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن بشأن اعتداء قوات دولة الجنوب على هجليج أمس الأول. فيما طلب الاتحاد الأفريقي من جوبا سحب قواتها فوراً من المنطقة دون شرط. وندد المواطنون بالاعتداء على هجليج وطالبوا القوات المسلحة برد حاسم ورادع. طه: جوبا تقود لغة الحرب وشن الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية هجوماً عنيفاً على حكومة دولة الجنوب، وقال إن جوبا «تقود لغة الحرب» داعياً إياها بالكف عن الاعتداءات وتحكيم صوت العقل لمصلحة الشعبين. تفاصيل الهجوم وكشف وزير الدفاع الفريق أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين تفاصيل جديدة عن هجوم قوات دولة الجنوب على هجليج. وقال في رده على مسألة مستعجلة بالهيئة التشريعية (المجلس الوطني-مجلس الولايات) إن جوبا خططت للسيطرة على هجليج أولاً ومن ثم التحرك للسيطرة على كيلك والخرصانة. وأوضح أن المتمردين اتخذوا منطقة كاودا قاعدة لهم لاستقبال دعم دولة الجنوب والمنظمات الدولية وعلاج جرحى العمليات، وقال إن قوات المتمردين يبلغ عددها «22» كتيبة أي نحو «11» ألف متمرد إضافة لمجموعات خليل التي تملك 64 عربة لاندكروزر وقوات مناوي التي لديها (61) عربة لاندكروزر بجانب (15) عربة تابعة لقوات «كاربينو». وقال إن هدف الاعتداء على هجليج هو إسقاط الحكومة عبر العمل العسكري وفق ثلاث مراحل بحيث تتم الاستعانة بمرتزقة دارفور للسيطرة على مناطق البترول ثم تطوير العمليات للسيطرة على الأبيض وتأسيس قاعدة للانطلاق وتحريك الخلايا «النائمة» والأحزاب المعارضة في الخرطوم للاستيلاء على الحكم. وطمأن الوزير نواب البرلمان على قدرة القوات المسلحة لاسترداد هجليج، وأكد أن الحكومة ستتعامل بحسم مع أي اعتداءات على أراضي البلاد. البرلمان يطلب وقف التفاوض وشهدت الجلسة نقاشاً حاداً بين النواب، وطالب بعضهم بقطع العلاقات مع جوبا وتعليق جلسات الهيئة التشريعية واستنفار الجميع لاسترداد هجليج. ودعا العضو محمد المصطفى إلى تعليق الجلسات، لكن الفريق صلاح عبد الله قوش قال إنه لا بد من استمرار الجلسات ومواصلة العمل السياسي بجانب العسكري داعياً النواب إلى استنفار قواعدهم في دوائرهم. وذكرت عفاف تاور أن الحركة تسيطر على 65% من أراضي جنوب كردفان وطالبت باستنفار الضباط المتقاعدين بالمعاش خاصة من جنوب كردفان لدحر التمرد. وأبلغ دفع الله الحاج مندوب السودان للأمم المتحدة أمس بان كي مون باعتداءات الجنوب على هجليج، وطالب المنظمة الدولية بالتدخل وبعث رسالة قوية إلى سلفاكير ميارديت وسحب قواته من هجليج. محذراً من أن السودان لديه القدرة على رد العدوان «داخل عمق الجنوب». وأكد السفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية تعليق مفاوضات أديس أبابا مع دولة الجنوب بسبب احتلال الجنوب لمنطقة هجليج وقال في مؤتمر صحفي أمس إن الخرطوم مخول لها -حسب القانون الدولي- استخدام حق الرد، موضحاً أن الاعتداء هو بمثابة نسف لكافة الاتفاقات المبرمة بين الدولتين بشأن ترسيم الحدود. وكشف عن اتصالات أجرتها الحكومة أمس لإبلاغ المجتمع الدولي، ابتدرتها باستدعاء ممثلي البعثات الدبلوماسية والسفراء المعتمدين بالخرطوم، وأحاطتهم باعتداءات دولة الجنوب، ووصف وكيل الخارجية ادعاءات نائب وزير الدفاع بدولة الجنوب بأن هجليج منطقة جنوبية بأنها عارية من الصحة. نافياً ان تكون المنطقة من ضمن المناطق الأربعة المتنازع عليها وفقاً لقرار محكمة التحكيم الدولية. إجتماع طارئ وذكر العبيد أحمد مروح المتحدث باسم الخارجية أن السودان سيطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن والسلم الأفريقي لمناقشة التطورات الأخيرة بهجليج. مشيراً إلى أن مجلس الأمن سيعقد اليوم جلسة لمناقشة قضية أبيي واحتلال هجليج. وأكد المواطنون وقوفهم مع القوات المسلحة وطالبوا في استطلاع أجرته (آخر لحظة) برد حاسم لاسترداد هجليج، والتعامل بالمثل مع دولة الجنوب وإيقاف التفاوض حتى دحر المتمردين من جنوب كردفان والنيل الأزرق. -راجع الاستطلاع في «تقارير».