والجهاد الأكبر هو قتال المفسدين في كافة المواقع من قمة الجهاز التنفيذي إلى أدنى العابثين بملفات الفساد . المنطق يقول ان الحرب على قوت المواطن أسوأ من شن الحرب على هجليج بهدف تدمير آبار النفط فآبار النفط يمكن اصلاحها بالتشاور مع الشركات المستفيدة من النفط السوداني ولكن تخريب قوت المواطن وإرهاقه وتصعيب لقمة العيش عليه و ( تمسيخها ) هو الحرب القذرة بعينها ويتوجب على ولي الأمر إن كان يعلم ان الله على كل شئ قدير وانه محاسب آجلاً أم عاجلاً على تفريطه في قوت الشعب ان يسهر ليل نهار على تأمين ذلك القوت عبر تكوين لجنة عليا برئاسته هو وليس احداً غيره . لقد رأينا كيف ارتفع سعر الدولار في السوق الموازي ليرتفع معه سعر السكر والسلطات الحكومية تعلم ان السوق الموازي لا يمتلك القدرة الحقيقية على التأثير في سعر الدولار ولكن لأن الجشع والانانية سيطرت على عقول اصحاب السلطة والمال اخذوا ينتهزون كل فرصة تسنح للتلاعب في قوت الشعب فيرفعون الاسعار كل يوم جشعاً وطمعاً وتكثيراً للمال المخزون واستجابة لوساوس الشيطان حينما يخوفهم بأن الربيع العربي وثورة الجياع ربما تأتي بغتة ولذلك عليهم التزود بأكبر قدر من القاذورات . ان معركة هجليج فتحت الباب واسعاً امام الساعين الى التغيير كيما يستفيدوا من ثمار هجليج ، ونقصد بثمار هجليج الروح الوطنية التي انتظمت الشعب السوداني وليس النفط الذي لم يذق فقراء بلادي ثمرته قط منذ ان تم استخراجه من باطن الارض والى ان ذهب الى دولة الجنوب او تجمد في انابيبه او احترق بفعل نيران الحرب..ان الصحوة الوطنية يجب ان تكون دافعاً للبحث عن اسباب الفشل واسباب تنامي غول الفساد واسباب التخبط المستمر في السياسة العامة ما بين اعلان الحرب على دولة جنوب السودان خلف رايات التباين الإثني وقيادة مفاوضات حكيمة معها برعاية الايقاد او الشيطان الاكبر ان الدرس المستفاد من حرب هجليج يذكر المصلحين من اهل السلطة بأن خلطائهم من المفسدين ما يزالون يتاجرون بالدين فها هم يعودون الى شعارات الأمس من بعد ان ركلوها ورموا بإخوة لهم في الجب استجابة لشهوة السلطة والاغتراف من مباهجها ومدوا اياديهم الى قوى الاستكبار العالمي طمعاً في تثبيت دعائم الحكم ونسوا ان الحكم لله يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء وقتما يشاء ، عليهم ان يتدبروا الحكمة من حرب هجليج ومن المهم ان يعلموا جيداً ان الشعب السوداني لم يقف مع الحكومة كحكومة وانما وقف مع الجيش السوداني كجيش قومي يواجه معركة مقدسة اما الحكومة والجهاز التنفيذي فالمواطن السوداني يدرك جيداً حجم الضرر والدمار الذي سببته له في ثرواته ونفطه و أمنه واستقراره وقوته وصحته وتعليم عياله وهو يدرك تماماً ان المعركة ضد المعتدين على هجليج ربما تكون قد انتهت ولكن المعركة ضد الفساد تظل مشرعة السيوف ومفتوحة دوماً على كافة الاحتمالات وليس امام الخيرين من اهل السلطة الا مسايرة هذا النهج بتشمير ساعد الجد وارسالها صيحة داوية ..رجعنا من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر والله اكبر ولا نامت أعين الجبناء .