كنت أشاهد فلماً امريكياً بعنوان THE AMERICAN PRESIDENT تدور أحداثه حول الرئيس الامريكي الذي كان يقوم بدوره الممثل القدير (مايكل دوغلاس) حيث جسد فيه شخصية الرئيس ببعديها السياسي والاداري.. بُهرت فيه بكيفية تصوير الرئيس ومهامه التي يقوم بها داخل البيت الأبيض، وحنكته ودبلوماسيته في معالجة المشاكل التي تطرأ في حينها وكيفية مشاوراته مع مساعديه ومستشاريه بشفافية حرص الاعلام على ايصالها إلى المشاهدين لمعرفة مدى ما يتمتع به الشعب الأمريكي من حرية وديمقراطية تبدأ بالبيت الأبيض وتنتهي إلى السواد الأعظم من الناس... وقد صور الفلم بمهنية عالية كيف أن الرئيس الذي كان يستعد لخوض حملته الانتخابية الثانية يسعى لاجازة قانون يتعلق بالبيئة والمحروقات بالرغم من أن انفاذ ذلك القانون فيه انقاص لشعبية الرئيس من قبل الرأسمالية الامريكية، إلا أن الرئيس كان لا يأبه لذلك مادامت مصلحة المواطن الامريكي هي الهدف في انفاذ هذا القانون حفاظاً على حقه في بيئة نظيفة و... ثم رأيت الرئيس السوداني عمر البشير وهو يخطب في جموع المواطنين بالساحة الخضراء وهو يلبس لامة الحرب والناس من حوله مهللين مكبرين، ويقول: لقد عدنا من الجهاد في هجليج إلى الجهاد الأكبر في الخرطوم.. ألا وهو الجهاد ضد الفساد والمفسدين والمتلاعبين بقوت الشعب السوداني البطل الذي صبر على الانقاذ في أيامها الأولى... وتصبّر عليها عندما أعلنت المقاطعة الامريكية للسودان، وصابر عندما تأزمت دارفور، وتحمل عندما طالب الجنوب بالانفصال، والتحم بالجيش يوم تحررت هجليج... فعلا التهليل والتكبير.. واستطرد الرئيس قائلاً: واليوم ها أنتم ترون على يمينكم المشانق قد أعدت، والسيوف على شمالكم شحذت، لأن الحرب على قوت المواطن وعيشه أسوأ من الحرب على البترول في هجليج واليوم أبشر بعودة المشروع السياسي للحركة الاسلامية من جديد، وها هو أبو قناية قد رفع لي التمام باتمام مهمته برصد كل المفسدين من المتنفذين في الدولة إلى أدنى العاملين فيها ممن عبث بقوت الشعب ومقدراته. اليوم مواطني الشرفاء هو يوم الحساب، ويوم ارجاع الحقوق إلى أهلها.. فيشير بيديه إلى القضاة فيصعدون إلى المنصة المجاورة ويبدأون في تلاوة ملف الفساد وما حوى من أسماء وأفعال. والرئيس يقول: ان معركتنا في هجليج انتهت، وحدودنا أُمنت.. ولكننا شمرنا ساعد الجد على الفساد، فآبار البترول يعمل المهندسون على اعادة تشغيلها. وأما اللجنة العليا لمحاربة الفساد فأنا على رئاستها حتى تعود الأمور إلى نصابها واليوم نعترف بالتقصير وعدم تدارك الأزمات في حينها حتى صارت مأزقاً ألقى بتبعاته على حياة المواطنين، اليوم أعلن القصاص على كل من سولت له نفسه جعل الانقاذ مطية للثراء الحرام باسم الدين والولاء والتمكين للقبلية والجهوية، ولا نامت أعين المفسدين وعلا التهليل والتكبير وسيق المفسدون زمراً إلى حتفهم وتوارى صغار الطفيليين عن الأنظار خوفاً... واستيقظت على موسيقى تتر لنهاية الفلم... The Sudanese President