٭ في الفصل السادس من كتاب المحبوب عبد السلام الحركة الإسلامية السودانية.. دائرة الضوء- وخيوط الظلام.. تأملات في العشرية الاولى لعهد الانقاذ.. وقفت كثيراً عند هذا الفصل ربما للمناخ السائد والحراك المتصاعد.. الفصل اسمه.. الحكم الاتحادي والجنوب.. ولما كان الكتاب في عموميته رصد به كثير من الصدق والامانة لمرحلة مجيء انقلاب الانقاذ.. ومسيرته وتكتيكاته في العشرة أعوام الاولى وفي هذه حديث كثير وتأملات أكثر. ٭ قضية الجنوب وموقف الحركة الاسلامية منها شأن لا يأخذ من المرء كثير عناء في التفكير فالحركة الاسلامية لا تريد تعقيدات في أمر ادارتها للسودان في ظل المشروع الحضاري أو بالاصح الاسلمة الكاملة للمجتمع السوداني.. واذا ذهب جنوب السودان فهذا لا يشقيها إن لم يسعدها. ٭ هذه خاطرة ظلت تطوف بذهني وأنا اعيد التأمل فيما ورد في تأملات المحبوب عبد السلام في اتفاقية سلام الخرطوم.. ٭ والمؤلف في رصده المتأمل يسهب في الحواشي ويورد الاسماء مما يدخل دوائر التأمل في تفاصيل تجعل دوائر الضوء منداحة بقدر كافٍ مثلاً.. عند الحديث عن المحور الامني في الانقاذ قال (فقد وظف المحورالعسكري في الانقاذ الحساسيات الجنوبية الجنوبية وتناقضاتها لجر رياك مشار لحرب مع الفصائل الجنوبية تشغله عن تنفيذ الاتفاق وتوطيده على الارض) في الهامش او الحاشية كتب المؤلف او المتأمل.. الآتي برقم (45). ( اعتبر دكتور رياك مشار تنسيب قادته وجنوده للجيش السوداني مكراً سيئاً وخرقاً صريحاً للاتفاقية وقد اضطر لمواجهة الرئيس شخصياً بالاتهام في اجتماع مشهود.. مشيراً الى اللواء فاولينو ما تيب الذي خضع لقيادة الجيش السوداني وقامت قواته بقتال قوات رياك مشار زارعين الفتنة والقبلية في قلب النوير). ٭ في ذات الشأن ذكر المحبوب حول علاقة دكتور مشار مع اللواء فاولينو قائلاً: ثم تطور النزاع امام قناعة مساعد الرئيس انه معتقل بالكامل بواسطة شُعبة الاستخبارات العسكرية التي اغتالت عدداً من الوزراء الجنوبيين وصفت غيلة الحرس الشخصي لوالي ولاية الوحدة.. قبل ان يتهدده احد ارباب الانقاذ ليفسح المكان ساحباً ترشيحه في انتخابات المجلس الوطني مخلياً دائرة جبل الاولياء على تخوم الخرطوم لاحد اصحاب الحظوة البيضاء من ولاية النيل الابيض) واضاف مؤلف الكتاب حسب نهجه في الهامش برقم (55) ص 482 الآتي: منذ تأسيس الحركة الشعبية برز تعبان دينق قائداً عسكرياً وسياسياً متميزاً وانضم لاتفاقية الخرطوم للسلام ضمن قادة فصيل رياك مشار لكن فاولينو ماتيب قتل عدداً من وزرائه وامهله لوقت قليل ليغادر الولاية رغم معرفته ان فاولينو ضابط في الجيش السوداني.. اما في الخرطوم فقد هدده بكري حسن صالح حتى يخلي الدائرة لعبد الباسط سبدرات ونصحه احمد ابراهيم الطاهر مستشار السلام حينها بالمغادرة ووفر له تأشيرات الخروج والتذاكر عائداً الى نيروبي الى صفوف الحركة الشعبية مرة اخرى.. وفي ندوة كأنها خاتمة الوداع في رحلة تعبان دينق تحدث معلقاً على حديث مستشار السلام دكتور نافع علي نافع بمقر المؤتمر الوطني (النادي الكاثوليكي سابقاً قائلاً (عندما جاءنا الفريق الشهيد الزبير محمد صالح في الغابة نصحت اخواني في الفصائل ان يصدقوا ما يقول لأن الصدق بمثابة الابجدية في الاسلام A.B.C الاسلام لكن عندما جئنا الى الخرطوم وعاشرنا الناس ثبت ان ذلك ليس كذلك دائماً. اما ان يضرب الانسان حليفه فهذا لم أعرفه من العلوم السياسية ولا في تجربتي ولم تحدثنا به جداتنا في أحراش الجنوب). أواصل مع تحياتي وشكري