٭ استيقظ الشعب ذات يوم ففوجئ بأن مدينته المعطاء «هجليج» قد احتلت من قبل الجيش الشعبي.. ومن حينها ظل الشعب صامتاً كاظما غيظه وكأن قصة هذا الاحتلال قد أثارت في نفسه نوعا من ذبذبات تمتد واحدة وراء الأخرى حتى غمرت قلبه.. نعم كان الاحتلال فيه اعتداء يمزق الاحشاء ويفطر القلوب.. وحتى الابتسامة في تلك الايام تجدها مرة، يائسة، عميقة الحزن. ٭ وتجلت عظمة الشعب السوداني عندما جاءه الخبر اليقين بتحرير هجليج، وانطلق التكبير في الشوارع والأزقة والقيادة العامة ومن الرجال من رأيته يجهش بالبكاء من شدة الفرح. ان امثال هؤلاء يحبون الوطن اكثر من أطفالهم، قلت اطفالهم لأنهم نخاع عظامهم الشوكي. أما الجنود البواسل الذين حرروا هجليج ومازالوا يقاتلون في كل الجبهات فهم يحبون وطنهم حباً يفوق حبهم لحياتهم لذا قدموا ارواحهم من أجل عزة هذا الوطن، ترابه، ارضه، وعرضه. ٭ على القوات المسلحة أن تضع يدها على حقول النفط الجنوبية من أجل رد الصاع صاعين كما ان الهجوم خير وسيلة للدفاع.. احرقوا هؤلاء العملاء، فيبدو أن النار أليق بهم.. لأنهم عرضوا وطننا للتمزيق وسوء المعاملة والسخرية.. أما سلفاكير وهو ينفذ توجيهات امريكا فستكون خيبته مثل كلب عرضت عليه قطعة عظم فاذا جاءها وجدها قطعة من حجر.. ٭ إن قادة الحركة الشعبية لا يستحقون أدنى احترام، وقديماً قالت العرب ان أنت أكرمت الكريم ملكته، وان أنت أكرمت اللئيم تمردا.. والتاريخ يحدثنا بأنه ليس هناك من هو اكثر لؤماً من الخونة والعملاء. ٭ يجب أن نخلص شعب الجنوب من طغمة اللصوص انهم الطبقة الدنيا من طبقات شعب الجنوب.. ٭ إن لم تقم القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى بكسر شوكة الحركة الشعبية وبالهجوم على حقول النفط الجنوبية فان هؤلاء العملاء لم ولن يتركوا هجليج وسيدخلوها مرة أخرى، لأن الشخص المتهور يفعل أي شيء حتى ان كان ذلك يقود الى حتفه، وان لم نقم باتباع سياسة الهجوم خير وسيلة للدفاع فان فرحة الشعب باسترداد أرضه لن تدوم طويلاً بل ستتحول الفرحة لتصبح حزناً قاتماً وعميقاً ومقيماً.. ٭ إن حدث إحتلال مرة أخرى لهجليج أو غيرها من مناطق النفط فان عيون الشعب ستصبح رطبة من الدموع. سيبكي كالنساء لأن قياداته لم تحافظ على ارضه كالرجال.. ولم تتعظ من الماضي ولم تحاسب الذين قصروا في واجبهم في الدفاع عن هجليج فدنستها أرجل الحركة الشعبية وكبدتنا خسائر فادحة وعطلت اقتصادنا على ضعفه وثقل التزاماته.. والعالم فيه من يضحك علينا لعجزنا عن حل قضايانا.. وفيه من قلبه يتفتت لما يعرفه من استهداف ومعاناة لهذا الشعب الأبي الوفي.. ٭ إن احتلت الحركة الشعبية هجليج أو غيرها مرة أخرى فان الجميع سيكونون على قناعة بأن السودان متألم ومتأخر ومتخلف بسبب عدم المحاسبة واللا مبالاة تجاه المسؤولية الوطنية.. وإن ترسخ ذلك في النفوس فانه سيصبح وصمة عار في جبين الاسلاميين الحاكمين الآن.. ووقتها سيكون الضياع الذي تغيب عنه كل الاشياء وهذا سيكون له من الأثر السلبي في المستقبل القريب. «ستنشر هذه الزاوية في أيام السبت والثلاثاء من كل اسبوع»