٭ عندما سقطت طائرة، د. جون قرنق دي مبيور، صرخت الخرطوم: (يا ريح المحلب عدي نحن نجهز دون حنوط).. لكن جوبا اكتفت بثوب حداد (ناعم) ٭ من الوهلة الأولى، كان من الواضح جداً، للخرطوم، ولعواصم الدنيا، أن جون قرنق، غادر صهوته ب(فعل فاعل). ٭ ومن الوهلة الأولى، كانت الخرطوم، تدرك، أن رحيل جون قرنق، بهذا (السيناريو)، قد أخل بمواعيد (الوحدة)، وفتح نافذة للانفصال. ٭ ومهما اختلف مختلفون مع جون قرنق، إلا أن خلافهم معه، لم يمنعهم، من أن يصفوه بالرجل (القوي) في ما يسمى بالحركة الشعبية، وصاحب الأمر والنهي، والرؤى البعيدة، والرؤيا الاستراتيجية. ٭ ولهذا، وبذهابه، يرى هؤلاء، أن حاجب ما يسمى بالحركة الشعبية، أصبح بلا عين، ولسانها أصبح بلا ذائقة، وصارت مجموعة من المنحرفين والمرتزقة وأبناء السبيل. ٭ دخل جون قرنق، مع حكومة الخرطوم في (حرابة)، لكنه عرف كيف يدخل معمدانية الماء كما دخل معمدانية النار. ٭ ولهذا السبب و(ليس مجاملة)، لبست تلميذات المدارس في الخرطوم (قميصه المزركش الجميل)، وجعلت من قميصه المحجبات (طرحة). ٭ بنات المدارس شبَّهنه بالحبيب البعيد، وستات الشاي، شبهنه بالحبيب المنتظر، وظلت (الخرطوم) في انتظار الخبر اليقين: من قتل قرنق؟! ٭ وللغرابة: أن منسوبي المؤتمر الوطني، كانوا يلحون في السؤال: عن من قتل قرنق، ومنسوبو ما يسمى بالحركة الشعبية، يغضون الطرف عن الإجابة!! ٭ الخلافات الآن، على أشدها، في جوبا، بين دينكا بور ودينكا شمال بحر الغزال (اللهم أجعل كيدهم في نحرهم). ٭ وفي هذه الخلافات، برز سؤال: من قتل قرنق؟ دينكا بور بقيادة مجاك دي أقوت، نائب وزير الدفاع بدولة العدو، اتهم (صراحة)، المدعو سلفاكير ميارديت بالتنسيق مع يوغنديين لتصفية جون قرنق العام 2005؟! ٭ ولا زالت المعركة محتدمة. ٭ ورب ضارة نافعة.. ولعل في معركة هجليج، ما يضع النقاط على الحروف في تصفية د. جون قرنق. ٭ هل ثمة داعٍ أن نقول: إن الذي خلف قرنق، اسمه سلفاكير، وأن قرنق كان يتقن توزيع (القفشات)، لتعبد الطريق للأشواق.. وأن خلفه يتقن توزيع (البذاءات) و(البياخات). ٭ ولا حول ولا قوة إلا بالله..