اعلن السودان امس، موافقته «مبدئيا» على خارطة الطريق التي أقرها مجلس السلم والامن الافريقي، وفي الاثناء عادت كل من الخرطوموجوبا الى تبادل اتهامات باعتداءات عسكرية. وبينما كشف السودان ان جيش جنوب السودان احتل محطة «القرية» ببحر العرب ومنطقتي كافيا كنجي وكفن دبي المتنازع عليهما بين البلدين، قالت جوبا ان قوات سودانية شنت هجمات على منطقة (الحفرة) النفطية بولاية الوحدة. وقالت وزارة الخارجية امس ان وزيرها علي كرتي بعث برسالة الى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ الاحد الماضي نقل فيها موافقة السودان مبدئيا على خارطة الطريق التي أقرها مجلس السلم والامن الافريقي. وتشير «الصحافة» الى ان الخارطة تلزم الطرفين الخرطوموجوبا بوقف العدائيات خلال 48 ساعة من المصادقة على القرار، مع سحب قوات الطرفين المسلحة من على الحدود دون شروط، وتطالب الخارطة الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال باستئناف التفاوض وفق اتفاق «عقار نافع» الاطاري بأديس ابابا الخاص بالشراكة السياسية والتدابير الامنية والسياسية في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان، كما شددت على وقف منح ملجأ آمن أو دعم الجماعات المتمردة ضد كل دولة. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية العبيد أحمد مروح ل (سونا) إن رسالة وزير الخارجية اكدت ترحيب حكومة السودان بجهود الاتحاد الافريقي وتضمنت عددا من الملاحظات على خارطة الطريق الصادرة عن مجلس السلم والامن الافريقي. واشارت الرسالة بحسب العبيد، الى ان حكومة السودان أكدت ان اعتداء دولة جنوب السودان على الاراضي السودانية ما يزال مستمرا حتى اليوم وذلك من خلال عدة شواهد على الارض تمثلت في قيام قوات من الجيش الشعبي باحتلال محطة (قرية) ببحر العرب الواقعة شمال خط حدود الاول من يناير 1956م، وهي ليست منطقة مختلف او متنازع عليها. كما قام جيش جنوب السودان الاحد الماضي باحتلال منطقة «كفن دبي»، وهي منطقة حدودية متنازع عليها، بجانب احتلاله امس الاول لمنطقة كافيا كنجي المتنازع عليها ايضا. وابانت الرسالة أن الاعمال العسكرية العدوانية والتي تقوم بها الفرقتان التاسعة والعاشرة التابعتان للجيش الشعبي في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ما زالت مستمرة، ضمن مخطط ادامة الحرب وزعزعة الامن والاستقرار على طول الشريط الحدودي بين السودان وجنوب السودان، فضلا عن استغلال جنوب السودان «للمرتزقة من متمردي دارفور للقتال لصالحها في تلك المناطق». وقالت الرسالة «ان حكومة السودان اذ تؤكد حقيقة ان دولة جنوب السودان وجيشها يعملان دون مواربة على توسيع دائرة العدوان وفرض الامر الواقع باحتلال النقاط والمناطق المتنازع عليها بقوة السلاح، تجدد اصرارها على التمسك بسلامة وسيادة الاراضي السودانية؛ وعزمها على عدم تمكين الغزاة والمحتلين من فرض ارادتهم بواسطة القوة العسكرية». في ذات السياق، وجه جنوب السودان امس اتهامات للسودان بشن هجوم جديد على منطقة نفطية تابعة له وقال انه يعد للرد على الهجوم. ولم يتضح على الفور المدى الذي وصل اليه العنف. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان العقيد فيليب اقوير ان القوات السودانية و»ميليشيات ومرتزقة» هاجموا مواقع الجيش الشعبي في منطقة (الحفرة) النفطية بولاية الوحدة التي شهدت عددا من الهجمات خلال الاسبوع المنصرم. وزاد «يلاحقهم الجيش الشعبي لتحرير السودان وقد صد المهاجمين. صادر أيضا ثلاث شاحنات». وأضاف أقوير أن الجيش الشعبي لجنوب السودان سيتصدى لما وصفه بأنه هجوم مدبر من جانب قوات الجيش السوداني على بلدتي جاو وفاريانق الحدوديتين المتنازع عليهما، ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من المتحدث باسم القوات المسلحة. وقطع مسؤول الاعلام بالمؤتمر الوطني، بدر الدين احمد ابراهيم، بأنه لا تفاوض مع دولة الجنوب، واشترط لذلك الاستتباب الامني والمطالبة بتعويض خسائر السودان في هجليج، وتأسف لاهمال مجلس الامن لشكاوى الخرطوم. واعتبر ابراهيم في تصريحات صحفية امس ابلاغ حكومة الجنوب مجلس الامن بإيقافها للعدائيات مع السودان وتشكيكها في لجنة امبيكي ومطالبتها بالايقاد وفتحها لملفات اخرى محاولة لصرف الانظار عن ما تم في هجليج. وقال «المهم هو وقف العدائيات على الارض»، مشيرا الى وجود الفرقتين التاسعة والعاشرة للجيش الشعبي بولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان.