في حواره مع جريدة الصحافة المنشور في العدد رقم (6741) بتاريخ 4 مايو 2012 ، قال النائب البرلماني دفع الله حسب الرسول (لن نسمح بدخول الفنانة شيرين للسودان ولو دفعت أموالاً لصالح دارفور أو أطفال السرطان) ، وكان دفع الله قد طالب باستدعاء وزير الثقافة، ووصف شيرين بالراقصة قبل أن يتم الغاء حفلها بالخرطوم. وفي نفس هذا الحوار واصل النائب البرلماني دفع الله تقديم آرائه المتطرفة ، وقال في رده عن سؤال المحرر الدكتور محمد شريف ان برنامج أغاني وأغاني بقناة النيل الأزرق تم تحويله من بعد المغرب إلى ما بعد التراويح، هل نسمع منك دعوة لايقافه نهائياً على طريقة شيرين، يقول حسب الرسول (هذه كلها معاصي تدمر الدول والناس وتهزم الجيش والطاعة ، ويضيف وبث أغاني وأغاني في رمضان معصية أكبر!! أقول للنائب البرلماني المحترم دفع الله حسب الرسول من الذي منحك الحق في منع دخول المواطنين العرب من دخول السودان وكلنا يعلم أن سلطة البرلمان تشريعية وليست تنفيذية وقد ناقشنا موضوع ايقاف حفل شيرين في وقته، وقلنا ان الايقاف بعد التصديق تسبب خسائر كبيرة للمنتج، ولكن حسب الرسول يقول عن خسارة المنتج ال60 ألف دولار إن شاء الله أي زول يجيب فنانات خسارتو ما تبقى ليها حد!! ولا يكلف حسب الرسول نفسه بالسؤال عن التصديق للحفل ومناقشة القضية بعدالة لحفظ لكل صاحب حق حقه لأن متعهد حفل شيرين مواطن سوداني له حقوق وواجبات. أما في مسألة (أغاني أغاني) فلم يكلف حسب الرسول نفسه باصدار فتوى لتحريم الغناء، ولكنه قال ان بث البرنامج في رمضان معصية أكبر دون أن يقدم أى دليل من القرآن أو السنة!! ان حالة دفع الله حسب الرسول تمثل واحدة من حالة الفكر المتطرف الذي بدأ يغزو حياتنا والسودان عرف عنه أنه بلد التسامح والوسطية وعرف عنه تمسكه بقيم الاسلام الأصيلة والتدين دون أي وصايا من حسب الرسول الذي بدأ يوزع الصكوك على الناس ويتهم شيرين بل ويتهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم بأنها هزمت مصر أمام اليهود ، رغم أن أم كلثوم هي الآن بين مليك مقتدر، وقيم الاسلام السمحاء تدعونا إلى اكرام الميت! ان موجة التطرف الذي بدأت تجتاح حياتنا الفكرية والسياسية من الخطورة بمكان وهي تهدد النسيج الاجتماعي وتعكس فكرا مهووسا ينظر للاسلام نظرة سطحية!! وبعضهم يسارع بتكفير كل من اختلف معه في وجهات النظر وهذه أزمة تهدد السلام الاجتماعي. وفي مقابل التطرف نشهد ظاهرة الدجل والشعوذة التي بدأت تجد طريقها إلى المجتمع السوداني وتنتشر كانتشار النار في الهشيم، هذه الظواهر السالبة تحتاج إلى عمل اعلامي مهني يناقش هذه الظواهر بمسؤولية وطنية وأخلاقية تحفظ للاسلام قيمه الحقة الأصيلة ، ان الاسلام عمره لن يكون دين التطرف بل هو دين الاعتدال والوسطية وهنا لا أدعو لحجر الآراء بل لابد من مناقشة المتطرفين في منهجهم بالحجة والمنطق والدلائل الشرعية وأن تقود تيارات اعلامية تكافح التطرف وفي نفس الوقت تكافح الدجل والشعوذة والمظاهر السالبة. لماذا يحاول حسب الرسول ورفاقه أن يزرعوا الأشواك في طريق الفن والخير والجمال بتصريحاتهم المتطرفة، شخصياً لا أدافع عن أشخاص ولست معجباً بالفنانة شيرين ولكني أرى ان زيارة اي فنانة للخرطوم فيها مكاسب اجتماعية وسياسية ويمكن أن نفرض ضوابط تنسجم مع التقاليد السودانية في أي حفل أو فعالية ثقافية. أما فيما يختص بأغاني وأغاني فرأيي الفني هو ان البرنامج استنفد أغراضه وأصبح خارج النص ولكني من حيث المبدأ.. ضد تدخل حسب الرسول في الساحة الفنية وطرح أفكاره المتشددة.. ولكن حسب الرسول والتطرف عملة واحدة!! [email protected]