ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    المريخ يتدرب بجدية وعبد اللطيف يركز على الجوانب البدنية    شاهد بالصورة والفيديو.. على أنغام أغنية (حبيب الروح من هواك مجروح) فتاة سودانية تثير ضجة واسعة بتقديمها فواصل من الرقص المثير وهي ترتدي (النقاب)    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالفيديو.. حسناوات سودانيات بقيادة الفنانة "مونيكا" يقدمن فواصل من الرقص المثير خلال حفل بالقاهرة والجمهور يتغزل: (العسل اتكشح في الصالة)    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    إيران : ليس هناك أي خطط للرد على هجوم أصفهان    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    قطر.. الداخلية توضح 5 شروط لاستقدام عائلات المقيمين للزيارة    هل رضيت؟    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



والدته : ذهب إلى العمليات وهو يعاني من إصابة في الرجل وسعدت بسيف النصر
ونسه مع أسرة اللواء ركن كمال عبد المعروف الماحي ..
نشر في الصحافة يوم 11 - 05 - 2012

التاريخ الماضي والمعاصر في حياتنا اشراقات لابد من الوقوف عندها لحظة وصدق من قال (غير من مجرى التاريخ) فتاريخ السودان العسكري يذخر بمعارك غيرت مجرى التاريخ وقادة قادوا هذه المعارك بحنكة ودهاء، والجيش السوداني له سجل حافل بذلك منذ عهود التركية والتي أرقت قوات الثورة المهدية مضاجعها فكانت الانتصارات بالجزيرة أبا، شيكان، الأبيض، وسقوط الخرطوم ورأس غردون باشا الذي أتى به الأنصار عنوة من غياهب القصر.. أيضاً لا ننسى الاشادة التي وجدها الجندي السوداني في الحرب العالمية.. قبلها وبعدها وفي تاريخنا المعاصر وعند اشتداد الوغى بين شمال وجنوب السودان كانت معارك صيف العبور وقواتنا تسير من نصر إلى نصر تدك معاقل جند العداء حتى رضخوا أخيراً للسلام لأنهم علموا بأن البندقية ليست في صالحهم وخيروا على تحديد مصيرهم فصوتوا للانفصال ونفذ لهم ذلك وكل ما تمنوه وظنوا ان ذلك ضعف وانكسار وهم لا يعلمون بأن هنالك خطوطا حمراء تخطيها يجلب على صاحبها الويل والعواقب الوخيمة فكان الاعتداء الغاشم على هجليج واحتدام النيران في بترولها وهنا انفجر بركان الغضب في قادتنا وقرروا الرد الحاسم والفوري.. وبطل صفحتنا اليوم اللواء كمال عبد المعروف الماحي، قائد الكلية الحربية مصنع الرجال وعرين الأبطال، فهو عمل بها معلماً منذ فترة وتنقل إلى وحدات أخرى واعيد للكلية كقائد لها لأنه مثال للضبط والربط العسكري، وخرج أجيالاً من الضباط تلقوا تدريباً على مستوى عال وضغط متصل أو (درش) وهذا الدرش له شعار جميل في العسكرية يقول (عرق التدريب يوفر المزيد من دماء المعركة). ولأن سعادة اللواء كمال عبد المعروف الماحي من الذين طبقوا هذا الشعار على من تم أعدادهم فقد تم أو صدرت إليه أوامر لقيادة اللواء (14) كادقلي لتحرير وكنس العملاء والمرتزقة من أرض هجليج ولأنه من سلالة المك نمر واسلافه هم الذي حرقوا صلف وكبرياء اسماعيل باشا بالقش فكيف يكون أحفاده وهم مدججون بأحدث الاسلحة.. فكان قدر التحدي.. (الصحافة) جلست إلى أسرة عبد المعروف الماحي في ونسة فكانت هذه الحصيلة.
سيرة رجل قوي
مقدم/ بدر الدين عبد المعروف خريج (3) شمال و(9) يمين يقول: اللواء كمال دربنا وشقيقي الشهيد ياسر وحبسنا. في يوم العيد بلغه خبر اشتهاد ياسر وقال لن أحضر إلا وأن أحرر كاجوكاجي وقد كان.
في البداية كان اللقاء بالمقدم/ بدر الدين عبد المعروف الماحي والذي امتدت علاقتي معه منذ منتصف الثمانينيات وعملنا معاً بجريدة الرأي مع الراحل المقيم محمد مدني توفيق وفي الشبكة الرياضية مع مصطفى النقر/ عبد الله عبد العزيز/ صديق جبارة/ منزول/ ومجذوب حميدة وأقول بكل صدق ان العسكرية قد سرقت قلماً كان سيكون له شأن ولكنه دخل الكلية عن رغبة فقد كان مميزاً فكان اللقاء به فقال:-
بدر الدين عبد المعروف الماحي مراحلي الدراسية منذ الابتدائي إلى العام بشندي ثم جامعة القاهرة خريج حقوق وعملت بصحف الشبكة/ الرأي/ الأضواء والتحقت بالكلية الحربية في الدفعة (39) دفعة الشهيد وداعة الله، وكان يطلق عليها (3) شمال و(9) يمين وكان ذلك في عام 1988 وتخرجت عام 1990 وعملت بسلاح المدرعات والشرطة العسكرية وفي منطقة غرب النوير بربكونا متحرك عزة السودان وأصبت في فارينق بنسبة عجز 45% وعدت للشرطة العسكرية ونزلت للمعاش برتبة مقدم، وعملت مديراً لشركة ساجدين وأخيراً وكالة سيراز للسفر والسياحة.. وعن دخوله للكلية قال ان كمال قد شجعه على ذلك وحمل أوراقه وقدم له هو وشقيقه الشهيد ياسر خريج الدفعة (40) وكان يقول لنا انتو وجدارتكم في المعاينات وأنا منذ الجامعة معجب بشخصيته فقد شال الشيلة مع الوالد والذي كان موظفاً يعول أسرة محمولة، وأنا معجب جداً بشخصيته فقد دربني وشقيقي الشهيد ملازم أول ياسر وكان وكأنه لا يعرفنا وقد حبسنا مرة في عيد الفطر ورفض لنا السفر إلى شندي لحضور زواج شقيقتنا وسمح لنا بالسفر يوم العيد بعربة الخضار وعاتبته الوالدة على ذلك وقال له (أحسن يتعودوا على كده لأن في العسكرية تمر عليك ظروف قاسية) وخلال التدريب كنا نسمع همساً من الدفعة اعجاباً به وكان لا يتدخل في شؤونا العسكرية رغم ان له زملاء قادة في وحدات ولا يدخل كواسطة لنا ويقول لنا شغلك هو مفتاح نجاحك وكان مبراً لوالديه وأذكر انه في جبيت أرسل لنا دراجات هوائية بالقطار وعندما ذهب إلى مصر أحضر معه حللاً وعندما فكر في الزواج كان ما يحضره لتأسيس منزله يحضره للوالدة وذهب إلى دورات خارجية وعاد وتم نقله للاستوائية وكان محاصرا وأصيب في يده في كاجوجاكي وقتها كان برتبة عقيد، وفي شالي استشهد شقيقي الأصغر ياسر عبد المعروف وعندما بلغه الخبر قال لن أعود إلا وأن نحرر كاجوجاكي لأنه كان القائد فتحقق ذلك وعاد بعد شهرين وقدم واجب العزاء في الشهيد ياسر.. وكمال رجل مميز وهو مسكون برجاحة العقل وحلال مشاكل فقد حدثت جريمة قتل طرفاها شقيقان قاما بقتل ابن عمتنا بالجامعة وفشلت كل مساعي الصلح داخل البيت الواحد لتمسك أهل الدم بالقصاص وجاء وفد بقيادة مجذوب الخليفة له الرحمة ولم تكلل مساعيه بالنجاح لتعنت الأطراف وجاء كمال وفي زمن وجيز أعاد الأمور إلى نصابها بحكمة ودراية وعقد احتفال على مستوى بهذا بأم درمان حضره مجذوب الخليفة له الرحمة.. وكان حريصاً على زيارات الأهل والترابط الأسري ويلزمنا في المناسبات بالذهاب فيقول فلان يذهب لمناسبة فلان وما أذكره عن مد أياديه للناس بأن لنا صديقا للأسرة يدعى السر قريش لم نراه منذ (82) وقام هو واستدعانا أنا والوالدة وذهب بنا إلى السلاح الطبي وعلمنا بأنه مصاب بفشل كلوي فتابع كمال علاجه إلى ان من الله عليه بالشفاء وهو يحرص دائماً على زيارة الحاجة فاطمة والدة الشهيد ابراهيم شمس الدين في أوقات غير معلنة، وكان يمر على الأهل ويسأل عن نواقصهم ويلزمنا كإخوان بتكملتها. وسألت بدر الدين عن حكاية السفر إلى كادقلي فقال (طبعاً الأخ كمال ساكن في حي المطار وكان يومياً يمر على الوالدة بالحتانة وهو في طريقه للكلية وقد حدثت لنا اصابة في حادث حركة ونحن في طريقنا إلى كسلا وما يزال يشكو من آلام في رجله ويوم الاثنين 4/10 وأنا طالع من البيت اتصل بي وقال لي (يا بدر الدين اعمل لي حجز عند الدكتور وأنا أتألم من رجلي ووجدت الدكتور غير موجود وثاني يوم ذهبنا للدكتور هجو في الشهداء وثاني يوم استدعى لمهمة هجليج فكان رده (أنا جاهز خلال 24 ساعة) رغم معاناته وعند الدكتور هجو دخلنا إلى الستارة لعمل الموجات والفحوصات وهجو قال له تحتاج إلى راحة وقال لن أتأخر عن تلبية الواجب وغداً مسافر منذ الصباح الباكر، وفي تمام الواحدة صباحاً قام بزيارة للوالدة وأخبرها بذلك وطلب منها العفو والدعاء وغادر الصباح الى الكلية الحربية لعملية التسليم والتسلم وقلت له ان رجلك تؤلمك فكيف تذهب فقال لي لو كراعي انقطعت لا اتردد في اداء الواجب واخيب ظن من اولوني الثقة وانا اهل لذلك وواثق وعليكم بالدعاء وكان بتصل بنا دائما وانا مسميه خلفية والدنا له الرحمة ويوم الجمعة ونحن نتأهب للصلاة الساعة 12 ونصف اتصل بي وقال لي نحن داخلين هجليج وكنا نتأهب للذهاب لعقد كريمة وابن والي نهر النيل الهادي عبداله وكان السيد الرئيس حاضرا وكان خالنا بشير سليمان يجلس بجواره التفت اليه الرئيس وقال له (كمال معروف وداختك تمام ) وهسع سوف تسمع في المسجد تحرير هجليج، وتمت اذاعة البيان ولا نتصور الجموع التي هبت الي المنزل مباركة بعد اذاعة البيان بعد 3 ساعات وقتها لم أكن مطمئنا عن كمال وبحمد الله ظهر في التلفزيون بصحة وطمأننا عن حاله واختلطت دموع الفرح وما اصعبها دموع الرجال..
الشهيد ياسر عبدالمعروف
هو من الدفعة 40 ومن القيادات الاسلاميين وله تأثير واضح في الكلية وعمل بعد التخرج مديرا لمكتب الهادي عبدالله حينما كان مدير لجهاز الامن لمدة 4 سنوات في لواء الادارة.. وكلف بقوة لقيادتها لتحرير شالي واستشهد يوم 1997/3/14م، وتم تعيين الماحي في مكانه والحمد لله فإن ياسر قد نال الشهادة وله الآن من الابناء بلقيس ومحمد المجتبى والآن الاسرة فيها 14 شهيدا باسم ياسر واثر عليّ ولن انساه وانني اقرب زول اليه ونحن كأنما اسرار البعض.
والدة اللواء كمال الحاجة بلقيس
قالت لنا انه رفض دراسة الجامعة ليساعد والده الذي كان موظفا عاديا ومحمولا.. كان متفائلا واوصاني على أولاده واحتسبت الشهيد ياسر .
وفي لقائنا بوالدة سعادة اللواء كمال عبدالمعروف قالت:ان اسمي بلقيس سليمان الخليفة بشير، وعن كمال قالت :كان طفلا هادئا ومهذبا ومتدينا ومحبوبا من قبل الجميع ووالدهم له الرحمة كان نعم الاب لهم و تعب كثيرا في تربيتهم فقد كان موظفا بوقاية النباتات ودخله قليل ولكن بحمد الله وقناعته وعمل أبنائه في الاجازات قد اعانه كثيرا فكان يعمل باليوميات في المؤسسات والمصانع ، مصنع نسيج شندي والبنيان ووالده له علاقة صلة بنا فهو عبدالمعروف الماحي بشير وانا بلقيس سليمان الخليفة بشير ... والشهيد ياسر استشهد بعد 17 يوما من سفره الي شالي اي يوم 1997/3/17م، ولذلك قصة فقد صليت الجمعة ومرقت الى زيارة وخالي قال لي انتي ماشة وين امشي ارجعي البيت قلت له في حاجة اصابت كمال الذي ان في كاجو كاجي ام ياسر في شالي ، وقال لي ياسر استشهد ودعوت له والحمد لله كنت ثابتة..
وماذا عن سفر سعادة اللواء لتحرير هجليج؟:
فقالت حاجة بلقيس :ان كمال اتى الى يوم الخميس الساعة الواحدة والنصف صباحا وقال لي انا مشغول وهجليج سقطت وتم تكليفي بقيادة قوات استرداد هجليج وقلت له انك مازلت تعاني من الاصابة التي حدثت لك في حادث حركة بطريق كسلا ، فقال لي لو قطعتها وحملتها على كتفي فلن اتخاذل بس اطلب منك العفو وابقي عشرة علي اولادي. وذهبت لهم صباحا في حي المطار ووجدت حرمه نازك وبناتها في حال بكاء وصبرتهم وقلت لهم انا متفائلة بعودة كمال وقلبي يحدثني بذلك وبعد ان سافر لم يتصل الا بعد فترة وكان يقول لنا دعواتكم وانقطعت اخبارة الى ان تم تحرير هجليج وسادنا الفرح عندما شاهدته في التلفزيون وبكيت فرحا واجمل شيء في ذلك ما قدمه لي زملاؤه من الدفعة 29 فقد زاروني بالمنزل واهدوا لي سيف النصر وانا اخيرا شاكرة لكم في الصحافة ابني عوض السيد كل من زارنا..
محمد عبدالمعروف الماحي يقول:
كنا منزعجين في الايام الاولي لكن تميزه وقدراته بددت ذلك قال لنا لو بترت ساقي لن اتخلف وهذا شرف لا يأخذه اي شخص..
اما آخر عنقود الاسرة محمد عبدالمعروف الماحي قال (ان تكليف كمال كنا متفائلين به لثقتنا في قدراته وتقديره للمسؤولية فهو مميز ولكن كنا منزعجين نوعا ما واكثرنا من الدعاء له دبر كل صلاة وكان يعاني من آثار حادث مروري اثر على رجله وقبل يوم من سفره كان عند الطبيب وقال لنا ان هذا شرف له ويذهب الى هنالك حتى ولو بترت رجله لأن هذا الشرف لا يجده اي شخص وهو اكتسب تجارب فقد كان محاصرا في كاجو كاجي لمدة شهرين وبعد استشهاد شقيقه ياسر رفض العودة فقد كان قائد متحرك كاجو كاجي والانفال وزول معارك ونحمد الله على توفيقه وكمال هلالابي لا يفوت مباريات الهلال.
خاله بشير سليمان الخليفة يقول:
التفت الى عمر البشير وقال لي كمال تمام وشغله تمام تمنيت لو شهد الجميع حفل وداعه في الكلية وهو محمول على الاعناق.
اما بشير سليمان الخليفة خال اللواء كمال عبد المعروف يقول نحمد الله الذي حقق النصر للامة السودانية كافة في هجليج بقيادة ابننا البار ومصدر فخرنا اللواء كمال عبد المعروف بقيادته الواعية والحكيمة فقد دحر الاعداء وشتت شملهم وحرر هجليج عنوة واقتدارا فكان فتحا مبينا ونصرا مبينا تحقق بالدماء والاستشهاد، وجاء النصر في الجمعة المباركة ساعة استجابة الدعاء وانصهر المواطنون في بوتقة واحدة تاركين الحزبية والجهوية وتوحدوا خلف قواتنا النظامية وهذا النصر شارك فيه جميع السودانيين والذين اذا اعتدى عليهم عدو لا يتهاونون وانما يهبون هبة رجل واحد.. وعن متحرك استعادة الحق فأنا خال سعادة اللواء وأخ لوالدته بلقيس وبحسب معرفتي اللصيقة به فإني اقول انه من الذين بلا شك اعدوا ليوم كريهة لمثل هذا اليوم وهو استرداد هجليج فكمال رجل اهل لذلك فهو ولد في قرية بين الخلد والمسيد ودكان جده لأبيه حاج الماحي بالمكنية غرب شندي وجده لأمه الخليفة سليمان الخليفة بشير خليفة الشيخ حامد ابو عصايا، فكان متدينا وذا شجاعة واخلاق كريمة وادب جم متواضع واخو بنات وابو بنات حيث له (4) اخوان (و(5) بنات وكان يقدم كل المساعدات للحي وعندما رحلوا من المكنية الى شندي كانت دارهم لا تخلو من محتاج او ضيف.. وعندما كلف بالسفر الى هجليج اخبرني بذلك الساعة الواحدة والنصف صباحا وذهبنا معه الى الكلية لعملية التسليم والتسلم وكان منظرا أكد عظمة هذا الرجل حيث حمله زملاؤه على الاعناق حتى الطلبة الحربيون وكنت متأكدا من ان النصر حليفه.. اما عن خبر استرداد هجليج فقد كنا في عقد ابن وابنة الهادي عبد الله وكنت قريبا من السيد الرئيس لحظة مراسم العقد فإذا به يلتفت الي ويقول لي كمال تمام وشغله تمام واوفى بعهده وصلى في هجليج وبعد ذلك تمت اذاعة البيان وخرجت جحافل البشر ولاحت بشريات النصر ونهنئ هؤلاء وللجرحى الشفاء والشهادة لمن اختاره الله.
صفحات من كتاب اللواء
كمال عبد المعروف الناصعة
٭ لواء ركن كمال عبد المعروف الماحي.
٭ الدفعة (29)
٭ التحق بالقوات المسلحة 1987م
٭ نال دورات المشاة الداخلية والخارجية.
٭ دبلوم علوم عسكرية
٭ بكالريوس علوم ادارية وعسكرية جامعة مؤتة الاردن.
٭ ماجستير علوم عسكرية كلية القادة والاركان.
٭ زمالة الحرب العليا من الاكاديمية العسكرية العليا.
٭ دورات سياسية واستراتيجية من مركز جنيف للسلام.
٭ بكالريوس علوم الادارة جامعة الزعيم الازهري.
٭ والآن يحضر للدكتوراة في جامعة كرري.
٭ عمل معلما بمدرسة ضباط الصف بجبيت ومعلما بالكلية الحربية وقائداً لحامية تركاكا وكاجوكاجي وقائدا لمتحرك الانفال، وقائد ثاني لواء الادارة بالقيادة وملحق مقيم بالصين وغير مقيم بالكوريتين وفيتنام، ومدير لادارة العلاقات الدولية بوزارة الدفاع ثم قائدا للكلية الحربية واخيرا قائدا لاسترداد الحق.
أسرة اللواء كمال عبد المعروف
ما شاء الله وفعلا ان المال والبنين زينة الحياة الدنيا فاللواء له من الذرية: شذى، شهد، شيماء، شادن، علاء. ومن البنين محمد، ياسر، معروف، جعلهم الله من أبناء الوطن الصالحين واقر بهم اعين والديهم وحرمه نازك محمود.
أسرة العم عبد المعروف الماحي له الرحمة
٭ حرمه بلقيس سليمان الخليفة.
٭ لواء كمال عبد المعروف الماحي.
٭ دكتور قادم عبد المعروف الماحي بالسعودية.
٭ مقدم معاش بدر الدين عبد المعروف الماحي مدير وكالة شيراز للسفر.
٭ شهيد ملازم اول ياسر عبد المعروف.
٭ الماحي عبد المعروف بالامارات.
٭ عمار عبد المعروف بالجزائر.
٭محمد عبد المعروف، شركة اساور للبترول.
٭ و(4) شقيقات ما شاء الله.
حاجة بلقيس وأبيات من الشعر
الحاجة بلقيس اضافة الى انها لبقة وبليغة في حديثها فقد فاجأتني بقولها لي انها تجيد الشعر العامي فطلبت منها ان تسمعني ابياتا.. فقالت لي عندما تم تخرج كمال من الكلية الحربية ذهب الى دورة في جبيت وقلت:
يا الله يجي عائد وبالصحة منصور وزايد
والملازم كمال يبقى رائد
انت يا الخير ابو فوائد
وانت يا الاسد ابو قلايد
انت تتلقى الشدايد وتجي
منصور وعائد..
خاتمة
ساعات كانت الصحافة بين رحاب هذه الاسرة المجاهدة والتي قدمت اربعة من ابنائها كضباط في الجيش والامن وهم مجاهدون ولهم باع في مجالهم العسكري والشاهد على ذلك المعارك التي كانوا ابطالا لها، كاجوكاجي، شالي، ربكونا، واخيرا هجليج.. ففي فضل الجهاد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من رضي بالله رباً وبالاسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً وجبت له الجنة)، ففعجب لها ابو سعيد الخدري فقال (أعدها علي يا رسول الله فأعادها عليه)، ثم قال واخرى يرفع الله بها للعبد مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض)، قال وما هي يا رسول الله قال (الجهاد في سبيل الله).
٭ وأخيراً اسأل الله ان يتقبل شهداءنا ويشفي جرحانا واقول لآلهم وذويهم:
لا تجذعن اذا نابتك نائبة
واصبر ففي الصبر عند الضيق متسع
ان الكريم اذا نابته نائبة
لم يبد منه على علاته الهلع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.