(قيادة القوات المسلحة استلمت التمام بالسيطرة على هجليج من اللواء الركن كمال عبد المعروف قائد قوات الاسترداد عند الساعة الثانية وعشرين دقيقة ظهر اليوم الجمعة) أفاد وزير الدفاع الفريق أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين في مؤتمره الصحفي عصر أمس الأول الجمعة في أعقاب الإعلان الرسمي باسترداد هجليج كانت دافعاً ومفتاحاً للبحث عن مفتاح النصر الذي عادت عبره المدينة الإستراتيجية، فمن هو اللواء الركن كمال عبد المعروف؟ وما قصة الرجل مع هجليج؟ ومن أين أتى إليها؟ هذه الأسئلة بجانب أخرى حاولت جاهداً وطوال نهار أمس تجميع بعضاً من المعلومات حول الرجل إلا أن الحفيظة العسكرية للكثير من الضباط العسكريين كادت أن تحول دون إكمال هذا التقرير.. وإن كانت هناك ثمة إضاءة ثانية للولوج إلى الرجل المفتاح فلتكن الكلية الحربية والتي افتتحت لأول مرة عام 1905 م باسم المدرسة الحربية بغرض إيجاد كادر مدرب من الضباط الوطنيين، وكانت ولا تزال مصنع الرجال وعرين الأبطال،عبر مسيرتها الطويلة تميزت الكلية الحربية، من خلال برامجها وكادرها التعليمي المميز، ودارسيها من الطلبة الحربيين، عرفت باهتمامها بالتقاليد العسكرية، فقد كان للضباط والرتب الأخرى الوطنية دور كبير في غرس حب الوطن والإخلاص في العمل والتنافس الشريف في سبيل الارتقاء بالمهنة العسكرية، ولكن ما علاقة الرجل بلكلية الحربية؟ يقول المثل الدارجي (إذا عرف السبب بطل العجب) فالكلية الحربية كانت محطة الرجل المفتاح الأخيرة التي إتكأ عندها قبل المجئ إلى هجليج، ففي الثامن من أبريل الجاري أقامت الكلية الحربية حفل وداع لقائدها اللواء الركن كمال عبد المعروف؟ وأشاد اللواء ركن قسم الباري مرحوم قائد الكلية الحربية في احتفائية اللواء الركن كمال عبد المعروف بجهود الرجل المفتاح في تأهيل وتطوير الكلية الحربية وتهيئة بيئة العمل في مجال التدريب والتأهيل ورفد القوات المسلحة بكادر بشري مؤهل قادر على حماية البلاد وعدد صفات المحتفى به وتواصله مع أفراده وأردف قائلاً تميز المحتفى به بصفات الصبر والشجاعة في كافة المناحي. من جانبه أشاد البروفيسر يوسف حسن عبد الرحيم مدير جامعة كرري بالمحتفى به (اللواء كمال) وما بذله من جهود لتطوير الكلية الحربية وتذليل كافة معوقات العمل الأمر الذي جعلنا أكثر تطوراً ومواكبة للتقدم العالمي في هذا المجال فضلاً عن جمعها بين العلوم العسكرية والأكاديمية . عموماً فإن السيرة الذاتية للرجل المفتاح أنه من ولاية نهر النيل محافظة المتمة قرية المكنية التحق بالقوات المسلحة سنة 1978م الدفعة 29 وحصل على دبلوم العلوم العسكرية الكلية الحربية السودانية كما نال كافة دورات المشاة الحتمية الداخلية والخارجية وحصل الرجل على بكالوريوس العلوم العسكرية والإدارية من جامعة مؤتة الأردنية بجانب نيله لماجستير العلوم العسكرية كلية القادة والأركان زمالة الحرب العليا من الأكاديمية العسكرية العليا كما نال دورات كبار القادة الإستراتيجية دورة السياسات الأمنية والإستراتيجية مركز جنيف للسلام. ومؤهلات الرجل الأكاديمية هي الشهادة السودانية ثم نال بكالوريوس في علوم الإدارة جامعة مؤتة الأردنية ألحقه بدبلوم عالٍ في الدراسات الإستراتيجية من جامعة الزعيم الأزهري ثم ماجستير الدراسات الإستراتيجية من جامعة الزعيم الأزهري ويحضر الرجل حالياً للدكتوراة في إدارة الأعمال من جامعة كرري، وعمل اللواء الركن كمال عبد المعروف خلال مسيرته العسكرية قائداً لفصيلة ثم سرية كتيبة ثم معلم بمدرسة ضباط الصف جبيت ومدرسة الكلية الحربية قائد حامية تركاكا قائداً لحامية كاجوكاجي قائد متحرك الأنفال بالإستوائية قائد ثاني لواء إدارة القيادة العامة قائد مدرسة ضباط الصف جبيت ملحق عسكري مقيم بجمهورية الصين الشعبية وملحق عسكري غير مقيم بكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية وفيتنام مدير إدارة العلاقات الدولية بوزارة الدفاع قائد الكلية الحربية السودانية. من الذين استنطقتهم أمس بعد معاناة طويلة عن الرجل المفتاح كان اللواء الركن عبد العزيز عبد الرحمن قائد قوات الدفاع الشعبي الذي أجابني بأن اللواء كمال عبد المعروف الماحي التحق بالقوات المسلحة في الدفعة (29) وتخرج في مايو 1980 وعمل في وحدات الجيش المختلفة وكان قائداً للكلية الحربية قبل تعيينه مؤخراً قائداً للفرقة (14) في هجليج خلفاً للواء الركن بشير مكي، ويصف اللواء عبد العزيز رفيقه اللواء كمال بأنه رجل (أخو أخوان) وذو خلق ودين وشارك في جل العمليات العسكرية للقوات المسلحة في أحراش الجنوب، ثمة ما يمكن أن نختم به تقريرنا هذا هي تلك الإفادة التي أدلى بها الرجل المفتاح اللواء الركن كمال عبد المعروف للفضائية السودانية مساء أمس السبت وقوله إن قوات الجيش الشعبي جاءت لتتسلح بأسلحتنا كما وعودهم قادتهم في جوبا فرجعوا وقد تسلحت القوات المسلحة بأسلحتهم التي جاءوا بها من دولة الجنوب، إذن فالرجل المفتاح قد أوفى بما وعد به قادته من قبل فأدى صلاة الظهر هناك ولم ينتظر صلاة العشاء كما خطط قادته لذلك. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 22/4/2012م