تم العثور بمدينة الدامر على مقابر تعود لتاريخ مملكة مروي أثناء عمليات إنشائية لبناء مجمع إسلامي، ووصف الكشف الأثري الذي عثر عليه بالصدفة بالمهم في سياق الدراسات والأبحاث المرتبطة بالرقعة الجغرافية التي كانت تحتلها مملكة مروي. وقال أستاذ الآثار بجامعة وادي النيل، فائز حسن عثمان، للشروق، إن الكشف الأثري أوجد الأسانيد المادية للاجتهادات والافتراضات البحثية النظرية التي كان يتحدث عنها باحثون بحدود المحافظة الوسطى لمملكة مروي، والتي تضم العاصمة والثقل الاقتصادي والتجاري بالدامر. وكشف أن المقابر تعود للثلاثة قرون الأخيرة من تاريخ مملكة مروي، وهو ما يحمل دليلاً مؤكداً وقطعياً على امتداد مملكة مروي من مناطق الدمازين والرصيرص جنوباً وحتي أسوان شمالاً. وأوضح أن المقابر عثر فيها على أوانٍ فخارية ذات تقنية صناعية متميزة تطابق بتصاميمها ما تم تداوله في مناطق المراكز الحضرية المتقدمة للمرويين. وأضاف عثمان أن الأواني بحسب نمط تصنيعها أكدت أن مدينة الدامر كانت تمثل محطة رئيسة في المحافظة الوسطى. وأشار إلى أن طريقة الحفر التي تمت بواسطة عمال تشييد المشروع لم تراع فيها الطرق والأساليب المهنية والفنية، ما أدى لتهشيم وتحطيم مجموعة كبيرة من الأواني إلا القليل.