اختتمت في العاصمة التركية أنقره ، تظاهرة اعلامية شارك فيها نحو 300 من الصحفيين والاعلاميين الأفارقة من 54 دولة ،في منتدى استمر يومين نظمه مكتب رئيس الوزراء التركي ،سعى الى تكريس الاهتمام التركي بالقارة السمراء وولوج تضاريسها السياسية والاقتصادية المتعرجة من خلال تبادل المنافع وتوسيع النفوذ التركي المترافق مع نهضتها الاقتصادية، خصوصا أن طريق دخولها النادي الأوروبي لا يزال وعرا. وأكد خبراء إعلام أهمية العلاقات بين تركيا ودول القارة الإفريقية، التي شهدت نموًا مطردًا خلال الأعوام القليلة الماضية، مع ضرورة تصحيح المفاهيم الخاطئة بين الجانبين وأهمية تجاوز فكرة الوسيط، وألا يكون هناك طرف ثالث في علاقة كل منهما بالآخر. وشدد المنتدى على ضرورة اقامة منتدى دائم للاعلام بين تركيا والقارة الافريقية من اجل تحقيق التواصل والتضامن بين الطرفين،وتعزيز التضامن بين وسائل الاعلام من كلا الجانبين، وتعهد المشاركون في الملتقى بدعم المبادرات الاعلامية الرامية الى تعزيز التواصل بين تركيا وأفريقيا واقامة انواع من التعاون الثنائي أو الجماعي بين الطرفين. وشدد البيان الختامي على أهمية الحرية الصحافية في نقل المعلومات بشكل دقيق بعيدا عن التحيز والحفاظ على الموضوعية في النشر والاقتباس، كما تعهد بإطلاق برامج لتبادل الخبرات والمعلومات في المجال الصحافي. كما ركز المشاركون على تأكيد مبدأ حرية الصحافة استنادا إلى كافة المواثيق الدولية التي تنادي بحق حرية المعلومات،ورفضوا فرض أية رقابة على وسائل الاعلام وممارسة أية ضغوط على الصحفيين وتوقيفهم تحت أية ذرائع للحد من حرياتهم،وتوسيع نطاق الخطوط الحمراء حسب مزاج السلطة،وتم الاتفاق على تبادل عقد المؤتمر بصفة دورية على أن يعقد المؤتمر القادم في إحدى الدول الافريقية خلال عام 2013. نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج الذي رعى المنتدى وخاطب جلستيه الافتتاحية والختامية، وحرص على حضور البرامج الترفيهية المصاحبة، حاول بث رسالة تطمينية الى الشعوب الافريقية عبر مجتمعها الاعلامي متحدثا عن المعاناة التي مرت بها الشعوب الافريقية ضد الاستعمار، مؤكدا أن تركيا تمد يد العون وأنها ليست لها أية أطماع إقليمية، وأنها كانت دوما تعارض كافة أنواع الاستعمار على أساس اللون أو الدين أو العرق والذي عانت منه. كما سعى الى ازالة أية مخاوف من اهتمام بلاده بالقارة أو تفسير عن مطامع في الثروات الأفريقية وغزو أسواقها،عندما أشار للمشروعات التي تقوم بتنفيذها في مختلف الدول لصالح الشعوب الافريقية والمستثمرون الأتراك من المشروعات في مجال البناء والانشاءات و إقامة المصانع وفتح المدارس وإقامة المستشفيات إلى شق الطرق والآبار. أنقره سعت من خلال تنظيم المنتدى الاعلامي الى فهم أفضل للعلاقات التركية الافريقية التي تعود بجذورها للعصر العثماني، لكنها انكفأت على نفسها بعدئذ، ثم اتجهت نحو دول البلقان التي يتحدث نصفها تقريبا «6 دول» التركية ،وليس سهلا عليها منافسة دول آسيا الأخرى التي سبقتها للقارة مثل الصين والهند،ثم ايران الزاحفة نحو أفريقيا،ويحفزها نحو قارتنا حجم سوقها "مليار نسمة" مع تصاعد الأوضاع في سوريا التي أفقدها سوقا قريبا حجمه 40 مليار دولار سنويا. الكاتب الإسلامى فهمى هويدى الذي شارك في المنتدى يرى أن مصر وتركيا يمكنهما العمل والتعاون معا فى ملء الفراغ فى القارة الإفريقية، مؤكدا أن ثقل البلدين فى محيطهما يؤهلهما للاضطلاع بهذا الدور تماما، وأكد هويدى أن "تركيا تتحرك وتعمل ولا ينبغى لأحد أن ينتقد دورها فى القارة الأفريقية، لأن هناك فراغا فى أفريقيا أفضل من أن تملأه إسرائيل وغيرها من القوى الدولية". تركيا صعد اهتمامها الاعلامي بأفريقيا عربيا عندما أطلقت قبل سنوات قناة بالعربية تخاطب الشعوب السمراء المتحدثة بالعربية ،وتتجه لاطلاق قناة أخرى ناطقة بالانجليزية ،ترافق أذرعها الاقتصادية وكالة التنمية التركية "تيكا" و فيدرلية رجال الأعمال "توسكون" التي لديها فرعان في الخرطوم وأديس أبابا،حيث يستثمر خمسة آلاف رجل أعمال تركي في القارة حاليا. تركيا التي تمر بأقوى فتراتها واقتصاد ناهض، ازدادت أهمية إفريقيا بالنسبة لسياستها الخارجية في السنوات الاخيرة،وتتطلع لمزيد من المسؤوليات، والأدوار في المنطقة، لذا تتجه لبناء شبكة علاقات استراتيجية منفتحة مع القارة،غير أن ثمة جوانب تدعم هذا الاتجاه لا تزال ضعيفة،وهي المتصلة بالتنمية البشرية عبر دعم التدريب المهني والفني والمنح الدراسية،بجانب حاجز اللغة الذي يحتاج الى جهد اضافي،لكن بإرادة قيادتها التي حققت خلال العقد الأخير قفزات كبيرة نحو النهضة والريادة، يمكنها انجاز مكاسب جمة في الطريق الذي اختارته نحو القارة السمراء. غدا قصة الرئيس الذي لا ينام