السلام عليكم ورحمة الله يسعدنا جدا أن نطل عبر نافذتك المضيئة نمريات لتشع نورا علي هذه البلدة التي نامت كثيرا ونسيت أكثر فلك جزيل الشكر. لقد كتبنا من قبل في هذا السفر الميمون ما وصلت إليه قرية الشريف مختار العلم الذي لا تخطئه عين إذ أنها من أكبر قري جنوب الجزيرة، حيث يفوق سكانها أربعة عشر ألف نسمة ورغم هذا الكم والموقع الجغرافي من المنطقة (نهاية مشروع الجزيرة وبداية مشروع المناقل)، مازالت تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة في ظل ثورة التنمية. فمركزها الصحي الذي أسلفنا الذكر عنه في عدد سابق بعنوان(الشريف مختار بين قرصنة القرار وداء الانشطار) أنه قد ذهب القديم منه والحديث علي مرأى ومسمع من أولي الأمر، ليس إلا تنصلا عن المسؤولية ضعفا أو تجاهلا ينبئ عن مسارات إهليجية وخطوط تبين وتختفي تنبئ عن تعاطف بعض بؤر الفساد مع من فسد من الإدارة الأهلية ليغوض هذا الحق المشروع لهذه الآلاف المؤلفة في عصر التكنولوجيا لترزح قرية بهذا الحجم تحت أقدام التخلف وجحيم التطرف ورغم السعي الدؤوب من الإدارة الأهلية متمثلة في اللجنة الشعبية الجديدة إلا أن الطريق موحلة ملأى بالأشواك، والقرية موحشة جرداء من التنمية التي طالت أدني القري سكانا ، لكن الأشواق إلي الغد المشرق وحيوية الشباب تدفع هذه اللجنة الوليدة من عمق المتاعب للعبور إلي النور حيث تختفي الظلال القادمة إلي أجحارها رغم بعض الأبواب المؤصدة التي تخفي ما يجب توضيحه بين عتمة الرواق والأوراق قبل أن يدرك شهرزاد الصباح فتسكت عن الكلام المباح. فالمركز ذو التأريخ القديم مسلسل لحضارة بلغت ذروتها ثم إنهارت ولم يبقَي منها إلا شاخص يصلح موقعا لبعثة أثرية. وبين يدي المراجع العام بعض ما سُلم ولم يُسلم ،فما بين المحلية والإدارية والأهلية جعجعة ولا طحين فمن العجائب والعجائب جمة أن يعود بعض ما طحن حبا (فسبحان من يحيي العظام وهي رميم) فبعض ما صُرف لبند التعمير يعود ببند التأخير، فإذا كانت الجهات التنفيذية تُقر هذا العبث فما بال العوام، وإن كان رب البيت للدف ضاربا فما شيمة أهل البيت إلا الرقص والطرب، وهيهات يستقيم الظل والعود أعوج . وإن كانت هنالك قشة يتعلق بها غريق فقرار السيد رئيس الجمهورية في محاربة الفساد . وبين مراجع الولاية والمحلية خط ساخن مضابط حواره أن يكون هذا الصرح أو لا يكون. وأخيرا نشكر كل حادب علي إقامة هذا المركز في السر والعلن علي النطاقين الرسمي والشعبي إقامة وإرساءً لقواعد المنفعة العامة .. ونرجو ممن كُلف بما يتعلق بأمر هذا المركز من إحقاق الحق مراعاة لأمر المسلمين وحتي لا يكون خصمه بين يدي الله أهل قرية بأثرها يوم لا درهم ولا دينار... إبراهيم الحجازي قرية الشريف مختار