تأسس مركز النعمة لذوي الاحتياجات الخاصة في عام 2006 بمنطقة النية من أعمال الريف الشمالي لمدينة الخرطوم بحري التابعة لوحدة السليت، ويعود الفضل في تأسيس هذا المركز إلى الاستاذة ايمان أحمد حسين. ويهدف المركز لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون إعاقات مختلفة في الحواس والأعضاء المختلفة وتشمل الاعاقة الحركية، الاعاقة البصرية، الاعاقة السمعية، صعوبات في التعلم والتوحد. ويسعي المركز إلى تأهيل هذه الشرائح أكاديمياً ونفسياً واجتماعياً ومهنياً. واللافت في السودان محدودية مثل هذه المراكز وتمركزها في العاصمة، ويعتبر مركز النعمة الوحيد في الريف الشمالي في وقت توجد فيه «72» مدرسة. «الصحافة» انتقلت الى المركز بعد تواتر انباء عن وصول جملة من الشكاوى تؤكد انه لم يعد قادرا على القيام بدوره الحيوي تجاه شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت كل المؤشرات التي قابلتنا بدءاً بالبهو تؤكد أن المركز يمر بمحنة غير مسبوقة وتهدد بتجفيفه ومسحه من خريطة الوجود في اعقاب نشوء صراع حول الارض التي يقوم عليها المركز، اذ طالب أحد المواطنين بنزع قطعة الارض الممنوحة له. وتقول تيسير محمد الإعلامية المعروفة ومقدمة برنامج «بيتنا» إن هناك أكثر من «360» من ذوي الاحتياجات بالريف الشمالي لمحلية بحري، في وقت لا يوجد فيه من المراكز المتخصصة إلا مركز النعمة الذي لا يسع إلا «75» منهم. وتمضي تيسير في القول إلى أن القائمين على أمر المركز يسعون لضم كل الموجودين بالريف الشمالي، ولكن ضيق ذات اليد يسد الطريق أمام التطلعات، إذ لا يملكون مبنى يسع العدد الموجود، كما يفتقر المركز لوسائل الترحيل ووسائل التعليم، علماً بأن الموجودين الآن هم داخل واحد من المنازل، ومباني المركز فقط عبارة عن فصلين من غير سقف ولا أثاث، في وقت بدا فيه برنامج «بيتنا» حملة منذ شهر دعماً للمركز. طارق هاشم قال إن البيت الذي يوجد فيه المركز كان قد تبرع به أحد المواطنين الى حين ايجاد قطعة أرض تأوي أولئك الاطفال الذين يعانون اعاقات متنوعة ومختلفة ذهنياً وسمعياً. اللجنة الشعبية بالحي تفاعلت مع بروز المركز، وقامت بتخصيص تلك القطة هدية منها لهؤلاء الاطفال، وتحفيزاً لهم وتشجيعاً وايماناً منها باهمية المركز الذي يقوم بتأهيل شريحة اجتماعية مهمة من خلال تنمية مهارات وقدرات المعاقين. وبالمركز خمس معلمات متطوعات باجر رمزي من عائد عربة الترحيل المتعطلة الخاصة بنقل الاطفال، وتلك مأساة اخري سببها عدم القدرة على صيانة وتوفير اسبيرات العربة. وتكفلت المحلية بإنشاء فصلين ومكتب في مساحة «1200» متر من مساحة المسجد من الجهة الشمالية الشرقية. وبدأ التشييد، وفجأة ظهر من يدعي أن هذه الأرض ملك له، فطالبه القائمون على أمر المركز بأن يذهب للجهات المختصة التي قامت بتخصيص القطعة البالغة مساحتها «1200» متر وتشمل المسجد من الجهة الشمالية الشرقية، علما بأن هذه القطعة تضم في الاصل أرضاً «بُقر» و «البُقر» يعني «الحكر»، وهو ملك للحكومة وتؤجره للمواطن لمدة معينة حتى تصبح ملكاً له. وبدأت دوامة المشكلات تترى على المركز لتنتقل الى المحاكم. وفي المرة الاولى شطب البلاغ لعدم كفاية الادلة، وقام ذات المواطن بفتح بلاغ ضد المركز مرة اخرى في قضية مدنية بالرقم «159»، وكان القرار الفاجعة بازالة المبنى.. وحكمت المحكمة له بأحقية ملكيته لهذه القطعة، لتقوم اللجنة بتقديم استئناف للمحكمة. والسؤال الذي قد يتبادر للذهن هو من يعوض كل تلك الخسائر حال رفض الاستئناف، علماً بأنه يمكن للحكومة تعويض هذا الشخص، لأن المركز مصلحة عامة وليست فردية. أما عن موارد المركز فقد ظلت المحلية تخصص «20» جالوناً من الجازولين للترحيل، وتوقف الدعم نسبةً لظروف المحلية، كما ظل المركز يتلقى الدعم من الرعاية الاجتماعية وديوان الزكاة بالتعاون مع المركز الدولي للسمع المتطور، ويتمثل هذا الدعم في سماعات وعجلات للإعاقات الحركية. محمد أحمد عثمان رئيس الأمن العام والنظام بالحي، تحدث قائلاً إن اللجنة الشعبية قامت بإعطاء المركز قطعة الأرض في حضور مندوب من مكتب الوالي السابق، وذلك ايماناً منها بأهمية المركز. طارق مبارك معتمد بحري تحدث ل «الصحافة» قائلاً إن مشكلة منطقة النية قديمة، وبرزت في عام 1946م. وإن قضية مركز النعمة أمام المحكمة، وانه بوصفه دستورياً يرى أنه لا بد الانتظار لحين الفصل وتكملة مراحل التقاضي، والقانون سيعطي كل ذي حق حقه. وأخيراً قبل أن نطوي صفحات هذه القضية نناشد والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر ومعتمد محلية بحري أن يضعا قضية منطقة النية ومركز النعمة بصفة خاصة نصب أعينهم، وإيجاد حلول لهذه المعضلة التي تخص شريحة من أهم شرائح المجتمع.