*قبل سنوات تحدث معي مدرب كرة قدم كبير وهو اكاديمي تاريخه ناصع فى مجال العمل الرياضي عرف بالجدية والنزاهة والاتزان ، حيث ذكر لي انه فى فترة من الفترات تولى الى جانب زميل له الاشراف على تدريب نادي كبير ذلك بعد أن تمت اقالة المدير الفني الاجنبي لتواضع النتائج حسب زعم الادارة أو ممول النادي الاكبر على وجه الدقة، واكد لي ذلك المدرب انه سعد جدا بهذا التكليف على الاقل تقديم خبراتي لابنائي اللاعبين وبالفعل والحديث للمدرب ، بدأت وزميلي الذى كلف بمهام المدير الفني وشخصي المدرب العام او مساعده بدأنا العمل بنفس وشهية مفتوحة ساعدنا فى ذلك تعاون اللاعبين وبدأت عجلة المباريات فى الدوران، وفى احدى المباريات انتبهت لزميلي المدير الفني ووجدته دائم الوقوف لا بسبب توجيه اللاعبين بل للاستماع لمحادثات متكررة عبر الموبايل وبعد كل محادثة يقوم بتوجيهات للاعبين داخل الملعب او تغييرات فى خانات اللاعبين او تبديلات بخروج لاعب ودخول آخر محله وكأن صاحب تلك المحادثات هو الذى يعطي التعليمات للمدرب، وحقيقة وما زال الحديث لمحدثي المدرب الكبير أنني انزعجت من هذا الامر، وفى المباراة التالية لم استطيع ان اتحمل وواجهت زميلي المدير الفني اثناء المباراة وقلت له لماذا تنصاع للذي يتحدث عبر الموبايل من المقصورة ، وكان رده بسيطا « يأخي هكذا هو حال انديتنا الكبيرة ونحن نريد أن نعيش ونضمن مرتباتنا » . قال محدثي هذا كان هو حديث زميل المدير الفني الذى صدمت فيه ولم املك الا ان اغادر الاستاد فى صمت اثناء المباراة بسبب هوان الاجهزة الفنية وخضوعها المطلق للذى يدفع المال من اعضاء مجلس ادارة النادي المعني، وذكر لي ذلك المدرب المحترم انه منذ ذلك الوقت ابتعد عن تدريب كرة القدم . *القصة اعلاه سردها لي احد المدربين الكبار وهي توضح بجلاء ضعف الاجهزة الفنية لكرة القدم فى بعض انديتنا لاسيما الكبيرة ولهذا لم أستغرب ابدا لما يحصل فى نادي الهلال حاليا ، أذ ان ادارة النادي نجحت هذا العام فى التعاقد مع مدير فني له اسمه وتاريخه فى خارطة كرة القدم العالمية الا وهو الفرنسي غارزيتو والذى اعطته صلاحياته كاملة غير منقوصة وبدأ الرجل بالفعل فى عمله الذى برهن من خلاله أنه لايحب التدخل فى عمله ولايعطي الفرصة لاي كأئن مهما كان وضعه فى النادي من التدخل فى عمله . *رئيس نادي الهلال واعضاء مجلس الادارة صرحوا فى اكثر من مناسبة أنهم لا يتدخلون فى عمل المدير الفني ولكن للاسف ولأن النادي ظل لسنوات يخضع فيه المدير الفني الى سطوة بعض اعضاء مجلس الادارة الذين للاسف قدموا لاعبا بعينه لأن يصبح هو صاحب القرار الاول والاخير فيما يخص الامور الفنية للفريق ولذلك سلب المدير الفني من أهم صلاحياته واصبح قزما امام ذلك اللاعب ليس هو فحسب بل حتى معظم اعضاء مجلس الادارة الذين اصبح لا حول لهم ولا قوة ولايستطيعون فعل شئ حيال الوضع المقلوب فى فريق الكرة . *جاء الفرنسي غارزيتو بصلاحيات كاملة وقدم دروسا عملية لكل المدربين الذين سلبت فى السابق اختصاصاتهم ومهامهم واعاد الهيبة لوظيفة المدير الفني، وحقيقة أقول حتى على صعيد المنتخبات الوطنية ومنذ فترة طويلة لم اشاهد مديرا فنيا مستقلا بقراراته مثل هذا الغارزيتو الذى بدلا أن يقف معه الكل نجده يحارب وبشراسة من انصار الوضع القديم المائل والذى اكتوت منه الرياضة السودانية كثيرا . *أرجو من مجلس ادارة الهلال أن يصبر على المدير الفني لأن تغيير كثير من المفاهيم المغلوطة يحتاج الى صبر وجلد ووقت كبير وذلك من أجل القضاء نهائيا على الفردية فى اتخاذ القرارات سواء اداريا او فنيا او حتى على صعيد اللاعبين . *مدير الكرة بنادي الهلال مهامه معروفة واعتقد أن الكابتن خالد بخيت بفهمه العالي وشخصيته القوية يؤدي المهمة بنجاح فقط مزيد من الدعم والسند من مجلس الادارة .