استضاف منبر وكالة السودان للأنباء «سونا» بالامس تجمع روابط وجمعيات وهيئات جبال النوبة الغربية فى ندوة ساخنة شهدت الوانا من الجدل، وان اجمعت مخرجاتها على رفض قيام ولاية غرب كردفان واتهمت اللجنة التى تم تكوينها من قبل رئاسة الجمهورية لاستطلاع اراء اهل المنطقة بعدم الحياد والنزاهة، واغفالها المتعمد لسماع الأصوات المناوئة لقيام الولاية الجديدة. فى بداية الندوة تحدث أمير أمارة الجبال الغربية صالح بخلفية تاريخية عن المنطقة، موضحا ان كردفان الكبرى قبل التقسيم كانت رئاستها فى مدينة الأبيض، الا انها مرت بكثير من التطورات اهمها التى حدثت عام 1994 والتى تم بموجبها تقسيم كردفان الى ان تم توقيع اتفاقية السلام الشامل في 2005، والتي قادت بحسب أزرق ، لأسباب قد تبدو موضوعية او غير موضوعية عند البعض، الى اذابة ولاية غرب كردفان، وأشار الامير الى ان امارة الجبال الغربية كانت لها ادارة قائمة بذاتها لها سلطان بمثابة الآمر والناهى والمسؤول امام المفتش الانجليزى، الى ان صدر قرار 1951 بضم ادارة النوبة للمسيرية مؤقتاً، وقال منذ ذلك التاريخ ظللنا نفتش عن حقوقنا الى ان اندلعت الانقاذ واصدرت مرسوماً بعد مجاهدات منا فى العام 1992 بتعيين امير للجبال الغربية والتى تتكون من 7 جبال وهى «كامده، تولشى، تيما، طبق ابو جنوك، الشبر، القاش»، واوضح ازرق ان المنطقة مكتظة بكيانات أخرى كالمسيرية والنوبة والداجو بجانب اقليات البرقو ،الصليحاب، التنجر، المعاليا، وأضاف «عشنا في نسيج اجتماعى متفاعل بعيدا عن القبليات» ولكن فى الاونة الاخيرة بفعل التمرد والمليشيات التى تكونت بعد تسليح بعض الجهات للقبائل، تهدد استقرار المنطقة، واوضح ازرق انه بعد اندلاع المشاكل الاخيرة فى جنوب كردفان قد عمد مجتمع «لقاوة» المترابط «مسيرية، داجو، ونوبة» ، الى توقيع ميثاق للحفاظ على سلام وامن المنطقة،وهو ما ادى حتى الان لان لا تخرج طلقة واحدة من محلية «لقاوة» ، وان هذا الواقع يدعونا لان نحافظ على هذا النسيج الاجتماعى بالمنطقة، وتبيان ان قيام ولاية غرب كردفان فى هذا الوقت غير مناسب نسبة للمشاكل العديدة التي تترتب عليه وتؤثر على التعايش فى المنطقة، واختتم امير امارة النوبة حديثه في الندوة قائلا «كل زول عندو طموح يطالب بحقوقه وسنبارك لهم ولاية غرب كردفان اذا قامت ولكن ستكون دون لقاوة الكبرى». وقال الوزير السابق وعضو شورى المؤتمر الوطنى بولاية جنوب كردفان بن عمر صابون من جهته ان اصدار قرار رئيس الجمهورية لاستطلاع كل اهل المنطقة حول امكانية عودة ولاية غرب كردفان هو تأكيد لأمر الشورى والتى بموجبها تم تكوين لجنة لاستطلاع اراء الناس، وشن بن عمر هجوما لاذعا على اللجنة ووصفها بعدم الحياد والنزاهة، وقال انها انحازت الى أطراف معينة وتجاوزت الأراء المخالفة لقيام ولاية غرب كردفان، وأشار بن عمر الى الظلم الكبير الذى لحق بمحلية لقاوة ابان فترة الولاية السابقة، مؤكدا على ان هيئة تنمية ولاية غرب كردفان السابقة همشت « لقاوه» برغم الموارد الكبيرة التى توفرت لها، وشيدت الخدمات فى مناطق اخرى، مؤكدا ان المنطقة لم تطالها يد التنمية او البنى التحتية الا فى الفترة الأخيرة في ظل قيادة مولانا أحمد هارون للولاية، وقال بن عمر « ليس لنا اى مصلحة فى قيام ولاية غرب كردفان». وتحدث المحامى جمعة ككى من ابناء المنطقة ،عن تداعيات قيام ولاية غرب كردفان،وقال ان ما يحدث الان من تداعيات اتى نتاجا لصراع تيارين، الأول خفى ينادى باعادة ولاية غرب كردفان بسبب نزوات شخصية وطمعا فى مناصب فى الولاية، والثانى تيار يرفض اقامة الولاية وتمثله امارة النوبة، وقال ككى: نحن بدورنا ارسلنا عدة رسائل فى هذا الشأن الى الجهات المختصة وقد وجدنا الاهتمام من الرئاسة وولاية جنوب كردفان بدراسة الأوضاع والاستماع لوجهات نظر المواطنين اولا قبل صدور اى قرار، ودمغ ككى اداء اللجنة بعدم الحياد وقال ان لها اخطاء كما انها كثيرة الانحياز الى الطرف الأخر الذى ينادى بقيام الولاية، بجانب عدم عدلها فى جلسات الاستماع بين جميع المكونات بتركيزهم على اهل المصلحة هذا الى جانب ادارة الجلسة من قبل معتمد المحلية الذى اعلن موافقته على قيام الولاية، واوضح ككى انهم فى « تجمع روابط وجمعيات وهيئات جبال النوبة الغربية»، يرفضون قيام ولاية غرب كردفان. ورجح عبدالعظيم أحمد رحمة الله معتمد أبيى السابق وعضو روابط وجمعيات وهيئات جبال النوبة الغربية،عودة ولاية غرب كردفان من خلال سيناريوهات كثيرة قام باستعراضها، الا انه ابرز موقفهم الرافض لقيام الولاية الجديدة جملة وتفصيلا، رغم ان منطقتهم كانت فى السابق جزءاً منها، وقال رحمة الله ان اللجنة فقدت حيدتها ونزاهتها تماماً بعدم سماعها للأصوات الرافضة لقيام الولاية، واوضح ان اللجنة وقعت فى فخ من استدرجوها لمصالحهم على حد تعبيره، واشار الى ان تجربتهم مع ولاية غرب كردفان في السابق كانت غير جيدة على مستوى السلطة والجهاز السياسى والادارى وحتى فى التنمية، وتابع : لانريد ان ان نستمر فى ولاية غرب كردفان، خاصة وان المنطقة الغربية غير آمنة وبها تفلتات كثيرة و لن نتحمل ان نكون فى ولاية بهذا الشكل، ثم ألمح رحمة الله الى ان من يسعون الى عودة ولاية غرب كردفان كانوا يديروا الشأن العام فى السابق، مؤكدا بانهم لن يسمحوا بان نكون مخلب قط وكبش فداء للاخرين لتحقيق مكاسبهم الشخصية وطموحاتهم، واختتم رحمة الله حديثه بانه ليس من مصلحة السودان وولاية جنوب كردفان فى هذه الظروف قيام ولاية جديدة. وفى المداخلات تحدث الدكتور عبدالباسط سعيد ،من ابناء المنطقة، وقال بانه شخصيا لا يؤيد قيام ولاية غرب كردفان ،واشار الى ان البعض يسعى في مواكبة ذلك الى قيام ولاية النهود، وتابع: اذا تم الحاقنا ب» لقاوة» فى غرب كردفان سنضعف النوبة ، واذا انضمت الى جبال النوبة سيكون ذلك الأمر خصما على المسيرية ،ولذلك من مصلحة الجميع هنا المحافظة على ولاية جنوب كردفان بشكلها الحالي.