شهدت مدينة تل أبيب أمس الاول مظاهرة صاخبة ضد اللاجئين الأفارقة الذين وصلوا اسرائيل عبر الحدود من مصر فارين من ويلات الحروب في أريتريا وجنوب السودان. وجاءت المظاهرة بعد أسبوع من التحريض العنصري ضد وجود اللاجئين الأفارقة في اسرائيل وتحميلهم وزر أعمال العنف والسرقات الأخيرة في جنوبالمدينة وبعد اعتقال الشرطة الاسرائيلية الأسبوع الماضي عددا منهم للاشتباه بارتكابهم جرائم مختلفة. ونظم اليمين الاسرائيلي مظاهرة صاخبة في تل أبيب دعت الى طرد المهاجرين الأفارقة من اسرائيل وخاصة مهاجري السودان واريتريا،و شارك في التظاهرة عدد من أعضاء الكنيست البارزين في الليكود في مقدمتهم الناطقة السابقة بلسان الجيش الاسرائيلي ميري ريجف ،ويرون لفين وميخائل بن أرييه، وطالب أعضاء الكنيست اليمينيين بابعاد وطرد الأفارقة من اسرائيل ،بينما هاجم العشرات من المتظاهرين لاجئين أفارقة كانوا في المكان، كما تجمهر المئات منهم في المحطة المركزية القديمة لتل أبيب حيث تتواجد أعداد كبيرة من اللاجئين الأفارقة و حاولوا الاعتداء عليهم. لكن العنف المتصاعد في الشوارع ضد المهاجرين الأفارقة بما في ذلك هجوم وصفته محطة اذاعة اسرائيلية بأنه «مذبحة مدبرة» قوبل بتفهم من جانب وزير الداخلية لمثيري الشغب أمس. وفي مقابلة مع وزير الداخلية ايلي يشاي ، شبه راديو الجيش الاسرائيلي الواقعة بالمذابح المدبرة التي كانت تستهدف اليهود في اوروبا خلال القرن التاسع عشر، لكن يشاي انتقد مثل هذا القول، وذكر ان الشرطة توصلت الى أن المهاجرين السودانيين والاريتريين يمثلون خطرا لانهم تسببوا في ارتفاع معدلات الجريمة. وقال يشاي الذي يرأس حزبا يقوده رجال دين يهود مشاركا في الحكومة الائتلافية «لا يمكنني الحكم على رجل تعرضت ابنته للاغتصاب،لا يمكنني الحكم على شابة لا يمكنها أن تعود لمنزلها سيرا على الأقدام. «،ومضى يقول «لا يمكنني تحت أي ظرف أن أحكم على الناس الذين يتعرضون لانتهاكات أو أذى،وتتصدى لهم الدولة التي تقول «لماذا تتصرفون هكذا مع الأجانب». وقال وزير الداخلية الاسرائيلي انه في حالة عدم السيطرة على هذا الاتجاه فان من الممكن ان يصل عدد المهاجرين الأفارقة بشكل غير مشروع في اسرائيل الى ملايين وتزيد أعدادهم في هذه الحالة على عدد المواطنين. ومضى يشاي يقول «ماذا اذا؟ هل يتعين على دولة اسرائيل. . الدولة اليهودية وباسم الديمقراطية وباسم احترام قرارات الأممالمتحدة أن تقبل وصفة للانتحار؟». وطالب وزير الداخلية مجددا بالسماح له بمعالجة ملف المهاجرين واطلاق يده في الموضوع معلنا أنه سيقوم بالزج ب»11 « ألفا منهم في منشآت الاعتقال الخاصة تمهيدا لترحيلهم. وعبر نحو 60 ألف مهاجر بشكل غير مشروع الحدود هربا من الفقر والقتال والحكم الشمولي الى اسرائيل عبر حدودها مع مصر وهي غير محكمة أمنيا نسبيا في السنوات القليلة الماضية. وسبب هذا قلقا لاسرائيل وبها بالفعل سكان مشحونون عنصريا يبلغ عددهم 7.8 مليون نسمة، وحذر بعض الاسرائيليين من أزمة ناشئة على المستوى الديموجرافي والاقتصادي في آن واحد بينما يقول آخرون ان بلدا قام بعد ما يطلقون عليه محارق النازية عليه مسؤولية خاصة في أن يكون بلدا مرحبا بالأجانب. وقال رئيس بلدية تل أبيب رون هولداي ان نحو 15 في المئة من سكان المدينة «من العمال الأجانب بشكل غير مشروع» وان العدد آخذ في التزايد، وتظهر بيانات وزارة الداخلية ان 82 في المئة من المهاجرين الأفارقة من الرجال وان 15 في المئة من النساء والباقين من الأطفال. وأعلن المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية يهودا فاينشطاين أن بمقدور اسرائيل اعادة اللاجئين من جنوب السودان الى دولتهم ، فيما أعلن الرئيس الاريتري في الأيام الماضية أن بلاده لن تقبل بعودة اللاجئين الاريتريين الذين وصلوا الى اسرائيل وأن من يعاد منهم سيكون مصيره السجن. يشار في هذا السياق الى أن القانون الدولي يمنع طرد أي لاجئ من أية دولة ما لم يتم بداية ضمان وجود دولة ثالثة تقبل به في أراضيها.