قال حزب المؤتمر الوطني الحاكم امس انه سيدعو المعارضة للانضمام الى الحكومة اذا فاز بالانتخابات العامة. وبينما رحب حزب الأمة بحذر ،شدد الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي، الدكتور حسن الترابي على ان حزبه لن يدخل في شراكة مع الحكومة التي تفرزها الانتخابات،لكنه اكد انه سيأتلف مع الاحزاب الاخرى على اسس ومنهج،بينما دعا رئيس حكومة الجنوب النائب الاول سلفاكير ميارديت إلى اشراك قوى تحالف جوبا في الحكومة الجديدة وطالب ان تتوجه برامج الحكومة الجديدة نحو الاستفتاء ،واحتياجات الجنوب. وقال المسؤول البارز بالحزب غازي صلاح الدين ،لصحافيين ومراسلين اجانب امس انه اذا أعلن فوز الحزب بالانتخابات فإنه سيوجه الدعوة لجميع الاحزاب حتى تلك التي لم تشارك في الانتخابات للانضمام الى الحكومة لايمان الحزب بأن هذه لحظة حاسمة في تاريخ السودان. وأعرب صلاح الدين عن أسفه لعدم مشاركة عدد من أحزاب المعارضة في الانتخابات، لكنه قال «اعتقد أن المهم ليس مشاركة الأسماء الكبيرة وإنما نسبة المشاركة»، مشيرا إلى أن ما يلفت الانتباه هو ارتفاع نسبة المشاركة، وقال «لدينا مشاركة جيدة، معلوماتنا الأولية من المناطق الريفية ان نسبة التصويت وصلت حتى 80 في المئة» خلال الأيام الثلاثة الأولى،ورأى ان نسبة التصويت لا تشكل وحدها مؤشرا جيدا جدا على رغبة الناس والناخبين في ممارسة حقهم، «بل ان العملية تجري بهدوء وسلاسة» واضاف «وفق التقارير التي تلقيناها، لم يسجل أي حادث يذكر، حتى في دارفور». وأضاف أن السودان يواجه قرارات مهمة مثل تقرير المصير في الجنوب، وأن الحزب يأمل في حشد الدعم والاجماع قدر المستطاع. واعلن صلاح الدين ان من أولى المهام التى ستقوم بها حكومة «شاملة» جديدة هي تبني نظرة جديدة للصراع في دارفور، وترسيم الحدود بين شمال السودان وجنوبه. وأضاف صلاح الدين ان الدعوة للانضمام للحكومة موجهة لكافة الاحزاب وخص منها حزب الامة والحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل ،لكنه حذر من ان الاحزاب التى لن تنضم للحكومة ربما تواجه العزلة، مضيفا أن أي سياسي ذي بصيرة لن يرفض هذا العرض. ورحب حزب الامة بالعرض بحذر قائلا انه مهتم بعقد محادثات مع حزب المؤتمر الوطني والاحزاب الاخرى على الرغم من أن الوقت لايزال مبكرا للتعليق على الانضمام لائتلاف،ودعا نائب رئيس حزب الامة، فضل الله برمه ناصر، الى الحديث عن الحوار أولا حول كيفية حل مشكلات السودان. من جهته كشف وزير رئاسة حكومة الجنوب، المكلف د. لوكا بيونق، عن اثارة قضية اشراك قوى جوبا وكافة القوى المعارضة في الحكومة الجديدة المنتخبة مع رئيس لجنة الحكماء ثامبو امبيكي،واستعداد رئيس حكومة الجنوب النائب الاول سلفاكير ميارديت في حال فوزه بالانتخابات للقيام بتلك المهمة، قاطعا بأن تكوين الحكومة الجديدة لا يتم الا بموافقة النائب الاول. وقال بيونق ل «الصحافة» ان سلفاكير اثار خلال اجتماع مع امبيكي ضرورة توسيع الحكومة الجديدة لتضم كافة القوى السياسية بما فيها المقاطعة، لامتصاص نتائج وافرازات الانتخابات، الى جانب التحديات التي تواجه عملية الاستفتاء ، واعداد دستور دائم للبلاد يحتم مشاركة كل الاحزاب في بنائه. واضاف ان سلفاكير ابلغ امبيكي اهمية ان تتوجه برامج الحكومة الجديدة نحو الاستفتاء ،واحتياجات الجنوب ،بجانب اجراء انتخابات شاملة في الشمال حال الانفصال باعتبارها ستكون مرحلة جديدة برغم ان الدستور لم يشر لاجراء انتخابات بعد الاستفتاء.