الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    يرافقه وزير الصحة.. إبراهيم جابر يشهد احتفالات جامعة العلوم الصحية بعودة الدراسة واستقبال الطلاب الجدد    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    المريخ يكسب تجربة البوليس بثلاثية و يتعاقد مع الملغاشي نيكولاس    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    البرهان يصدر قراراً بتعيين مساعد أول للنائب العام لجمهورية السودان    راشفورد يهدي الفوز لبرشلونة    ((سانت لوبوبو وذكريات التمهيدي يامريخاب))    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنشقون الإلكترونيون سلاح أميريكا وإسرائيل لتقسيم العالم العربي والإسلامي
نشر في الصحافة يوم 25 - 05 - 2012

اطلعت في صحيفة الأهرام المصرية عدد الجمعة الموافق 1 يوليو 2011م ص(10) على مقال بعنوان كواليس الثورة إعداد الملف: سيد صالح وقد أجرى حوارا مع اللواء حسام سويلم مدير مركز الدراسات الاستراتيجية سابقاً. ونظراً لأهمية هذا المقال والمكانة العلمية الرفيعة للواء سويلم نأمل أن يطلع عليه قراء صحيفة الصحافة الغراء وغيرهم.
قبل أن نتحدث عن موضوع عنواننا منذ سنوات طويلة وأنا أكتب مقالات في صحيفة الشرق الأوسط الدولية وصحيفة الصحافة الغراء وصحيفة الحياة اللندنية وصحيفة ألوان السودانية وصحيفة القوات المسلحة وجريدة الوفاق وغيرها من الصحف وقد بينت في هذه المقالات خطورة اسرائيل على الأمن القومي العربي والاسلامي، وهي تجند كافة وسائط الاتصال لتحقيق أهدافها على حساب الحقوق المشروعة للدول العربية وتهدد الدول العربية والاسلامية بأنها ستستخدم قنابلها النووية. وفي وقاحة ذكرت انها ستدمر السد العالي وكذلك الأسلحة النووية لباكستان والآن هي تعمل على شن حرب ضد ايران وهي كما ذكرت في مرات عديدة لا تريد أن تمتلك الدول العربية والاسلامية الذرة في تحلية المياه وفي علاج المرضى وهي لم توقع على معاهدة منع الأسلحة النووية بالاضافة إلى ما سبق فإن الصهاينة يكتبون مقالات عديدة في مختلف الصحف العربية تحت عنوان خطاب للمحرر، ويقومون منذ سنوات بدور تخريبي في جنوب البلاد ومد المتمردين بمختلف الأسلحة، وأقامت اسرائيل سفارة لها في جنوب البلاد وهذه السفارة تقوم بأدوار خطيرة على الأمن القومي السوداني وهي تجند عن طريق سفاراتها العملاء في الداخل.
عقب ثورة 25 يناير، برز على الساحة السياسية المصرية وبقوة مصطلح الثورات الملونة.. فما هى طبيعة هذه الثورات، وما هى أهدافها، ومخططاتها؟
اللواء سويلم: الثورات الملونة فى العالم، تقودها المجموعة الدولية لإدارة الأزمات ICG، ويتبعها مجلس أمناء برئاسة الملياردير اليهودى جورج سوروس، وبريجنسكى مستشار الأمن القومى فى إدارة كارتر، وهذه المنظمة هى التى أدارت الثورة البرتقالية فى أوكرانيا، والخضراء فى إيران، والأرز فى لبنان، والياسمين فى تونس، واللوتس فى مصر، وتهدف هذه الثورات إلى تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير، ونشر ما أسمته كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية ب(سياسة الفوضى الخلاقة)، وتقوم فى جوهرها على أن استقرار الأنظمة الحاكمة فى الشرق الأوسط لا ينبغى أن يحظى بالأولوية الأولى فى اهتمامات السياسة الأمريكية بل يجب إشعال الثورات والانتفاضات بين شعوب المنطقة، وبين القوى السياسية والدينية والقبلية بالمنطقة، ولا مانع من أن تؤدى تلك الفوضى إلى حروب أهلية وفوضى لكنها سوف تسفر فى النهاية عن بروز أنظمة سياسية ديمقراطية ضعيفة تدين بالولاء لأمريكا، ولتكون إسرائيل وحدها هى القوة الإقليمية العظمى فى المنطقة.
قلت: وما أهداف عملية التقسيم؟
- الهدف هو إضعاف الدول العربية الكبرى بتفتيتها على هذا النحو، مما يسهل السيطرة عليها اقتصاديا، وسياسياً، وأمنياً، وكذلك إضعاف القلب (مصر)، وهذا يرتبط بمخطط اسمه شد الأطراف، وهو واحد من بين المخططات الإسرائيلية، ويقوم على افتعال صراعات سياسية، وعسكرية، وحروب بين الدول العربية فى أطراف العالم العربى مع الدول غير العربية المجاورة لها، ومن ذلك حرب الثمانى سنوات بين العراق وإيران، أو كأن تنشأ حرب بين تركيا وسوريا، أو بين السودان وإثيوبيا، أو بين السنغال وموريتانيا، وفى تقديرى فإن عملية شد الأطراف هذه تهدف إلى إضعاف قلب العالم العربى وهو مصر، وتعطيل فعالية الدور المصرى إقليميا، وشلها كقائدة ورائدة للعالم العربي.
وما المنظمات التى تقوم بهذه المهمة؟
سويلم: المنظمات التى تلعب هذا الدور كثيرة، منها ما هو حكومي، ومنها ما هو غير حكومي، فمن المنظمات الحكومية (فاتيك بروجكت)، والمركز الدولى لبحوث العولمة، ومؤسسة (راند)، بحيث يتم إنشاء الشرق الأوسط الكبير من خلال إشاعة (الفوضى الخلاقة)، اعتمادا على استغلال المظالم الحقيقية التى تتعرض لها شعوب المنطقة، وهناك منظمات غير حكومية تدعم مخططات تقسيم العالم العربى بهدف تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، ويأتى على رأس هذه المنظمات هيومان رايتس ووتش، وجماعة الأزمة، والمعهد الدولى لبحوث العولمة، والمعهد الديمقراطى الوطنى للشؤون الدولية، ثم فريدم هاوس، وفورد فاونديشن.
وتعمل المخابرات الأمريكية ومعها وزارة الدفاع (البنتاجون) على تنفيذ عدة مبادرات ، تعتمد على وقوع اضطرابات غوغائية شاملة تحت مسمى الحشد أو الزحام (swarmming) من خلال مجموعات شبابية ترتبط بوسائل الكترونية تمارس فى فترات الاضطرابات أساليب الكر والفر، أو اضرب واجرى (hit and run)، والتحرك مثل أسراب النحل فى مجموعات بهدف خلق أنظمة حكم جديدة فى المستقبل تكون موالية للولايات المتحدة الأمريكية، وتساهم فى تنفيذ مخططات تفتيت العالم العربي، وهذه المخططات تم تنفيذها بالفعل من خلال ما أسموه الثورات الملونة فى جورجيا، وأوكرانيا، ثم الثورة الفاشلة ضد الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، فضلا عن دعم وتمويل نشطاء الانترنت فى العالم العربي، والفرس يطلق عليهم (المنشقون الإلكترونيون) cyber dissidents، والتى يديرها الإسرائيلى ديفيد كيس، وهو المساعد السابق للسفير الأمريكى فى الولايات المتحدة، بالتعاون مع الإسرائيلى المعروف ناتان شرانسكي.
ولمن لا يعرف، فإن هناك مبادرة أمريكية لدعم نشطاء الانترنت، وتسمى أصوات عالمية ، global voices والتى تمولها مؤسسة راند وبعض المنظمات اليهودية الأخرى، وقد نظمت هذه المبادرة ندوة يوم 8 يناير من عام 2009 وترأسها قائد المنطقة المركزية الأمريكية الوسطى جنرال ديفيد بترويس وكبار معاونيه من مسؤولى المخابرات الأمريكية، باستخدام حلول غير عسكرية، وأوصت الندوة بتقديم المزيد من الدعم للمدونين، ونشطاء الانترنت العرب والإيرانيين، ثم اصدر بعدها الكونجرس الأمريكى قانون ضحايا الرقابة الإيرانية.
إذن.. أنت تعترف بأن ما حدث فى مصر كان منظماً؟
بالتأكيد، وهم يعترفون بذلك، وهذا الكلام موثق عندى.
ألا تعتقد أنه كانت هناك مطالب مشروعة قادت الشباب المصرى والشعب المصرى للقيام بالثورة؟
طبعا، هناك أسباب أدت إلى ذلك، فقد تم استغلال الفساد، والمظالم التى تتعرض لها الأقليات، فضلا عن استغلال ضعف الأنظمة الحاكمة، والضغط البوليسى على المعارضين، وهناك مناخ مساعد من الداخل على هذه الانتفاضات والثورات، ولو لم يستغل الرئيس الأمريكى باراك أوباما هذا المناخ يبقى غبيا!!..
والسؤال: كيف تستغل الولايات المتحدة الأمريكية الظروف فى منطقة الشرق الأوسط لتنفيذ مخططاتها؟
اللواء سويلم : لقد عملت الولايات المتحدة الأمريكية على إيجاد مناخ من الفقر والجهل والمرض فى البلاد المستهدفة لتكون جاهزة للثورة، ويكون ذلك من خلال التحكم فى الأنظمة الحاكمة سياسيا واقتصاديا وإرهاقها بالديون، والعمل من بعد ذلك على رفع سعر الدولار، وتكريس البطالة، ثم تعمل من بعد ذلك على إيجاد مناخ من الاحتقان الطائفى والعرقى، حيث يسهل إشعال نار الفتنة عند حدوث الثورة، ، ثم حديث عن جماعة الإخوان المسلمين، وما يثور حولها من مخاوف تطبيق الحدود، ثم العمل على تشجيع وتدعيم منظمات حقوق الإنسان التى تقوم بإعداد تقارير تعمل فيها على تضخيم الأحداث، كقضية خالد سعد، وكذلك اتهام الأنظمة الحاكمة بالقمع والاستبداد، وأخيرا تدريب وتمويل النشطاء السياسيين على كيفية قلب نظام الحكم باستخدام تكنولوجيا الاتصالات، والتدريب على استخدام المظاهرات الشعبية والاعتصامات، والمطالبة بتحسين الأوضاع السيئة، كانعدام الديمقراطية، وانتشار الفساد، والصراعات الطائفية، وتسخير آلة إعلامية جبارة لإثارة عامة الناس ثم إشعال شرارة تستغل هذا المناخ المحتقن مثل حادث تفجير كنيسة القديسين أو أحداث كنيسة إمبابة، ثم مطالبات بالتدخل العسكرى الأجنبى لحماية الأقليات..
الاشتعال المتزامن للثورات العربية والحديث عن الثورة المصرية.. بماذا تفسر اشتعال الثورات فى العديد من الدول فى توقيت متزامن تقريباً؟
الملاحظ أن الثورات قد اشتعلت فى تونس ومصر، واليمن، والأردن، وغيرها، والهدف المراد تحقيقه هو تشكيل أنظمة جديدة ضعيفة، فنحن الآن مثلا نمر بمرحلة انتقالية، وهناك خريطة طريق رسمها المجلس العسكري، مثل الاستفتاء على الدستور، ثم الإعلان الدستوري، ثم انتخابات برلمانية، وبعدها انتخابات رئاسية، ولجنة تأسيسية لإعداد دستور جديد للبلاد، الآن تجد ناس تقول لك الدستور أولا، ثم تهديدات بمسيرات مليونية، وقد تجد صراعا على الانتخابات ، وهل ستكون حكومة أغلبية، ومن سيفوز فيها، و لمن ستكون الوزارات السيادية والمهمة، والتأثير القادم للأقباط على المستوى السياسي، وإذا تولى الإخوان كيف ستكون علاقاتهم بإيران وحماس، إذن سندخل دوامة من الصراعات والمشاكل لذلك لابد من خريطة طريق يتفق عليها كل المصريين.
والحال كذلك.. هل انطلقت الثورة المصرية بصورة عفوية أم مدبرة؟
سويلم: اعتذر عن الإجابة، وهذا الرأى احتفظ به لنفسى حتى لا أساهم فى حدوث فتنة، لكن فى كل الأحوال، فإن مصر محفوظة بتأييد من الله، وهى كنانة الله فى أرضه ، من أرادها بسوء قصمه الله.
من وجهة نظرك.. هل سينجح مخطط تقسيم العالم العربي؟
هذا الأمر يتوقف على الشعوب والحكومات، فعدونا لن يخمد، ولن يتوقف عن تنفيذ مخططاته ومساعيه، وهو دائما سوف يسعى لتحقيق أهدافه، وهذا ما يجب أن ينتبه إليه المصريون، ولذلك فإننى أقول للشباب: خافوا على الثورة، واوعوا للتجربة التى تقول إن الثورات تأكل أبناءها، كما حدث فى الثورة الفرنسية، والخمينية، ، فالخمينى بعدما قضى على أتباع شاه إيران، جاء 50 شخصا من مؤيديه معه على نفس الطائرة، وجرى إعدامهم بالكامل بمن فيهم قطب زاده وزير خارجيته، وأول رئيس جمهورية فى إيران اسمه أبو الحسن بنى صدر اضطر للهروب إلى فرنسا مرتديا ملابس نسائية، وهو يقيم هناك حتى الآن.
قلت.. والحل؟
الحل يكمن فى التوعية بهذه المخططات، وأسلوب تنفيذها، كذلك من الضرورى إعلاء قيم المواطنة، والولاء، والانتماء، والعيش المشترك، والمساواة الكاملة بين المواطنين.
والله من وراء القصد
خارج النص:
أيها السادة في سوداننا العزيز، نحن نطالب منذ فترة طويلة وعبر مختلف وسائط الاتصال في داخل السودان وخارجه بأن ننسى جراحاتنا في سبيل وحدة السودان واستقراره وأن نطبق فكرة العدالة الانتقالية التي طبقها الزعيم الافريقي الكبير نيلسون مانديلا الذي مكث في سجون الأقلية البيضاء سبعة وعشرين عاماً، وخرج مرفوع الرأس في سابقة غير مسبوقة في تاريخ العالم ونظر بنظرته الثاقبة وحبه لجنوب أفريقيا بالرغم من ان الأقلية البيضاء خصصت مساكن معزولة للأفارقة وأن الأقلية هي التي طورت جنوب افريقيا في كافة الميادين والدولة الوحيدة التي يمكن أن نقول إنها متطورة في القارة الأفريقية هي جنوب افريقيا، وترك الحكم في قمة شعبيته عالمياً ومحلياً. ولكن أين نحن من هذا في السودان!!!
وما يجري في الساحة السودانية يدعو للأسف والحزن والبكاء مثل تبادل الشتائم بين قادة الأحزاب التقليدية وبدلاً من أن يعملوا على تحقيق الاستقرار في بلادنا يدلون بفتاوى دينية ونحن نحترم الفتاوى إذا كانت تنبع من مرجعية القرآن الكريم وحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم المتفق عليه.
ويطالبون برحيل نظام الانقاذ وأنا كما ذكرت في مرات عديدة لا انتمي لأي حزب من الأحزاب السودانية ولا غيرها.
والانتخابات التي جرت في ابريل كما ذكرت أيضاً كانت نزيهة وحضرها العديد من المنظمات الاقليمية والدولية ومركز كارتر وقادة الأحزاب التقليدية كانوا يعرفون سلفاً أن الانتخابات ستجري في ابريل ولكنهم أضاعوا هذه الفرصة، لذا نرى ان يستعد زعماء الأحزاب التقليدية وغيرهم للانتخابات التي ستجري بعد سنتين.
ونطلب من الأخ المشير عمر البشير أن يعمل على الاستمرار في ادارة شؤون البلاد إلى انتهاء فترته وأن يعمل أيضاً على توطيد العلاقات بين جنوب البلاد وشمالها ويمنح الجنسية المزدوجة لاخواننا الجنوبيين، وأن يجد حلولا لموضوع البترول بالسرعة المطلوبة بعيداً عن التدخلات الأجنبية، ومما يدعو للسخرية والأسف ان البعض يطالبون في ببغائية أن الربيعات العربية ستصل إلى السودان ونقول لهم أيها السادة ألا تخجلون من أنفسكم نحن سبقنا الدول العربية التي قامت فيها الثورات فالثورة المهدية كانت من أعظم الثورات التي حصلت في السودان وتركت بصماتها في داخل السودان وخارجه وثورة أكتوبر عام 1964م وثورة 1985م.
رسالة قصيرة جداً للأخ المشير عمر البشير كما ذكرنا في مرات عديدة الشعب السوداني قد بايعك بعد طرد المتمردين من منطقة هجليج والعالم كله في الشرق والغرب والشعب السوداني البطل خرج عن بكرة أبيه لتأييدكم واضفاء الشرعية عليكم لذا نرى أخي الرئيس أن لا نضيع الوقت ولا نعتمد على كافة المنظمات الدولية، وقد أثبتت هذه المنظمات فشلها. وتحريض امريكياً واسرائيل للدول الافريقية المنضوية في الاتحاد الافريقي وغيرها بعدم قبول حضور شخصكم الكريم لاجتماعات القمة المرتقبة يؤكد في اعتقادي وهذا رأيي وليس رأي الحكومة ولا الصحيفة التي أتشرف بالانتماء إليها يؤكد عجز الاتحاد الافريقي ويعتبر وصمة عار في جبين دول الاتحاد، ونقول لشخصكم الكريم علينا أن نعمل كل ما في طاقتنا في سبيل طرد المتمردين من كافة ولايات السودان حتى حدود 1956م ويعتبر هذا خطا أحمر لا يمكن تجاوزه بأية حال من الأحوال.
ألم يكن من المنطقي والأخلاق أن تعمل دول الاتحاد الافريقي على عقد مؤتمر القمة خارج ملاوي؟؟
ونقول لزعماء وقادة الأحزاب التقليدية هل يعقل أن نشاهد ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل وهما تطالبان بمثول الأخ عمر البشير أمام المحكمة الدولية والمسيسة من ألفها إلى يائها. ونقول أيضاً لأولئك الذين يطالبون بأن يشتركوا في المفاوضات التي ستجرى في أديس أبابا بين حكومة السودان وحكومة الجنوب، ماذا ستفعلون في هذا المؤتمر وأنتم وافقتم في ارتريا في مؤتمر القضايا المصيرية على منح الجنوب حق تقرير المصير.
وأقول للشعب السوداني البطل هل يشرفنا أن نرى أخانا عمر البشير أمام هذه المحكمة الاستعمارية بينما الذين دمروا العراق وافغانستان ودمروا ليبيا يمرحون ولا تجازف المحكمة الاستعمارية بمحاكمتهم.
وأخيراً نرجو لبلادنا من الله سبحانه وتعالى الاستقرار والرفاهية، انه نعم المولى ونعم النصير.
* ماجستير ودكتوراة في فلسفة التربية من جامعة كيندي ويسترن الامريكية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.