تعتبر مناطق ريفي ود عشانا من اكثر مناطق شمال كردفان عطشاً، وتزيد معاناة اهالي المنطقة في فترة الصيف، ويمتهنون الزراعة التقليدية، ويسكنون في قرى صغيرة بادارية ود عشانا التي تتبع لمحافظة ام روابة. وتقطن هذه المناطق قبيلة البزعة التي تحادد مناطقها ولاية النيل الابيض، وتلتقي مع قبيلة الشنابلة في منطقة «الباجة».. «الصحافة» كانت بينهم تستمع الى معاناتهم يقول عيسى الهادي: إننا نعاني من أزمة حادة في منطقة أم سريحة البزعة، ونحن الآن عطشى، وجركانة الماء بواحد جنيه وتارة تنعدم حتى بهذا المبلغ، بينما يقول عبد الله حسن: إننا نعاني من ندرة الماء وقريتنا يقارب سكانها سبعة آلاف نسمة، ونحن نسكن هنا منذ اكثر من مائتي عام. ويضيف: كنا نحفر الآبار الجوفية ونشرب الماء العذب، لكن الآن ليس لدينا أى مورد مائي، ونذهب بالعربة الى مسافة تبعد أكثر من سبعين كيلومتراً لجلب الماء، مشيراً إلى انهم يعانون في فترة الصيف كثيراً. ويسرد عبد الرحمن حسن معاناتهم في فصل الصيف. ويقول إنهم يعانون نقصاً حاداً في المياه. وكشف أن سعر جركانة الماء يبلغ جنيهاً واحداً، لجهة أن الماء يتم جلبه من قرى اخرى عبر تناكر، مضيفاً أنهم في فترة الخريف يخزنون المياه في احواض، بيد أن مياه تلك الحياض لا تدوم طويلاً. وتقول المواطنة عائشة إنهم يعانون من العطش، مبينة أن مورد الماء الوحيد هو مياه الامطار، مضيفةً أن اطفالهم غالباً ما يتركون التعليم بحثاً عن الماء. وفى ذات الاتجاه يقول الرضي وهو شاب من القرية، إنهم يعانون اشد المعاناة من عدم توفر المياه وتوجد في القرية عربة تانكر، وان تعطلت فسيضطرون الى انتظارها. ويحكي الشيخ السبعيني عيسى النضيف بكل أسى وتحسر عن مستقبل الاجيال القادمة، مشيراً إلى أن مطالبهم لا تتعدى الحصول على الماء. وما بين وعود المسؤولين وحقوق المواطنين الضائعة، تظهر معاناة دار البزعة فى البحث عن جرعة ماء.