ناقشت مائدة مستديرة مغلقة، الأزمة السودانية وأجمع مشاركون من مختلف ألوان الطيف السياسي والجغرافي على «حتمية التغيير» سلميا، وتداول المشاركون على مدى يومي السبت والاحد الماضيين اوراق عمل شملت اسباب الازمة وسيناريوهات المخارج المحتملة . وشملت محاور المائدة المستديرة التي نظمها المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات في فندق «الريتز كارلتون» بالدوحة بعيدا عن اضواء الاعلام، اوراقا حول (الأزمة الوطنية.. الابعاد والخسائر) و (المثقف والازمة الوطنية) و(سيناريوهات المخارج المحتملة). وشارك من جانب الحكومة مطرف صديق، ومن القوى المعارضة القيادي في الحزب الشيوعي الشفيع خضر والقيادي في المؤتمر الشعبي المحبوب عبد السلام، والقيادية في حزب الامة القومي رباح الصادق المهدي، بجانب مضوي الترابي ومحمد سليمان والواثق كمير الى جانب نخبة من المفكرين والمثقفين والصحافيين، وبدا لافتا مشاركة «حركة العدل والمساواة» ممثلة في أحمد حسين مستشار رئيس الحركة للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي. من جانب اخر، كشف نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء القطري أحمد بن عبدالله آل محمود ، عن اتصالات جارية من بعض الجماعات المسلحة في دارفور بُغية إلحاقهم بالعملية السلمية خصوصاً بعد التجاوب الكبير الذي قابل به أهل دارفور «وثيقة الدوحة،» وكشف عن أن المبالغ المخصصة في الوثيقة لصندوق إعمار دارفور أصبحت متوفرة وإنه سيتم تحويلها إلى صندوق الإعمار قريباً. وأكد آل محمود أن جهود دولة قطر لتشجيع وتنفيذ مشاريع وبرامج الإنعاش المبكر مستمرة مشيرا إلى أن قطر رصدت لهذه المشاريع مبلغ 31 مليون دولار يبدأ بتنفيذها خلال الشهر المقبل، وذلك لتشجيع النازحين واللاجئين على العودة الطوعية لديارهم. وقال آل محمود خلال الاجتماع الثالث للجنة متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة للسلام في دارفور في الدوحة أمس إن هناك بعض التحديات والصعاب، وناشد الأطراف وبالأخص الحكومة على التحرك الأسرع لتنفيذ ما عليها من إلتزامات وفق الوثيقة.، ونوه الى أن الأنباء التي تواترت أوضحت أن نسبة العودة الطوعية أخذت في الارتفاع. من جهته، دعا رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بدارفور البروفيسور إبراهيم قمباري جميع الأطراف المعنية للعمل على تنفيذ وثيقة الدوحة، مشيرا إلى أن هذا الدعم سيؤكد لجميع المعنيين ومن الأهل في دارفور التزام الشركاء الدوليين بالعمل نحو تحقيق أهداف وثيقة الدوحة للسلام في دارفور. وقدم وزير الدولة برئاسة الجمهورية رئيس اللجنة السودانية لمتابعة تنفيذ اتفاق الدوحة أمين حسن عمر تقرير الحكومة فيما تم تنفيذه حتى الآن من وثيقة الدوحة والخطوات المستقبلية لاستكمال تنفيذها. من جانبه، قدم رئيس السلطة الاقليمية في دارفور التجاني السيسي تقريرا حول سير تنفيذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور وحدد اولويات التنفيذ في العودة الطوعية للنازحين واللاجئين واعادة الاعمار والانعاش المبكر والشروع في التنمية المستدامة ورتق النسيج الاجتماعي، وكشف عن عزم السلطة على عقد مؤتمرين ل»عموم أهل دارفور» و»العودة الطوعية» في يونيو المقبل.