السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشباب وقادة الأحزاب .. صراع الطموح و(الكنكشة)!!
نشر في الصحافة يوم 29 - 05 - 2012

تشهد الأحزاب السودانية حراكاً و تململاً وسط قواعدها الشابه المنادية بالإصلاح، ومطالبات موجهة لقيادات القوى السياسية المختلفة تنادى بخطوات جاده لتغيير الاوضاع داخل الأحزاب بقدر تأمل فيه هذه الأصوات الشابه إحداث تغييرات جذرية في هياكل الاحزب التنظيمية، وهو ماعبر عنه الشباب فى «المذكرات التصحيحية» التى انتظمت القوى السياسية بداية بالحزب الحاكم المؤتمر الوطنى، وهي ازمة بدأت تطل وخلقت نوعًا من النزاع بين الشباب و قادتهم الذين لا يزالون يسعون إلى تخفيف حدة هذا النزاع تفادياً لأية تطورات قد تُحدث شرخًا ربما يؤدي إلى ثورة شباب الأحزاب على زعمائهم، واجمع عدد من المهتمين ان هذا التذمر اصبح واقعاً يجب التعاطي معه بموضوعية لان المطالبين بالإصلاح لايمكن ان يكونوا من المارقين والخونة والعملاء كما اعتاد الممسكون بزمام الامور وصف من يتجرأ ويتطاول على قيادات الأحزاب، وانه ايضاً لايمكن بأية حال من الاحوال ان تكون المذكرات التصحيحية التي تضرب الاحزاب، وتفاجئ قياداتها، وتقلق مضاجعها ، لايمكن ان تكون مجرد نشاط ثقافي وطني يجدد الحراك كما صرح بعض القادة الذين طالتهم الظاهرة، وثمة اسئلة تحاصر هذه الأحزاب لماذا نشطت هذه الأصوات الشبابية المطالبة بالتغيير والإصلاح داخل القوى السياسية المختلفة ، هل لانها حادت عن برامجها ام اصبحت لا تلبى تطلعات قواعدها بركود دوامة التغيير والإحلال والإبدال لقيادات ظلت ترواح أماكنها سنين طوالا دون إفساح المجال لغيرها؟.
جفوة بين القيادات والشباب
لا احد ينكر الجفوة بين الشباب وقيادات احزابهم والتى أحدثت فجوة وخلافًا حول العديد من المسائل المتعلقة بإدارة الحزب، وفى الفترة الماضية قام شباب حزب الأمة القومى برفع مذكرة تطالب بإصلاحات كما طالبوا بفصل نجل المهدي «عبد الرحمن الصادق» من الحزب بسبب مشاركته فى الحكومة، وأحدثت المذكرة نوعًا من التوتر بين الشباب والقيادات، ذات الأزمة ظهرت بوادرها حين وجه أحد القيادات الشبابية بحزب المؤتمر الشعبي انتقادات حادة للترابي وكذلك المهدي، وذات الواقع غير بعيد عن شباب الحزب الحاكم وان حاول البعض عكس الصوره بقليل من الخلاف فالمذكرة التصحيحة التى هزت الحزب الحاكم اكد عدد من المهتمين ان اغلبها من الشباب، والحزب الإتحادى الديموقراطى الأصل ليس معفياً من هذه الموجه الساخطة على قيادات الأحزاب خاصة بعد مشاركة الإتحادى فى الحكومة والتى احدثت شرخاً كبيراً بين قيادته وقواعده الشابة والتى مازالت حتى الان تطالب بخروج الحزب من الحكومة، هذا الواقع اصبح جلياً فى اغلب الأحزاب السودانية ان لم تكن كلها فهل هي بداية لثورة شباب الأحزاب على زعمائهم؟.
حزب الأمة القومي
في وقت سابق ظهرت بوادر أزمة داخل حزب الأمة بين الشباب والقيادات أظهرت عدم الثقة والتشكيك في وجود فساد داخل أروقة الحزب، وحين وجّه عددٌ من الشباب السؤال للأمين العام السابق صديق إسماعيل، مطالبين بالكشف عن المصادر الحقيقية لتمويل الحزب فكان الرد هو تجميد نشاط خمسة منهم لمدة خمسة أشهر الأمر الذي خلق أزمة دفعت أحد الخمسة المفصولين القوني إدريس القوني ليقول ان هنالك مؤامرات داخل الحزب تحاك ضد الشباب وهنالك عناصر محددة ومعينة داخل الحزب رافضة لدورهم، وقال ان الغرض من هذا التجميد هو تصفية كوادر الحزب الفعالة من الشباب والذى عده خطأ ومؤامرة وقع فيها الحزب لأن الشباب في الحزب يمثلون قوة لا يستهان بها، واشار القوني الى أن الشباب في بقية الأحزاب الأخرى يعانون ذات المشكلات.
وفى ذات المنحى كانت مجموعة من قيادات وكوادر وأعضاء و شباب وطلاب حزب الأمة القومى داخل وخارج السودان تقدمت بمذكرة داخلية لرئيس الحزب الصادق المهدي، نادت بالتغيير وإجراء اصلاحات تنظيمية و سياسية جذرية تعيد الحزب الى مكانه الرائد في الحركة السياسية السودانية، ومواقف الحزب تجاه الظروف التاريخية والعصيبة التي تمر بها البلاد والتراخي الذي أبدته القيادة في مواجهة النظام وإضعاف إرادة التغيير بعيداً عن رغبة وأشواق جماهير الحزب المتطلعة إلى التغيير و إسقاط النظام، وتضمنت المذكره مطالبة رئيس الحزب الصادق المهدى بالتنحى وإفساح المجال للقادرين على تلبية رغبات القواعد والجماهير.
وفى حديثة ل «الصحافة» يقول القيادى الشاب بحزب الأمة واحد الكوادر المنادية بالتغيير والإصلاح، السارى سليمان ان التهمة الموجهة للشباب بأنهم طامعون فى مناصب فى الحزب وقال ان هذه جزء من المفاهيم الخاطئة التى تحتاج الى تغيير اولاً وهى بعيدة عن روح الديموقرطية التى تمارس فى مختلف الأحزاب السودانية بصوره شكلية، واضاف السارى ان قوانين الإحزاب بانتخاباتها تفضى الى انشاء هياكل ومؤسسات «هيئة مركزية، امين عام، رئيس حزب» لكن للأسف اخر الأمر يصدر القرار من شخص واحد او شخصيات بعينها ومن ثم تقوم هذه الهياكل بالدور الشكلى لإضفاء الشرعية على هذه القرارات، مع ان مضمون الديموقراطية يقوم على المشاركة الا ان القرارات التى تصدر تأتى بوضع مقلوب فبدلاً من ان تخرج من القواعد وترفع الى القيادات فإنها تأتى من القادة مباشرة دون الرجوع الى القواعد، واوضح السارى ان هذا الوضع ادى الى ضعف الأحزاب ما دفع الحكومة الى احترام الحركات المسلحة اكثر من الأحزاب السياسية ذات الثقل الجماهيرى العريض الذى لايوظف لصالح التغييرالمنشود، وقال السارى ان حزب الأمة والإتحادى أكثر الأحزاب تأثراً بهذا الواقع خاصة وان قيادتهما انحازت للنظام الحاكم وحادت عن اشواق جماهيرها، ويرى السارى ان تغيير الواقع بالإنشقاقات لايحل المشكلة ويزيدها تعقيداً اكثر مما هى عليه وانه يفسح المجال ويطيل عمر القيادات التى تسبح عكس تيار التغيير والإصلاح، وقال ان الخيار الأمثل للشباب هو قيادة عملية التغيير من داخل الأحزاب مهما كلف الأمر.
المؤتمر الوطني
تشير الوقائع الى ان استفحال أمر «المذكرات التصحيحية» الذى بدأ بالحزب الحاكم يعكس تماماً الواقع الذى يعيشة شباب المؤتمر الوطنى الذين يعانون كغيرهم من شباب الأحزاب الأخرى من التهميش والجلوس فى الصفوف الخلفية، ولم ينكر أمين امانة الشباب بالمؤتمر الوطنى حامد عثمان هذا الواقع وقال ل «الصحافة» ان مساحات الشباب دون الطموح، لافتاً الى ان الأحزاب السياسية واحدة من مكونات المجتمع المدنى الذى تسود فيها ثقافة وسطوة الأكبر سناً، وقال ان هذه الثقافة اثرت على وجود الشباب فى الأحزاب فى المستويات القاعدية والامامية والوسطية، وقال حامد ان قضية مشاركة الشباب ظلت منسية لفترة طويلة بتطاول اعمار القيادات السياسية التاريخية والتى بالطبع استمرارها لفتره طويله فى مناصبها أثر على تقدم الشباب وتدرجهم فى الأحزاب، واضاف بقاء القيادى فى منصبة لاكثر من اربعين عاماً يجعله لا يأتى بجديد لان ذات الافكار تظل موجودة حتى وان حدث فيها شئ من المواكبة، الا انها لن تكون مثل افكار الشباب الموافقة لمتطلبات العصر، واكد حامد ان مساحة الشباب داخل الحزب الحاكم اقل من الطموح وان كانت افضل من بقية القوى السياسية الأخرى.
الا ان القيادى بالمؤتمر الوطنى الدكتور ربيع عبدالعاطى يحمل المسؤولية للشباب قائلا انهم اصبحوا غير مؤهلين للقيادة، وقال عبدالعاطى ل «الصحافة» انا شخصياً لست راضيا عن وضع الشباب الذى يقوم على الطموح فى نيل المواقع القيادية والتى لايمتلكون لها مؤهلات مثل الجيل السابق الذى كان فى مرحلتهم الحالية يلتهم الفكر ويطور نفسه بالاطلاع والقراءة حتى اصبح يمتلك مؤهلات القيادة، واضاف لا توجد جهود فكرية مبذولة من قبل الشباب وهذا مايجعلنا نخاف على مستقبل الشباب بصورة عامة فى القوى السياسية المختلفة وبالطبع الحزب الحاكم ليس بمعزل عنها.
المؤتمر الشعبي
رغم تأكيدات بعض الشباب من حزب المؤتمر الشعبى وقياداتهم ان وضع الشباب فى الحزب جيد ولا توجد به مشاكل فى هذا الشأن نسبة لفكر التنظيم السياسى المنضبط الذى يتيح فرصة كبيره للشاب، تشير بعض الوقائع التى حدثت اخيراً الى ان حال شباب الشعبى ليس بأفضل من غيرهم فى بقية الاحزاب، وذلك عقب مطالبة قيادات شبابية بأحزاب المعارضة رؤساء الأحزاب بتغيير سياساتهم المتبعة في إدارة شؤون أحزابهم كان منها حديث هشام أحمد الأمين الذي اتهم فيه الزعيمين الترابي والمهدي بالسعي لإدخال الشباب ضمن خلافاتهما ووصفهما بأنهما «يعانيان من مراهقة متأخرة» في منبر الشارع بدار حركة «حق»، حديث هشام أظهر بوادر أزمة بين الشباب في المؤتمر الشعبي و قادته ،الأمر الذي دفع الشعبى الى اصدار ببيان كذب فيه ما اوردته صحيفتا «الإنتباهة» و»آخر لحظة» ونفيهم ما جاء من حديث حول الزعيمين «الترابي والمهدي»، الا ان تأكيدات الصحفيين الذين تابعوا الندوة وقاموا بتسجيلها تكذب النفى بعد الرجوع إلى التسجيل الذي بحوزتهم.
الا ان الأمين السياسى للمؤتمر الشعبى كمال عمر اكد ان الشباب فى الحزب لايواجهون اية مشاكل او عزل او تهميش وان كان نأسف لحال الشباب فى القوى السياسية المختلفة، وقال عمر ل «الصحافة» ان قضية الشباب واحدة من القضايا المحورية فى اى تغيير فكرى فى منظومة الدولة او الحزب، بحساب ان الحزب منظومة أساسية فى الدولة، وقال ان تهميش الشباب فى الأحزاب حقيقة لا تخطئها عين خاصة وان كثيرا من القوى السياسية تعانى من ظاهرة «الكنكشة» والتى قال انها ترجع للنظم الأساسية للأحزاب والتى تعقد مؤتمرات الشباب بصورة ديكورية، واكد عمر ان الحزب به مجموعة قليلة من كبار السن من بينهم الأب الروحى للحزب الدكتور حسن الترابى والذى قال انه يؤمن بحركة التغيير واكد ان بقاءه على هرم المؤتمر الشعبى يأتى نتيجة لرغبة جميع القواعد خاصة الشابة في استمراره.
الاتحادى الأصل
فى الحزب الإتحادى الديموقراطى الأصل، تشير اصابع الإتهام الى الشباب وانهم خلف المذكرة التصحيحية التى ترفض مشاركة الاتحادى فى الحكومة وتستهجن مواقفه مادفع مجموعة من شباب الحزب الاصل لعقد مؤتمر صحفي تم فيه توزيع مذكرة موجهه الى السيد محمد عثمان الميرغني، تحوي رفضاً قاطعاً للمشاركة في الحكومة ومطالبة بالإصلاح الحزبي، وعقد مؤتمر عام للاتحادي الاصل، واكد اصحاب المذكرة ل «الصحافة» ان المذكرة خرجت بمؤسسية وعبر سكرتارية الحزب وان الموقعين عليها يمثلون 80% من مكاتب واجسام الحزب في الولايات، وأكدوا وجود اجماع في جميع انحاء السودان ضد المشاركة.
ويقول القيادى الشاب بالحزب الإتحادى الديموقراطى الأصل محمد الفكى سليمان ل «الصحافة» ان السبب الأساسى للمذكرات ومطالبات الإصلاح يرجع الى غياب الديموقراطية فى هذه الأحزاب، واوضح الفكى ان الحزب الإتحادى كمثال تغيب فيه كل المؤسسات حالياً ولاتوجد مؤسسة داخل الحزب عدا مولانا محمد عثمان الميرغنى، لافتاً الى ان هذه الأوضاع المختلة تفرض هذه الظواهر، وأشار الى ان مشاركة حزبه فى الحكومة لم تمثل القواعد وقال ان الأمانات لم تتم دعوتها وقرار المشاركة تم بواسطة «هيئة القيادة» فى الوقت الذى لم تتم فيه دعوة الهيئة والتى كانت موجوده خارج السودان عدا مولانا الميرغنى ورغم ذلك تم تمرير القرار بعد إجتماع فى «جنينة السيد على» واضاف لذلك لاداعى للإستغراب اذا خرجت مثل هذه المذكرة المناهضة لقرار المشاركة والمطالبه بالخروج من الحكومة، وطرح الفكى سؤالا على الذين يدعون ان المذكرات تعبير خارج سياق المؤسسية: أين هذه المؤسسات؟، واضاف انا شخصياً عضو فى المكتب التنظيمى للحزب ولم تتم دعوتنا لإجتماعات منذ ابريل من العام 2010 وهذا يطرح اسئلة كيف تتم عملية اتخاذ القرارات؟، ويقول ان هذا الواقع متطابق فى كل الأحزاب وليس الأحزاب التاريخية وحدها فالجبهة الإسلامية تعانى من هذا الأمر والشيوعى ايضاً وقال ان تغيير قيادات الأحزاب فى السودان لا يتم الا عن طريق الموت او الإنقلاب.
ويدعم القيادى بالحزب الإتحادى الأصل على السيد حديث الشباب حول أنهم مغيبون ومهمشون فى الأحزاب، وان وصولهم الى مواقع متقدمة فى الأحزاب تخدمه الصدفة او المصلحة او صلة القرابة ويقول السيد ل «الصحافة» الاتحاديون معنيون تماما بهذا الأمر منهم من يفكر ان الشباب لايمتلكون اية قدرات للقيادة، واوضح السيد الشباب يجدون المساحة فقط فى فترة الجامعة ولكن عندما يتخرجون يجدون هذا الواقع المؤسف، وقال السيد ان الذين يتقدمون الصفوف من الشباب اما بالتقرب للشيوخ والقيادات او الصدفة اواما ان تخدمه صلة القرابة، واضاف لا احد يأتى بالتدرج او التدريب وإستشهد بمحمد سر الختم وجعفر الصادق الذى يتولى منصب مساعد الرئيس وقال انه لم يتدرج فى القيادة ولم يسمع به الا مساعدا لرئيس الجمهورية.
وفى حديثة ل «الصحافة» يقول المحلل السياسى الدكتور الطيب زين العابدين ان تململ الشباب داخل الأحزاب أسبابه ترجع الى ان هذه الأحزاب لم تحقق النجاح المطلوب فى برامجها بما فيها الحزب الحاكم الذي فقد الجنوب ويعانى من تدنى الوضع الاقتصادي، وكثرة الحديث عن الفساد، والاحباط الكبير لدى الشباب بعد تكوين الحكومة، وكذلك حزب الأمَّة، والشعبي، والانقسامات داخل الاتحادي، ويمكن أن يكون هناك عمل مشابه في الحزب الشيوعي إلا أنه يحتوي مثل هذه الأشياء لأن به انضباط أكثر من بقية الأحزاب، ، واضاف زين العابدين عموماً تململ الشباب يرجع لأن الأحزاب غير قادرة على تقديم عمل مرضٍ لهم سواء كان في اطروحاتها أو فاعليتها، كما أن هؤلاء القادة تمسكوا كثيراً بقيادة هذه الأحزاب، مثلاً حسن الترابي تولى الحركة الإسلامية وعمره 32 عاماً والآن عمره 80 عاماً، كذلك السيد محمد عثمان الميرغني والمهدي، وقال ان البلاد بها مشاكل كثيرة تحتاج إلى دماء شباب لكن الأحزاب كأنما (تنكمش) ولا تنمو، وأشار الى ان المذكرات التصحيحة الأخيرة التى انتظمت الاحزاب تعد علامة ايجابية في ظل هذه الأوضاع ويجب أن تُحدث تحركا وتغييرا بوعي حتَّى لا تحدث انشقاقات داخل الأحزاب، واضاف يجب أن يحدث شيء لأن الصمت دليل عجز وخوف وعدم فاعلية مثل أوضاعنا التي نعيشها، بالتالي هذا دور الشباب وأنا متعاطف مع الشباب.
وفى ذات الإتجاه، كان المفكر والقيادى بحزب المؤتمر الشعبى الدكتور المحبوب عبد السلام دعا فى حوار مع صحيفة «الشبيبة العمانية» قيادات الاحزاب للتنحى وافساح الفرصة للشباب ، وقال أنا أشك في أن الميرغني يؤمن بالديمقراطية في الأصل، أما الصادق فيمكن أن يؤدي دوراً أكبر من دوره في حزب الأمة في الإطار السوداني الأشمل، وبصريح العباره قال عبد السلام أدعو «الترابي والميرغني والمهدي» لإعتزال السياسة بمعناها اليومي، ليكونوا مراجع ملهمة فوق الأحزاب، هم يملكون خبرة طويلة، وولاءً روحيا كبيرا من الشعب، فالبلاد بحاجة ل»رؤى» تبشر بالمستقبل أكثر من حاجتها لتنفيذيين سياسيين بالمعنى اليومي في الحزب والحكم والدولة، وقال عبد السلام ان رئيس حزب الامة الصادق المهدي يفكر كثيراً ويكتب ويقدم أوراقاً، لكنه يفسدها بتدخله السياسي في العمل التنظيمي والحزبي، واضاف كما قلت فإن القيادات القديمة بمن فيهم محمد إبراهيم نقد «رحمه الله» لا يدركون الوجدان الجديد والحساسية الجديدة، وما يحدث في أحزابهم نوع من هذه الحساسية الجديدة، ولأنهم لا يعرفونها تفاجئهم هذه الحساسية الجديدة والتى تحتاج لقيادة جديدة، لذا أدعوهم لإفساح المجال لأجيال في الأربعينيات والخمسينيات من عمرهم كما هو إتجاه العالم اليوم، والذى تغير من حولهم ولكن لم يدركوا هذا، لذا من الأفضل أن يعتزلوا السياسة.
علي السيد:
تدرج الشباب نحو القيادة إما بالصدفة أو بصلة القرابة
كمال عمر:
تهميش الشباب في الأحزاب حقيقة لاتخطئها عين
ربيع عبدالعاطي:
الشباب لايمتلكون
مؤهلات القيادة
المحبوب عبدالسلام:
على « الترابي والميرغني والمهدي» اعتزال السياسة
الطيب زين العابدين:
البلاد تحتاج إلى دماء الشباب
أمين الشاب بالمؤتمر الوطني:
المساحة المتاحة دون الطموح
قيادي بالأمة القومي:
الانشقاقات لاتخدم القضية وتخلي الساحة لأعداء التغيير
قيادي بالاتحادي الأصل ..
تغيير القيادات لايتم
إلا بالانقلاب أو الموت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.