اختفاء اغطية شبكة المجاري ومصارف مياه الأمطار بات امرا مألوفا في اغلب الشوارع والأحياء السكنية وصارت المجاري المفتوحة مهددا للسلامة المرورية ما يعرض حياة الناس للخطر، واللافت أن الظاهرة لا تقتصر على الشوارع الثانوية والأحياء السكنية البعيدة عن مركزالعاصمة ، وانما شملت الشوارع الرئيسة في قلب الخرطوم مثل شارع عبيد ختم وشارع افريقيا ومحمد نجيب ،ما دفع بعض المواطنين الى احاطة منهولات الصرف الصحي وتصريف مياه الامطار الموجودة في الشوارع بالحجارة واغصان الاشجاراليابسة كاشارات تحذيرية للمركبات والمارة نتيجة فقدان اغلب الاغطية المصنوعة من الحديد الثقيل والظهر . يعود سبب الظاهرة الي تلف تلك الاغطية او سرقتها لصهرها وبيعها ، الشئ الذي خلق حالة من الاستهجان والخوف بين المواطنين الذين انتقد بعضهم تجاهل المسئولين لهذه الظاهرة التي تهدد حياة الأطفال والنساء والشيوخ وراكبي السيارات والدراجات ، نتيجة ارتفاع معدلات حوادث السير اضافة الي الحاق اصابات بالغة للكثيرين من المارة جراء وقوعهم في هذه المنهولات في شكل مفاجيء وتعرضهم للكسور، بجانب احداث تلف للمركبات العامة نتيجة سقوطهم المفاجيء أيضاً في ذات المنهولات. على مقربة من الموقف الخاص بكلية الطب بشارع الطابية وبشارع الغابة والستين تتواجد العديد من المنهولات التي قام مواطنون باحاطتها بأغصان الأشجار والحجارة لحماية مستخدمي الطريق اضافة الى وجود منهولات لتصريف مياه الامطار بشارع كسلا الحاج يوسف التي تفتقد هي الاخري الي الاغطية نتيجة لكسر بعضها وعدم تركيب بعضها منذ انشاء المصرف ، و اثناء جولتها التقت «الصحافة» أحمد دفع الله الذي اشار الى أن العديد من الشوارع تخلو فتحات المنهولات فيها من أغطية حديدية فوقها ، سواء كانت هذه المنهولات صغيرة تقع بالقرب من الأرصفة أو كبيرة تتوسط الشوارع في الأحياء السكنية، مبينا أن الأهالي عادة ما يقومون بتغطية هذه الفتحات بما هو متوفر من قطع معدنية لسيارات قديمة أو أبواب ثلاجات مستهلكة دون جدوى ، مضيفا الى ان الحلول غالبا ما تكون حلولا مؤقتة بغية درء مخاطرها على المارة وأصحاب السيارات ، ماضيا الى ضرورة مواجهة سرقات أغطية الصرف الصحي والمجارى من قبل تجارالخردة والمتشردين لارتفاع اسعار الحديد ، مؤكدا ان هذه المشكلة باتت تشكل خطرا بالغا على حياة أفراد المجتمع، لافتاً الى ان التراخي في مواجهة أي مشكلة دوما يفتح المجال لتفاقمها.وفي ذات الاطار ابتدر عباس جعفر حديثه قائلا : انتشرت ظاهرة سرقة أغطية المنهولات الحديدية بغية بيعها لأصحاب المعامل الصناعية لكونها مصنوعة من معدن لصهره واعادة تصنيعه من جديد هكذا، مستدركا بالقول ان هذا الواقع لايعفي ولاية الخرطوم من مسؤوليتها في ترك واهمال المنهولات مفتوحة بلا أغطية فوقها كونها تتسبب بحوادث مؤسفة للمواطنين.وابان على المك الى أن بعض العمال يهملون اعادة الأغطية الحديدية فوق المنهولات بعد الانتهاء من أعمال تنظيفها من الأوساخ استعدادا لموسم الأمطار ، مبديا استغرابه من هذا الاهمال الذي يتسبب عادة بحوادث خطيرة للمواطنين ولممتلكاتهم، مطالبا بتوكيل الأمر الى جهة مختصة في الامر وليس مجرد عمال مشيرا الى ان أن اغلب الشوارع لا تتوفر فيها أغطية حديدية تغطي فتحات المنهولات بحيث باتت أماكنها معروفة للسائقين لطول الفترة التي تركت فيها على هذا الحال، مبينا أن العديد من السيارات وقعت في هذه«الفخاخ» الى أن أصبحت أماكنها معروفة ومحددة .اما عبد الرسول فبدأ حديثه قائلا : ان الظاهرة لا تقف عند ترك المنهولات بلا أغطية فوقها وانما تتعداها الى عيوب في التنفيذ من حيث أن اغلب المنهولات اما تكون أعلى من مستوى الشارع أو اقل من مستواه بكثير مطالبا بمراعاة هذه المسألة أثناء تشييد فتحات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي بحيث تكون بمستوى الشارع كي توفر السلامة للسائقين وابعاد خطر الوقوع فيها .